أكد الدكتور حسن سليمان، رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق، أن التسامح والعفو مبادئ أساسية يقوم عليها الدين الإسلامي، وهما من "شيم الكبار" اللذين يساهمان في بناء مجتمع قوي ومتكاتف، وأوضح أن التحلي بهاتين الصفتين يفتح أبواب السلام بين الناس ويُبعد التوتر والزعل، مما يخلق طاقة إيجابية وسلامًا داخليًا للفرد والمجتمع.
وأوضح الدكتور سليمان، خلال حوار تلفزيوني ببرنامج "هذا الصباح"، المذاع على قناة اكسترا نيوز، أن التسامح والإحسان يؤدي كل منهما إلى الآخر، وهما ما يحبذه الله ورسوله لجميع أفراد الأمة، وأشار إلى أن من خلال التسامح والإحسان، "ترى الوجود جميلًا"، مما يؤدي إلى رحابة في الصدر وسلام نفسي مع الذات ومع الآخرين، وهو ما يساهم في استتباب الأمن في المجتمع ككل.
وفي معرض حديثه عن كيفية الوصول إلى مرحلة التسامح، بيّن سليمان أن الإنسان الذي يدرب نفسه على هذه الصفة هو شخص "ناضج وكبير في تصرفاته وفي حياته كاملة"، وأضاف أن الطريق إلى ذلك يبدأ بمخالفة النفس والشيطان الذي قد يوسوس للإنسان ويذكره بما فعله الخصم لمنعه من العفو، كما حذر من "حبائل الشيطان" المتمثلة في بعض الأشخاص المحيطين الذين قد يثنون الإنسان عن المسامحة، معتبرًا إياهم أدوات تساعد على تجسيم الضرر.
وشدد سليمان على أهمية "الرفقة الطيبة" التي تساعد على الوصول لهذا النمط من التعامل، مستشهدًا بقوله تعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"، وأكد أن بناء المجتمع الصحيح لا يتم إلا على التراحم والتعاون والمسامحة والإحسان بين أفراده، مستدلًا بقوله تعالى في وصف النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه: "أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ".