واصل الجيش السودانى، تحركاته فى قلب العاصمة السودانية الخرطوم، للضغط على عناصر الدعم السريع، واستعادة السيطرة على عدة مناطق هامة، فى العاصمة، إذ تمكن الجيش من استعادة حي البركة في محلية شرق النيل من قوات الدعم السريع، وبهذه العملية سيطر بالكامل على المحلية الواقعة شرق الخرطوم.
وبسط الجيش سيطرته، على جميع المربعات السكنية في حي الوحدة بالحاج يوسف، وباتت محلية شرق النيل تحت السيطرة الكاملة للقوات المسلحة، وتستمر بقية القوات النظامية في عمليات التمشيط وجمع السلاح في المنطقة.
وفى سياق متصل، نفذت قوات خاصة من الجيش السوداني، عملية إجلاء سكان من أحياء منطقة الديوم الشرقية، خلال ساعات الليل، في أعقاب حملات بطش نفذتها عناصر تابعة لقوات الدعم السريع.
وتقع عدد من أحياء جنوب الخرطوم تحت سيطرة الدعم السريع، مرتكبة انتهاكات مريعة بحق السكان الذين لم يتمكنوا من مغادرة ديارهم.
ومن جهتها قالت لجان مقاومة الديوم الشرقية، في بيان إنه بعد معاناة شديدة، تم إجلاء جزء من سكان الديوم، حيث خرجوا من مناطق الانتهاكات إلى أماكن آمنة.
وأفادت بأن الأشخاص الذين جرى إجلاؤهم ساروا ليلًا مشيًا على الأقدام، متخطين مخاطر كبيرة قبل أن يستقروا في أحياء القوز والرميلة.
وشكرت اللجان القوات الخاصة والجنود التابعين للجيش السودانى الذين شاركوا في عمليات إجلاء المواطنين من أحياء الديوم الشرقية، معتبرة ذلك دليلًا حقيقيًا على التفاني والبطولة.
وأشارت إلى أن الوضع في الديوم الشرقية كارثي وسيئ للغاية، خاصة في أحياء شرق تقاطع باشدار، التي يتفاقم وضعها يومًا بعد يوم.
وذكر البيان أن إجلاء السكان كان صعبًا للغاية، بسبب تواجد قناصة يترصدون أي محاولة للهروب، وانتشار عناصر الدعم السريع ومنع التنقل.
وتواصل قوات سلاح المدرعات التابع للجيش انتشارها في أحياء جنوب الخرطوم، حيث استعادت بعضها، خاصة الرميلة، بالتزامن مع استعادة معظم مناطق الخرطوم بحري.
وتابع البيان :"لن نتوانى عن بذل كل ما في وسعنا لضمان سلامتهم وعودتهم إلى بر الأمان في أقرب وقت".
ومن جهة أخرى، وسع الجيش السوداني نطاق تحركاته قرب القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم.
وكشفت وسائل إعلام سودانية، أن الجيش سيطر على مواقع مهمة وسط العاصمة الخرطوم، أبرزها في شوارع البلدية والمك نمر، وأشار إلى أن الطيران الحربي استهدف تمركزات الدعم السريع عند المدخل الجنوبي الشرقي للخرطوم.
وفى سياق آخر، شهدت قرية ود بلحة، بمحلية أم القرى بولاية الجزيرة فى السودان، انفجار لغم أرضى من مخلفات الحرب، ومخلفات ميليشيا الدعم السريع، بعد تحرير الولاية منهم على يد القوات المسلحة السودانية، وأسفر الانفجار عن مقتل شخصين، وأفادت منصة أم القرى، أن الانفجار وقع أثناء تجهيز الضحايا لإفطار رمضان.
وكشفت وسائل إعلام سودانية، أن وقائع انفجار مخلفات الحرب فى محلية أم القرى تكررت، وآخرها الجمعة، عندما انفجرت قذيفة داخل محل تجاري في سوق المنطقة.
ومن جهة أخرى، كشفت كيانات مدنية، عن انتشار مرض الحصبة في قرى ولاية الجزيرة، ما أسفر عن وفاة 6 أطفال خلال أسبوع في قرية "السعدية" بمحلية أم القرى.
وكشفت منصة أم القرى، أن أسباب انتشار الحصبة، هو عدم تلقي الأطفال جرعات التطعيم، مطالبة وزارة الصحة بالتدخل العاجل وتوفير اللقاحات.
فيما كشفت شبكة أطباء السودان، أن ميليشيا الدعم السريع، شنت هجمات صاروخية، على مدينة الأبيض، بولاية شمال كردفان، وأسفرت الهجمات المتواصلة عن مقتل 5 أشخاص.
وكشفت الشبكة، أن الدعم السريع استهدفت مواقع المدنيين والمرافق العامة، بشكل متعمد، لإصابة أكبر عدد من المدنيين، مشيرة إلى أن القصف المدفعى أدى لمقتل 5 أشخاص بينهم أم وأطفالها وإصابة 4 آخرين.
وأدانت شبكة أطباء السودان عمليات القصف الصاروخي المتعمدة من قبل الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي تماديا في انتهاكاتها ضد المدنيين العزل وتدميرا للمرافق العامة حيث تكتظ مدينة الأبيض بكثافة سكانية عالية وتحتضن الألاف من الأسر المهجرة من المدن والقرى حول المدينة.
واعتبرت شبكة أطباء السودان، استخدام الدعم السريع لعمليات القصف الصاروخي الموجهة ضد المدنيين العزل هي وسيلة يسعى من خلالها إلى تهجير المدنيين وإفراغ المدن من قاطنيها، وهو تحدي واضح لكل القوانين الدولية التي تحرم استهداف المدنيين في الحرب.
ومن جهتها نشرت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة فى السودان، وهى جهة حكومية، احصائية جديدة عن عدد حالات الاغتصاب، التى تم ارتكابها فى مناطق سيطرة ميليشيا الدعم السريع، مشيرة إلى أن الحالات بلغت 1138 حالة منذ أبريل 2023 وحتى فبراير 2025.
وأكدت الهيئة الحكومية، أن النساء السودانيات تعرضن لجميع أشكال الانتهاكات من قتل واغتصاب واختطاف واعتقال ولجوء ونزوح منذ اشتعال الحرب، ومن جهتها قالت سليمى إسحق مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، إن من بين الحالات الموثقة البالغة 1138، 193 طفلة، جميعها وقعت في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وكشفت سليمى إسحق، أنه تم تقديم الخدمات الصحية، والدعم النفسى، للمصابات في ولايات الخرطوم، الجزيرة، سنار، شمال وغرب كردفان، وولايات دارفور، منذ أبريل 2023 وحتى فبراير الماضي.
وطالبت مديرة الوحدة الدولة بالالتزام الصارم بحماية النساء من جميع أشكال العنف والتمييز، والعمل على إدماج منظور النوع الاجتماعي في جميع السياسات الوطنية.
وأضافت: "القضاء على العنف ضد المرأة ليس خيارًا بل واجب وطني وأخلاقي"، مؤكدة على ضرورة تمكين المرأة من المشاركة الفاعلة في صنع القرار، خاصة في أي تسوية سياسية قادمة، مشددة على أن ذلك ليس فقط حقًا مشروعًا، بل ضرورة لضمان سلام شامل وعادل ومستدام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة