كوارث التغيرات المناخية تلاحق العالم.. تضرر 28 مقاطعة باكستانية بسبب الفيضانات واستمرار عمليات الإغاثة.. دراسة: الظواهر الجوية العنيفة تكلف الاقتصاد الأوروبى 43 مليار يورو.. وتداعيات اقتصادية للطقس في أوروبا

السبت، 20 سبتمبر 2025 01:00 ص
كوارث التغيرات المناخية تلاحق العالم.. تضرر 28 مقاطعة باكستانية بسبب الفيضانات واستمرار عمليات الإغاثة.. دراسة: الظواهر الجوية العنيفة تكلف الاقتصاد الأوروبى 43 مليار يورو.. وتداعيات اقتصادية للطقس في أوروبا الفيضانات المدمرة

إيمان حنا

تثور الطبيعة بأشكال عدةٍ، ما بين الفيضانات وحرائق الغابات والسيول، مكبدةً العالم خسائر فادحة؛ كنتيجة مباشرة للتغيرات المناخية الكبيرة التي يشهدها كوكبنا في السنوات الأخيرة.

في هذا السياق، كشفت دراسة أوروبية عن أن موجات الحر والجفاف والفيضانات العنيفة التى اجتاحت القارة العجوز- أوروبا - هذا الصيف تسببت فى خسائر اقتصادية فورية لا تقل عن 43 مليار يورو، مع توقع ارتفاع التكلفة إلى 126 مليار يورو بحلول عام 2029، حيث شكل هذا الصيف وحده خسائر تعادل 0.26% من الناتج الاقتصادي للاتحاد الأوروبي في 2024.

الفيضانات ..


في سياق هذه الكوارث الطبيعية ، لا تزال الفيضانات تلحق الأضرار بعدد من الدول، ففي هذا الإطار أعلنت السلطات الباكستانية، أن الفيضانات الموسمية الشديدة تسببت في أضرار واسعة النطاق طالت أكثر من 28 مقاطعة، مما أدى إلى تدمير منازل وبُنى تحتية ونزوح آلاف السكان فيما تواصل فرق الإغاثة والإنقاذ عملياتها.

وذكرت صحيفة "دون" الباكستانية، أنه على الرغم من أن مستويات المياه بدأت بالانحسار بشكل ملحوظ في بعض مناطق جنوب البنجاب، مع إعلان منطقتي جلالبور بيروالا وأليبور في ملتان آمنين بعد أن اجتاحت موجة فيضانات كبيرة منطقة رأس بانجناد، صرح مسؤولون باستمرار عمليات الإجلاء وجهود الإغاثة من المناطق المنخفضة على طول أنهار تشيناب ورافي وسوتليج.

وتم إجلاء ما يصل إلى 12,427 شخص من المناطق المنخفضة على طول الأنهار الثلاثة، فيما وصفته السلطات بأنه إحدى أكبر العمليات في التاريخ الحديث، بمشاركة أسطول من 1,517 قارب إنقاذ.

ووفقًا للمتحدث باسم فريق إنقاذ البنجاب فاروق أحمد، كانت مقاطعات ملتان ومظفر جاره ورحيم يار خان من بين الأكثر تضررًا، حيث تم إنقاذ 3274 و2392 و414 شخصا على التوالي.

امتدت عمليات الإجلاء إلى العديد من المقاطعات الأخرى، بما في ذلك لودهران وبهاوالبور وكاسور، مما يُظهر اتساع نطاق الأزمة.

وأفادت هيئة إدارة الكوارث الإقليمية، بإجلاء 2.5 مليون شخص من البنجاب حتى الآن، حيث أودت الفيضانات بحياة 101 شخص، وصرح سيد كوثر شاه أحد سكان لاتي ماري، لصحيفة "دون"، بأن حوالي 15 ألف شخص قد أجلوا أنفسهم عندما بدأت المياه تقترب منهم.

وقال إن جميع منازلهم ومحاصيلهم قد دُمرت بسبب فيضان شديد، وغرق شخصان من العائلات التي لم تتمكن من الإخلاء في الوقت المناسب. كما تكبد المتضررون من الفيضانات خسائر في رؤوس الماشية، حيث لم يتمكن معظمهم من إخلاء ماشيتهم. وأضاف أن منسوب المياه لا يزال يتراوح بين ستة وسبعة أقدام، ولم يتمكنوا من أخذ ممتلكاتهم، كما لم يتمكنوا من التحقق من سلامتها.

وفى إطار كوارث الفيضانات، أفادت اللجنة الوطنية للوقاية من الفيضانات وإدارتها في النيجر، أن أكثر من 246 ألف شخص تضرروا من جراء الفيضانات الناجمة عن الأمطار منذ بداية موسم الأمطار.

وكشفت اللجنة عن هذه المعلومات خلال اجتماعها الرابع الذي عقد بديوان رئاسة الوزراء، حسبما أورد موقع "360 أفريقيا"، وبحسب اللجنة، فإن الفيضانات الحقت حتى الآن الاضرار بـ1009 أحياء وقرى في 122 بلدية، وأضافت أن عمليات الدعم المقدمة حتى مطلع الشهر الجاري شملت 142 ألفا و642 شخصا، حيث تم توزيع 1896,2 طن من الحبوب على ثلاث دفعات.

كما أكدت السلطات أن من بين التداعيات الملحة، ضرورة إعادة بناء 524 فصلا دراسيا قبل موعد بدء العام الدارسي المقرر في أول أكتوبر المقبل.


تكلفة باهظة ..

وعلى صعيد متصل، كشفت دراسة أوروبية عن أن موجات الحر والجفاف والفيضانات العنيفة التى اجتاحت القارة العجوز- أوروبا - هذا الصيف تسببت فى خسائر اقتصادية فورية لا تقل عن 43 مليار يورو، وذكرت صحيفة الجارديان، أن الدراسة التي أعدها خبراء من جامعة مانهايم والبنك المركزي الأوربي، أوضحت أن التأثير الأكبر سجل في قبرص واليونان ومالطا وبلغاريا، حيث تجاوزت الخسائر 1% من قيمة الناتج المحلي المضاف لكل منها، تلتها إسبانيا وإيطاليا والبرتغال.

ووصف الباحثون النتائج بأنها "متحفظة"، إذ لم تتضمن آثار حرائق الغابات القياسية التي اجتاحت جنوب القارة في أغسطس، ولا الأضرار المتراكمة عن تزامن الكوارث المناخية.

وأضافت الصحيفة نقلا عن مُعدي الدراسة، أن هذه التقديرات "الفورية" قد تساعد صانعي السياسات على توجيه الدعم في غياب البيانات الرسمية، مؤكدة أن "التكاليف الحقيقية للطقس المتطرف تظهر تدريجيًا، لأنها تطال حياة الناس وسبل عيشهم بطرق متعددة تتجاوز الأثر المباشر".

وأظهرت دراسات حديثة أن التغير المناخي جعل موجات الحر القاسية أكثر احتمالًا بمعدل 40 مرة في إسبانيا والبرتغال، و10 مرات في اليونان وتركيا، ورجحت تضاعف حصيلة الوفيات جراء موجة الحر الصامتة التي ضربت أوروبا في يونيو، ثلاث مرات في 12 مدينة كبرى نتيجة للتلوث المسبب لارتفاع حرارة الكوكب.

وقد تكون الخسائر غير المباشرة أكثر فداحة من الأضرار الملموسة، فوفقًا لما أشار إليه كبير اقتصادي المناخ في البنك الدولي، ستيفان هاليجات، أن تقديرات الناتج المحلي لا تعكس معاناة المجتمعات الفقيرة، كما نبه الاقتصادي جيرت بيتينيز من البنك الوطني البلجيكي إلى أن تجاهل أثر تعطل سلاسل الإمداد قد يؤدي إلى تقليل حجم الخسائر بما يصل إلى 30%.

ورغم اختلاف التقديرات، فإن الرسالة الواضحة - بحسب الخبراء - هي أن الطقس المتطرف يترك بالفعل آثارا اقتصادية ثقيلة في أوروبا، وأن الآثار غير المباشرة مثل تراجع ساعات العمل أو اضطراب النقل قد تكون مدمرة بقدر الدمار المادي المباشر.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب