متطوعو العريش.. جنود فى خدمة الجرحى الفلسطينيين ومرافقيهم بمستشفيات سيناء

الجمعة، 07 مارس 2025 07:00 ص
متطوعو العريش.. جنود فى خدمة الجرحى الفلسطينيين ومرافقيهم بمستشفيات سيناء خدمات لا تتوقف
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يقف المتطوعون فى مستشفى العريش العام كخط دفاع إنسانى أول، يسابقون الزمن لتقديم يد العون للجرحى الفلسطينيين ومرافقيهم، الذين عبروا الحدود بحثًا عن العلاج بعد أن أنهكتهم ويلات الحرب. هؤلاء الشباب، الذين حملوا على عاتقهم رسالة التضامن، باتوا جنودًا للإنسانية، يعملون بلا كلل لتأمين الرعاية الصحية والاجتماعية للمرضى، مؤكدين أن التكافل بين الشعبين المصرى والفلسطينى يتجسد فى أسمى صوره على أرض سيناء.


المتطوعون التابعون لمكتب خدمة المواطنين بمستشفى العريش العام يواصلون دورهم الإنسانى والوطنى فى استقبال ورعاية المصابين الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة للعلاج، حيث يتحول المستشفى إلى نموذج للتكافل والتآخى بين الشعبين المصرى والفلسطينى، وسط جهود متواصلة من الفرق التطوعية التى لا تدخر جهدًا فى تقديم الدعم الطبى والنفسى والاجتماعى للمرضى ومرافقيهم.


عند وصول المصابين من غزة، يكون فى استقبالهم فريق من المتطوعين التابعين لمكتب خدمة المواطنين، والذى يقوده حجاج فايز الصعيدى، مدير المكتب. ويؤكد الصعيدى أن العمل لا يتوقف لحظة منذ اندلاع العدوان على غزة قبل أكثر من 15 شهرًا، حيث يسعى المكتب بالتعاون مع مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى إلى توفير جميع الاحتياجات الأساسية للمصابين وذويهم.


وأضاف الصعيدي: "قمنا بتجهيز خيمة خاصة بجوار المستشفى لتكون نقطة استقبال رئيسية، حيث يحصل القادمون على الدعم الفورى، سواء كان ذلك من خلال توفير ملابس، بطانيات، وجبات غذائية، أو حتى تسهيل التواصل مع ذويهم فى غزة. نحاول جاهدين أن نوفر لهم بيئة تُشعرهم وكأنهم بين أهلهم، بعيدًا عن الألم والمعاناة التى عاشوها جراء الحرب".


لم يقتصر دور المكتب على مستشفى العريش فقط، بل امتد ليشمل مستشفيات الشيخ زويد وبئر العبد ونخل، حيث يتابع المتطوعون أحوال المصابين فى مراكز الاستشفاء لضمان حصولهم على الراحة الكاملة خلال فترة تعافيهم. ويوضح الصعيدي: "الهدف هو أن يجد كل مريض رعاية تامة حتى انتهاء علاجه، مع توفير احتياجاته اليومية حتى يعود إلى بلده فى أمان".


يعمل أكثر من 20 متطوعًا فى المكتب، تتنوع أدوارهم بين استقبال المصابين، تأمين احتياجاتهم اليومية، تقديم الدعم النفسى، وحتى مرافقتهم أثناء تنقلهم داخل المستشفى. ويقول الصعيدي: "لدينا متطوعون شباب من مختلف الفئات، ومن بينهم طلبة مدارس وجامعات، جميعهم يعتبرون هذا العمل واجبًا إنسانيًا وأخلاقيًا".


ومن بين هؤلاء المتطوعين، مروان محمد إبراهيم، الطالب فى المرحلة الإعدادية، والذى يحرص على الحضور يوميًا لمساعدة الفريق فى توزيع الوجبات والمياه على المرضى. أما محمد سليم، فقد التحق بالعمل التطوعى منذ أكثر من عام ونصف، ويتولى مسؤولية استقبال الحالات الجديدة ومرافقتها إلى الأقسام المختلفة، مؤكدًا أن دوره يتجاوز تقديم المساعدة إلى بناء روابط أخوية مع المصابين.


