

في قلب اللوحة يظهر جندي إسرائيلي منهك، يترنح تحت ضربات المقاومة، يحمل ملامح العجز والانكسار، وقد غابت عن وجهه قوة الغطرسة التي طالما تباهى بها الاحتلال. جسده المتهالك في عمق المشهد ليس مجرد صورة فردية، بل رمز لانكسار المنظومة العسكرية أمام إرادة شعب محاصر لكنه لا ينكسر.
وفي المقابل، يبرز في مقدمة الكادر غصن زيتون مضيء، مشع وسط الظلام. لم يكن الغصن مجرد عنصر زخرفي، بل أيقونة مقاومة وصمود. يرمز إلى أهل غزة الذين يتشبثون بالحياة والحرية رغم الحصار والعدوان، ويعبر عن الأمل المتجدد في التحرير، وعن عدالة القضية التي لا يمكن أن تُطفأ.
هذا التناقض البصري بين ظلمة الحرب وانكسار الجندي، وضياء غصن الزيتون، يعكس جوهر الرسالة: أن الاحتلال مهما بالغ في جرائمه وانتهاكاته، فإن جذوة الأمل والصمود في غزة تظل أقوى، قادرة على فضح الباطل، ومؤمنة بأن النصر والتحرير حق قادم لا محالة.