في أول ظهور إعلامي له منذ أكثر من 20 عامًا، حل الكاتب والمؤلف الكبير يوسف معاطي ضيفًا على برنامج "واحد من الناس" الذي يقدمه الإعلامي الدكتور عمرو الليثي عبر شاشة قناة الحياة، كاشفًا عن محطات مهمة في مشواره الإبداعي ورؤيته للدراما والكوميديا.
وأكد معاطي أنه تعلم الكثير من أعمال الكاتب الفرنسي الشهير موليير، واصفًا إياه بأنه "أهم كاتب كوميدي في العالم، وليس في فرنسا فقط"، مشيرًا إلى أن الكوميديا الراقية لا بد أن تحمل في طياتها شيئًا من الألم والوجع، وإلا فقدت قيمتها العميقة.
وأضاف: "أنا من عشاق الكوميديا، وأؤمن أن خفة دم المصريين وقدرتهم الفريدة على الضحك من أهم أسباب بقاء مصر العظيمة لأكثر من 7 آلاف عام، وهذا الحس الساخر هو أحد أسرار قوة الشخصية المصرية".
وفي حديثه عن علاقته بالإعلامي عمرو الليثي، قال معاطي: "هذه أول مقابلة تليفزيونية لي منذ التسعينات، وعمرو الليثي صديق عزيز، لا أكتب عملًا إلا وأستشيره فيه، وأنا فخور بصداقتنا، كما أنني أعرف والده الكاتب الكبير ممدوح الليثي، وكذلك المنتج الكبير جمال الليثي".
وتطرق معاطي إلى أهمية أن تعكس الدراما الواقع المصري بكل تنوعه، متسائلًا: "لدينا أكثر من عشرة ملايين مواطن من الأشقاء في مصر، أين هم في الدراما؟ يجب أن تكون مرآة للمجتمع بكل فئاته".
وتحدث عن فترة غيابه وسفره خارج مصر، موضحًا أنها كانت فترة تأمل وكتابة، حيث عاش في فرنسا وإنجلترا وإيطاليا، وجلس كثيرًا في المقاهي يراقب الحياة والمسرح، لكنه رغم ذلك لم يشعر بالانفصال عن مصر، مؤكدًا: "كنت أتمنى أن أكون في مصر دائمًا، وقلبي لم يفارقها".
وكشف أنه خلال تلك الفترة أنجز عددًا من الأعمال الفنية وترجم كتبًا عدة، مستفيدًا من الحرية التي منحها له البعد عن الالتزامات الدرامية المعتادة، وأضاف: "الورش التي تكتب السيناريوهات ليست أمرًا سلبيًا بالكامل، لكنها لا تُنتج مبدعين يحملون أسماءهم، بل تُنتج أعمالًا جماعية مثل مسلسل Friends، الذي استغرق سنوات ليظهر بهذه الصورة".
وفي نهاية اللقاء، أعرب يوسف معاطي عن إعجابه الكبير بعدد من الأعمال السينمائية الخالدة، قائلاً: "سألت الأستاذ ممدوح الليثي ذات مرة عن روعة فيلمي ثرثرة فوق النيل والكرنك، فهما يقدمان سيناريوهات راقية جدًا، وتعالج قضايا غاية في العمق والتأثير".