كشف تقرير رسمى لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى أنه تم تنفيذ تلقيح اصطناعى لأكثر من 42 ألف رأس ماشية، الشهر الماضى فى خطوة تهدف إلى رفع كفاءة السلالات المحلية وزيادة إنتاج الألبان واللحوم، وهو ما يمثل نقلة نوعية فى قطاع الثروة الحيوانية.
وأكد الدكتور حامد الأقنص، رئيس مجلس الإدارة، أن إجمالى الحالات التى خضعت للتلقيح الاصطناعى خلال شهر أغسطس تحديدًا 42,379 رأس ماشية وتفصيلًا، شملت هذه الأرقام 36,398 رأسًا من الأبقار و5,981 رأسًا من الجاموس، وهو ما يعكس اهتمامًا بتطوير السلالات الأكثر.
وأضاف أن هذه الجهود لم تكن لتتحقق لولا الانتشار الواسع لشبكة الخدمات البيطرية، حيث تم تنفيذ عمليات التلقيح عبر 1,588 نقطة تلقيح اصطناعى موزعة على كافة المحافظات حيث يضمن التوسع الجغرافى وصول الخدمات إلى صغار المربين فى القرى والمناطق النائية، مما يعزز من فرصهم فى تحسين دخلهم وزيادة إنتاجيتهم.
ولم تقتصر جهود الهيئة على التلقيح فحسب، بل امتدت لتشمل الإنتاج المحلى للسائل المنوى المجمد من سلالات ممتازة فخلال أغسطس، أنتجت مراكز الهيئة فى العباسية وبنى سويف 29,225 جرعة سائل منوى من طلائق (ذكور) تتميز بخصائص وراثية متفوقة. ولضمان استمرارية البرنامج، تم توزيع ما يقرب من 43,164 جرعة على نقاط التلقيح الاصطناعى، بهدف تزويد المربين بأفضل الموارد الجينية المتاحة هذا الإجراء يساهم بشكل مباشر فى تحسين الخصائص الوراثية للقطعان، مثل معدلات النمو وإنتاج الألبان، مما يعود بالنفع على المربين والمستهلكين على حد سواء.
إلى جانب التلقيح، أولت الهيئة اهتمامًا خاصًا بخدمات الرعاية التناسلية، والتى تعد حجر الزاوية فى أى برنامج ناجح لتحسين الثروة الحيوانية خلال الشهر نفسه، تم تشخيص حمل لعدد 37,903 رأس ماشية، منها 8,153 رأسًا من الأبقار، 22,972 رأسًا من الجاموس، و6,778 رأسًا من الأغنام والماعز.
ولمواجهة المشكلات التناسلية التى قد تؤثر على الإنتاج، عالجت الهيئة 16,318 حالة تعانى من ضعف الخصوبة، وشملت هذه الحالات مشكلات مثل "الشيوع الصامت" و"الشيوع المتكرر" والالتهابات الرحمية، بالإضافة إلى خمول وتحوصل المبايض وسوء التغذية. هذا التدخل العلاجى يضمن أن الحيوانات تتمتع بأفضل حالة صحية لزيادة فرص الحمل والولادة.
وشملت جهود الهيئة علاج أمراض الضرع التى تؤثر بشكل مباشر على إنتاج الألبان. تم علاج 3,754 رأس ماشية مصابة بأمراض الضرع، مما ساعد فى الحفاظ على جودة وكمية الحليب.
كما امتدت الخدمات لتشمل علاج أمراض الجهاز التنفسى وحالات النقص الغذائى والحالات الحرجة لـ 611 رأسًا، بالإضافة إلى علاج أمراض الولادة ومضاعفاتها لـ 2,211 رأسًا، بما فى ذلك الحمى النفاسية واحتباس المشيمة والولادات العسرة.
يذكر أن هذه الأرقام تعكس التزامًا حقيقيًا بتطوير الثروة الحيوانية فى مصر. فمن خلال توفير خدمات التحسين الوراثى والرعاية البيطرية المتكاملة، تسعى وزارة الزراعة إلى بناء قطاع حيوانى أكثر قوة وكفاءة، يساهم فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من المنتجات الحيوانية ويعزز الأمن الغذائى للمواطنين.