درنكة تستقبل الملايين فى احتفالات صوم العذراء.. إحدى محطات العائلة المقدسة على أرض مصر تتحول إلى قبلة للزوار.. وطقوس قبطية ومشاركة واسعة من المسيحيين.. وأجواء روحانية وشعبية تحتضنها جبال أسيوط فى أغسطس.. صور

بموقعه الفريد في قلب جبل أسيوط الغربي، يتحول دير السيدة العذراء بدرنكة كل عام خلال شهر أغسطس إلى وجهة روحانية لملايين الزوار من مختلف محافظات مصر ومن خارجها، احتفالًا بصوم السيدة العذراء مريم، أحد أقدس مواسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

ويبدأ الاحتفال السنوي بالدير في 7 أغسطس من كل عام، ويستمر حتى يوم 21 أغسطس، وهو توقيت يرتبط تاريخيًا بزيارة العائلة المقدسة للمكان، والتي اتخذته مأوى قبل العودة إلى فلسطين، ليصبح بذلك آخر محطة للعائلة المقدسة على أرض مصر، ويكتسب الدير قدسيته من تلك الرحلة المباركة.

موقع محفور في الذاكرة الروحية

يقع دير السيدة العذراء بالجبل الغربي في قرية "درنكة" التابعة لمركز أسيوط، ويبعد نحو 10 كيلومترات عن المدينة، في منطقة تحمل عبق التاريخ وسكينة الجبل. ويطل الدير على مشهد بانورامي لأسيوط، وكأنه نُحت ليستقبل الزائرين في حضن الجبل.

كنائس أثرية ومغارة مقدسة

يضم الدير عددًا من الكنائس أبرزها:
كنيسة المغارة: أقدمها وأشهرها، ويعود استخدامها إلى القرن الأول المسيحي. واجهتها 160 مترًا، وعمقها 60 مترًا.
كنيسة السيدة العذراء المنارة
كنيسة مار يوحنا المعمدان
كنيسة الميدان
كنيسة الصليب
كنيسة النجمة

وتُعتبر المغارة التي احتمت بها العائلة المقدسة واحدة من أندر المواقع المسيحية التي ما زالت تحتفظ بطابعها المقدس حتى اليوم.

منشآت حديثة تستقبل الزائرين

تحول الدير إلى مركز متكامل للاستضافة، إذ يضم فنادق إقامة من 5 طوابق، إلى جانب قاعات أنشطة، وكافتيريات، ومناطق مخصصة للصلاة والخدمة، مما يتيح للزائرين قضاء فترات طويلة وسط الأجواء الروحية والطقسية الخاصة بصوم العذراء.

ملايين الزوار في صوم العذراء للدير

تُظهر الإحصائيات أن عدد الزوار في الليلة الختامية فقط يتجاوز تقريبًا 2 مليون زائر. ويحرص زوار من دول أفريقية، وخاصة من إثيوبيا، على المشاركة، حاملين معهم طقوسهم وترانيمهم الخاصة.

ويتزامن الصوم مع حرارة أغسطس، لكنه يُعتبر من أكثر الأصوام المحبوبة شعبيًا، إذ تنذره آلاف الأسر مسبقًا، وتُقيم احتفالات روحية في المنازل والكنائس. ويعتبر دير درنكة القلب النابض لهذا الموسم، إذ تُقام فيه القداسات اليومية، والتسابيح، والنهضات الروحية على مدار أسبوعين كاملين.

الأنبا ميخائيل الأسقف التاريخي للدير

يرتبط اسم الدير باسم المطران الراحل الأنبا ميخائيل، الذي جلس على كرسي أسيوط لمدة 68 عامًا متواصلة، وهو رقم لم يتكرر. وترهب بدير الأنبا مقار، وعُين مطرانًا لأسيوط عام 1946، ليكون أحد الشخصيات المحورية في تاريخ الكنيسة القبطية الحديث.

أيقونات الدير