إلى جانب رعاية المرضى، يتولى مكتب خدمة المواطنين مسؤولية تكريم الشهداء الفلسطينيين الذين فقدوا حياتهم أثناء تلقى العلاج. ويشير الصعيدى إلى أنه منذ اندلاع الحرب، تم دفن 35 شهيدًا فلسطينيًا فى مقابر عاطف السادات بالعريش، بينما نُقلت جثامين 75 شهيدًا آخر إلى غزة عندما كان المعبر مفتوحًا. ويقول: "لا نترك أى شهيد دون تكريم يليق به، وأهالى شمال سيناء يتسابقون للمشاركة فى تشييعهم ودفنهم، كما يحرصون على التبرع بالدم لمصابى غزة كلما دعت الحاجة."


ووسط استمرار الأوضاع المأساوية فى قطاع غزة، تواصل مصر استقبال الجرحى والمرضى الفلسطينيين عبر معبر رفح، حيث تعمل كافة الجهات المصرية على تقديم الرعاية الصحية العاجلة لهم فى المستشفيات المصرية. وتأتى هذه الجهود فى إطار التزام مصر الإنسانى بدعم الشعب الفلسطينى، وتوفير كل ما يلزم لتخفيف معاناته فى ظل الظروف الصعبة التى يواجهها.


منذ الساعات الأولى من صباح كل يوم تتوافد سيارات الإسعاف المجهزة إلى معبر رفح لنقل دفعة جديدة من المصابين الفلسطينيين إلى المستشفيات المصرية. وتخضع عمليات النقل لإجراءات دقيقة لضمان سرعة وصول الجرحى إلى المرافق الطبية المناسبة لحالاتهم فور وصولهم من الجانب الفلسطيني.


وأكد اللواء خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، أن الدولة المصرية بكامل أجهزتها تعمل على توفير كل السبل لضمان تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمصابين القادمين من غزة، مشيرًا إلى أن الجهود لا تقتصر فقط على الإسعافات الأولية، بل تشمل نقل الحالات الحرجة إلى مستشفيات كبرى مجهزة بتخصصات متقدمة.


وقال مجاور فى تصريحات صحفية: "مصر كانت وستظل داعمًا رئيسيًا للشعب الفلسطينى، ونحن نعمل على مدار الساعة لضمان تقديم أفضل رعاية طبية للمصابين. لقد عززنا المستشفيات فى العريش والشيخ زويد وإسماعيلية والقاهرة لاستقبال الحالات الحرجة، كما جهزنا نقاط طبية على الحدود لتقديم الإسعافات الأولية السريعة".


وأوضح أن كل حالة تخضع للتقييم الطبى الأولى فور وصولها، حيث يتم تحديد مدى خطورة الإصابة وتوجيه المريض إلى المستشفى المناسب لحالته.


من جانبه، أكد الدكتور خالد زايد، مسؤول الهلال الأحمر المصرى بشمال سيناء، أن طواقم الهلال الأحمر تعمل جنبًا إلى جنب مع الجهات الحكومية لتقديم الدعم الطبى والإنسانى اللازم للمصابين وأسرهم.


وأضاف زايد: "نحن متواجدون على مدار الساعة فى معبر رفح لاستقبال الجرحى وتقديم الإسعافات الأولية لهم قبل نقلهم إلى المستشفيات. كما نحرص على تقديم الدعم النفسى والاجتماعى للمصابين وذويهم، فى ظل الظروف القاسية التى يمرون بها".


وأشار إلى أن فرق الهلال الأحمر المصرى تتابع الحالات داخل المستشفيات، لضمان تلقى المرضى الرعاية المطلوبة، مشيرًا إلى أن الهلال الأحمر الفلسطينى يتولى تنسيق عمليات نقل الجرحى من داخل قطاع غزة إلى الجانب المصري.

 

 

استقبال الاطفال

 

استقبال الاطفال

 

استقبال الحالات_1
استقبال الحالات_1

 

خدمات لا تتوقف
خدمات لا تتوقف

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة