أعدموا ابنها أمام عينيها.. أم جمال امرأة فلسطينية استشهد زوجها ونجلها الأكبر على يد الاحتلال وأصيب الأخر بالرصاص وأصبح عاجزا.. وتصرخ: لم يعد لدى سوى حسام وأريد علاجه كي يستطيع المشي وقضاء حوائجنا

الخميس، 06 مارس 2025 07:00 م
أعدموا ابنها أمام عينيها.. أم جمال امرأة فلسطينية استشهد زوجها ونجلها الأكبر على يد الاحتلال وأصيب الأخر بالرصاص وأصبح عاجزا.. وتصرخ: لم يعد لدى سوى حسام وأريد علاجه كي يستطيع المشي وقضاء حوائجنا عائلة حسام أبو العلا
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 


<< طلبوا من ابنى الأسير دخول مستشفى ناصر وعندما عاد عدموه أمام خيمتنا
<< حسام كان ذاهبا لشراء احتياجاتنا من السوق ليستهدفه الاحتلال بالرصاص في ظهره
<< أسير محرر: استخدمونى 42 مرة كدرع بشرى وأصابونى بالرصاص قبل إفراجهم عني
<< أم جمال: الأطباء أكدوا عدم وجود علاج لأبنى في القطاع وأناشد الجميع لسفره إلى الخارج
<< متحدث الهلال الأحمر: 30 مستشفى خرجت عن الخدمة بجانب تدمير 56 مركز رعاية أولية بسبب العدوان

 

في 6 أكتوبر 2023، كانت "أم جمال" تعيش مع ابنيها جمال وحسام في قطاع غزة، بعد استشهاد زوجها "محمد أبو العلا" على يد قوات الاحتلال في عام 2000 حيث انتفاضة الأقصى، حينها كان ابنها حسام يبلغ من العمر عامين فقط، تركه والده وهو صغيرا لتجد الأم نفسها مضطرة على تحمل أعباء الحياة بمفردها وهي لا زالت ابنة 21 عاما فقط، لم تتزوج بل تفرغت لتربية أبنائها الصغار حتى أصبحوا شبابا لتأتى الرياح بما لا تشته السفن، ويستشهد نجلها جمال ويلحق بأبيه خلال العدوان الأخير ولكنه بأصعب موتة بعد إعدامه أمام والدته من قبل الجنود الإسرائيليين أمام مجمع ناصر الطبي، بينما تصيب طائرات الكواد كابتر الابن الأصغر في قدمه اليمنى ويصبح عاجزا.

والد حسام أبو العلا
والد حسام أبو العلا

 

اقرأ أيضا:
 

قتلوا بقنابل أمريكية.. حماس تسلم جثامين أسرى الاحتلال برسالة لتل أبيب وواشنطن

 

السطور الماضية هي ببساطة حكاية عائلة "أم جمال" السيدة البالغة من العمر 45 عاما، والتي أصبحت تعيش على أمل سفر نجلها حسام أبو العلا ابن الـ26 عاما للعلاج خارج القطاع بعدما اخترق رصاص الكواد كابتر، عظمة الحوض بقدمه اليمنى، وعجز الأطباء في القطاع عن إجراء عملية جراحية له، فمنذ أكثر من عام لا يستطيع الحركة من الفراش، بينما تحاول الأم المكلومة تدبير معيشة الحياة لها ولابنها، وهي تصرخ كل يوم على فقدان ابنها الأكبر أمام عينها، عائلة كانت تضم 4 افراد حولها الاحتلال بإجرامه إلى شخصين فقط أم وابن عاجز.

حسام وجمال أبو العلا
حسام وجمال أبو العلا

 

اقرأ أيضا:
 

غزة بعد الاتفاق.. حماس تسلم جثامين 4 إسرائيلين وتحمل نتنياهو مسؤولية قتلهم.. الصحة الفلسطينية تعلن استشهاد 6 وإصابة 11.. والجيش الإسرائيلي يهدم 6 منازل بالقطاع.. وسكان غزة يواجهون موجة صقيع بخيام ممزقة

 

ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة

ووفقا لبيان صادر عن المكتب الإعلامى الحكومي في 21 يناير الماضي، أكد فيه أن الاحتلال ارتكب خلال عدوانه على غزة 10.100 مجزرة، بينها 9.268 مجزرة ارتكبها ضد العائلات الفلسطينية، نتج عنها 61.182 شهيدا ومفقودا، و110.725 جريحا ومصابا وصلوا إلى المستشفيات، بينهم 15.000 جريح بحاجة إلى عملية تأهيل طويلة الأمد، و12.700 جريح بحاجة للسفر للعلاج في الخارج.

 

61182 ليس مجرد رقم شهداء، بل هي حياة إنسان فقدها في لحظة على يد عدو غاشم حاول تهجيره من أرضه ومارس أبشع المجازر في سبيل ذلك، ذكريات مع أسرته تخل بعضها الفرح والبعض حزنا، ولكنها ظلت عالقة في أذهان الأحباء يتألمون عندما يتذكرونها ثم لا يجدون أصحابها أمامهم، لكن عزائهم في ذلك أن من فقدوهم أصبحوا في مكانة أفضل مما كانوا عليها وهم معهم.

الاحتلال يعدم ابن أم جمال أمام عينها بعد أسره

لم تنس "أم جمال" وهي تتحدث معنا مشهد إعدام الاحتلال لابنها في فبراير 2024، خلال اقتحام الاحتلال لمجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس، حيث كان الابن الأكبر أسيرا في يد الإسرائيليين استخدموا درعا بشريا حينها لاقتحام المستشفى وهددوه بقتل أمه حال عد تنفيذ مطالبهم، لينفذ بالفعل ما طلبوه وعندما يعود يطلقوا الرصاص عليه ويعدموه أمام أمه في إحدى مخيمات النزوح.

تحكى "أم جمال" المشهد بشكل تفصيل، خلال حديثها مع "اليوم السابع"، قائلة :"عندما اتحدث عن ابنى جمال الذي اعدمه الاحتلال لا استطيع تمالك نفسي، الأمر ليس هينا، جمال في مثل هذا اليوم من العام الماضي تم اعتقاله والتنكيل به وتجريده من ملابسه وإجباره على ارتداء ملابس الذي يرتديها الأسرى وهو الزي الأبيض الخاص بالمعتقلين واغموه عينيه وكبلوا يديه، ثم جعلوه درع بشرى لهم للدخول إلى مجمع ناصر وإبلاغ الكادر الطبي والنازحين في المستشفى بأن يخرجون إلى الممر الأمن الذي خصصه الاحتلال لهم وضرورة إخلاء المستشفى".

تشرح أيضا التهديدات التى وجهها الاحتلال لابنها كي يقبل أن يكون درعا بشريا لهم خلال اقتحام المجمع، قائلة :"ابنى نفذ مطالبهم وبالفعل ذهب وابلغ المتواجدين بالخروج من المستشفى وأن يكونون في طريق آمن بالخارج، ونفذ ما طلبه الاحتلال منه وعاد مرة أخرى، لأنهم – أي القوات الإسرائيلية - هددوه إذا ذهب ولم يعد سيتم إعدام والدته، حيث كنت موجودة في خيمة النزوح في مستشفى ناصر نقيم فيها أنا وأبنائي ومن خوفه على والدته عاد مرة أخرى ليعدموه أمامي بعدها مباشرة بثلاث رصاصات قاتلة في الصدر والقلق والبطن وهو مكبل اليدين وارتمى على الأرض، ومنذ تلك اللحظة لا أنسى هذا المشهد مطلقا".

الاحتلال لم يكتف بقتل جمال أمام والدته التى شاهدت ابنها وهو يصرخ في النزعات الأخيرة قبل طلوع الروح، بل بعد الاستشهاد مباشرة أخذ الجنود جثة الشاب الذي أوسعوه ضربا قبل إعدامه من أمام أمه التي لا تعرف حتى الآن مصير الجثمان وأين قبره، في مشهد يكشف حجم دموية الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين بما يتنافى مع كل الأعراف والقوانين الدولية .

عدد الشهداء الأسرى في سجون الاحتلال

وفي 6 أكتوبر الماضي، أعلنت هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، عدد الأسرى الذين استشهدوا على يد الاحتلال مع مرور عام على حرب الإبادة، حيث وصلت الحصيلة إلى 40 شهيدا، 14 منهم من الضفة الغربية والقدس، و2 من أراضي عام 1948، و24 من غزة، ليصل إجمالي الشهداء الأسرى والمعتقلين المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 إلى 277، لتعلن في 17 يناير الماضي ارتفاع العدد إلى 53 منذ بداية العدوان.

 

استخدام الاحتلال الأسرى دروعا بشرية

وفي 14 أغسطس الماضي، خرجت صحيفة "هآرتس" بتحقيق كشف استخدام جيش الاحتلال الفلسطينيين خاصة الأسرى دروعا بشرية بشكل منهجي لتمشيط الأنفاق والمباني في غزة، وأن هذا يحدث بعلم كبار ضباط الجيش، ومنهم رئيس الأركان وقتها هرتسي هاليفي، وحينها قال جنود من الجيش إن حياتهم أهم من حياة الفلسطينيين ومن الأفضل أن يستخدموهم دروعا بشرية، حيث استخدموا في بعض الحالات أطفالا ومسنّين دروعا بشرية في غزة.

طريقة اقتحام الاحتلال لمستشفى ناصر

طريقة اقتحام الاحتلال لمجمع ناصر الطبي في 16 فبراير 2024، كانت بطريقة مخادعة، حسبما تؤكد الطبيبة الفلسطينية أميرة العسولى، إحدى أطباء المستشفى الذين تواجدوا خلال عملية الاقتحام، والتي وصفت تلك العملية بأنها كانت مفاجئة بالنسبة لهم ، بعدما حاصر الاحتلال المستشفى وطلبوا من العاملين والمرضى والمصابين الإخلاء بشكل كامل وأعدوا حاجز لخروج الموظفين،

وتقول "أميرة العسولى" في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، عن لحظة الاقتحام، إنها كانت خدعة إسرائيلية، بعدما أوهموا العاملين بأنه لن يكون هناك اقتحام، بينما بعدها مباشرة اقتحموا المكان وطلبوا خروج المرافقين وبقاء المرضى لتسقط قذيفة على قسم العظام، وفي فجر يوم الاقتحام دخلت قوات الاحتلال وطلبت من الناس أن تخرج".

وتحكى الطبيبة الفلسطينية، عن الرجل الذي استخدمه الاحتلال كدرع بشري للدخول إلى المجمع الطبي ومطالبة العاملين والنازحين بالخروج، قائلة :"في الساعة السابعة صباح يوم الاقتحام وجدنا شخصا ينادي ويطلب منا الخروج لأن قوات الاحتلال اقتحمت المبنى الذي نتواجد فيه ويكسرون الغرف، وطل ينادي ويذكر أسماء يطالبها بالخروج يبدو أن الاحتلال ذكرها له لينادي عليها".

وتواصل "العسولى" شهادتها عن تفاصيل اقتحام المستشفى في هذا اليوم، مؤكدة أن القوات الإسرائيلية حينها اقتحمت مبنى الجراحة وهدموا السور وصاروا ينادون على أسماء وهمية على سبيل "أبو مصعب" ويطلبون أن تخرج تلك الأسماء ويدعون أن أولادهم ينتظرونهم ويبحثون عنهم، متابعة :" كنا نسمعهم لأن مبنى الجراحة في نصف المستشفى ولم يكن هناك أحد ليخرج لهم، وكانوا يفتشون المستشفى مبنى مبنى ويعيثون فسادا في الغرف الطبية التي يدخلونها".

حديث "أم جمال" تطرق إلى استخدام الاحتلال للأسرى كدروع بشرية لتنفيذ مهام عسكرية، لدينا هنا محمد سعد، هو أسير فلسطيني محرر حظه كان أفضل من "جمال"، حيث استخدمته قوات إسرائيل عدة مرات كدرع بشري قبل أن تفرج عنه بعد إصابته برصاصهم، وكان مهمته التي كلفه بها الاحتلال – تحت التهديد - ااستكشاف الأماكن الخطرة في غزة التي يخشى الجنود دخولها خوفا من تفخيخها.
 

شهادة أسير حول استخدامه درعا بشرا من قبل الاحتلال

ووفقا لشهادة محمد سعد عبد الفتاح لـ"اليوم السابع"، إنه تم استخدامه درعا بشريا في مدينة رفح بعد أن اعتقله الاحتلال، حيث ظل في الأسر تحت يد قوات الاحتلال لمدة 42 يوما قبل أن يصاب برصاص الاحتلال خلال استخدامه درعا بشريا، ولم يعالجه الاحتلال ليتركه دون أن يتعافى من إصابته مما أثر كثيرا على حالته الصحية التى ما زالت متاثرة بتلك الإصابة وتحدث له آلاما واسعة حتى الآن.

ويوضح الأسير المحرر، أنه تم استخدامه كدرع بشري لأكثر من 15 مرة، حيث يحكى أخر مرة تم استخدامه كدرع بشريـ قائلا :"في أخر مرة أيقظنى قوات الاختلال في الساعة السادسة صباحا وضربوني وسحبوني في مركبة الجيش لتصوير الدبابة التي تركها الجيش وبعد الرفض والخوف من المشهد ضربوني وبعد أن ذهبت للدبابة أطلق قوات الاحتلال النار علي من الخلف وتركوني أنزف حتى فقدت الوعي".

إعدام الاحتلال لمسن وزوجته بعد اتخاذهما دروع بشرية

وفي واقعة مشابهة لإعدام الأسير جمال أبو العلا، ففي 16 فبراير الماضي، كشف تحقيق لموقع "همكوم" الإسرائيلي، أن ضابط كبير في جيش الاحتلال من لواء هناحل ربط سلسلة متفجرات حول عنق مسن غزي، وأجبره على الدخول إلى منازل في حي الزيتون لفحصها وتطهيرها من المخاطر لمدة 8 ساعات، وبعد إتمام المهمة وإخراجه من الحي، قُتل برصاص القوات الإسرائيلية برفقة زوجته، موضحة أن هذه الأحداث وقعت في شهر مايو الماضي.

وبعدها بـ4 أيام كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان حيثيات إعدام الاحتلال مسنًا فلسطينيًّا وزوجته في حي الزيتون جنوب غزة في شهر الماضي بعد اتخاذهما دروعًا بشرية، موضحا أن الفريق الميداني والقانوني للمرصد حققا في الجريمة وتوصلا إلى أن الضحيتين هما محمد فهمي أبو حسين 70 عامًا، وزوجته مزيونة حسن فارس أبو حسين 65 عامًا، وذلك بعد تحقيق نشره موقع عبري حول ربط ضابط إسرائيلي من لواء "ناحال" سلسلة متفجرات حول عنق مسن فلسطيني وإجباره على الدخول إلى منازل لفحصها والتأكد من خلوها من المخاطر لمدة 8 ساعات، ومن ثم إعدامه رميًا بالرصاص مع زوجته، وأظهرت التحقيقات الميدانية أن حادثة استشهاد الزوجين "أبو حسين" تتطابق بشكل كامل مع الحادثة التي نشرها موقع "همكوم" العبري بحيث تتقاطع بينهما العديد من التفاصيل الجوهرية التي تؤكد أنهما نفس الحدث منها تاريخ الجريمة ومكانها.

تقرير المرصد الأورومتوسطى عن إعدام أسرى فلسطينيين
تقرير المرصد الأورومتوسطى عن إعدام أسرى فلسطينيين

 

وأشار إلى أنه من أبرز الأدلة التي تدعم هذه الفرضية هو الربط بالمتفجرات، الذي تم تأكيده من خلال التحقيقات الميدانية، مما يعزز الاعتقاد بأن الحدثين يشيران إلى نفس الجريمة الوحشية التي تم فيها استخدام الضحيتين دروعًا بشرية قبل قتلهما، كاشفا عن تفاصيل أكثر وحشية منها احتمال أن الضحيتين استخدمتا كدروع بشرية، وأن إعدامهما لم يتم عبر إطلاق الرصاص ولكن عبر تفجير المتفجرات التي كانت مربوطة بالزوجة على الأقل، خاصة أن جثمان الزوجة الضحية تحول إلى أشلاء صغيرة ولم يتبق منه أي شيء، وتم التعرف عليها بصعوبة من خلال حلَق بأذنها فيما كان جثمان الزوج مشوهًا بالكامل من الجانب الأيمن إضافة إلى بتر رجله اليمنى ما يعزز فرضية أن عملية القتل تمت عبر تفجير المتفجرات.

المسن وزوجته اللذان أعدمهما الاحتلال في غزة
المسن وزوجته اللذان أعدمهما الاحتلال في غزة

 

وأوضح المرصد، أن هذه الجريمة لا تعدّ مجرد انتهاك للقانون الدولي الإنساني فقط، بل تندرج ضمن النمط المنهجي للإبادة الجماعية التي نفذها الاحتلال في غزة، حيث جرى قتل المدنيين بطرق وحشية لمجرد أنهم فلسطينيون ودون أي مبرر عسكري، وهذه الجريمة تمثل انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي، الذي يحظر بشكل قاطع استخدام المدنيين كدروع بشرية، ويصنف عمليات القتل العمد كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تتطلب المحاسبة الفورية.

وأشار إلى أن اعتراف جيش الاحتلال بالجريمة يشكل دليلًا مباشرًا على الانتهاكات الجسيمة المرتكبة في القطاع والتي تفرض على المجتمع الدولي التحرك العاجل لمساءلة مرتكبيها كجزء من التحقيق الأوسع في الجرائم المرتكبة بغزة وضمان عدم إفلاتهم من العقاب، مطالبا المحكمة الجنائية الدولية باعتبار هذه الجريمة دليلا إضافيا على الإبادة الجماعية المستمرة في القطاع، وإدراجها ضمن تحقيقاتها الجارية في الجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

طائرات الاحتلال تصيب حسام أبو العلا

"المصائب لا تأتي فرادى"، مثل شعبي دائما ما نستخدمه للتعبير عن حجم المشاكل الكبيرة التي تأتى في وقت واحد، هذا بالفعل ما حدث لهذه الأم الفلسطينية، فقبل إعدام ابنها بـ4 أيام كانت الأسرى تسعى للخروج من مجمع ناصر للتسوق وشراء الخضار والفاكهة ومستلزمات الطعام، حينها ذهب ابنها "حسام" للسوق لكنه اكتشف أن الاحتلال أغلق هذا الطريق ليتم قصفه من دبابات وطائرات "كواد كابتر" في ظهره وتخترق إحدى الرصاصات ظهره حتى قدمه اليمني ويظل ينزف حتى استطاع بعض المواطنين نقله إلى إحدى المستشفيات في دير البلح، لتجد الأم نفسها خلال أيام بسيطة تدفن أبنها الشهيد، والأخر ما زال في المستشفى لا يجد الأطباء له علاجا وتخشى أن يلحق بأخيه.

حسام أبو العلا
حسام أبو العلا

 

مع انهيار المنظومة الصحية بفعل تعمد الاحتلال استهدافها منذ بداية العدوان، لم تكن هناك إمكانيات طبية تمكن الأطباء من التعامل مع إصابة حسام، حيث تقول "أم جمال" :"ابنى الأصغر لم يلتق العلاج حينها بل أوقف الأطباء النزيف فقط، ولا زالت الرصاصة في عصب الحوض بقدمه اليمنى وكل أطباء الجراحة والعظام في القطاع أجمعوا على عدم وجود علاج له، لأن الكوادر الطبية والمستلزمات الطبية غير مؤهلة لإجراء مثل تلك العمليات الجراحية".

حسام أبو العلا ووالدته
حسام أبو العلا ووالدته

 

30 مستشفى في غزة خرجت عن الخدمة ولدينا نقص كبير في الوقود والتعقيم والأكسجين

الوضع المهترئ للمنظومة الصحية وانهيار العديد من المستشفيات يؤكدها رائد النمس المتحدث الإعلامى باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن هناك 30 مستشفى في غزة خرجت عن الخدمة بسبب العدوان، بجانب 56 مركز رعاية أولية أيضا خرجت عن الخدمة جراء الاستهدافات الإسرائيلية.

حسام أبو العلا أثناء الرسم
حسام أبو العلا أثناء الرسم

 

ويضيف المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الكوادر الطبية العاملة تعرضت لاستهداف بشكل مباشر من قبل الاحتلال، بالإضافة إلى تدمير الطرق المؤدية للمنشئات الطبية، والذي يتزامن مع النقص الحاد في الإمكانيات والموارد، وعلى رأسها الوقود والأكسجين، وأدوات التخدير و التعقيم والجراحة، مشيرا إلى أن إسرائيل تعمدت خلال عدوانها منع إدخال قطع الغيار و الزيوت الخاصة بمولدات الطاقة التي تعتمد عليها المستشفيات في تشغيل أجهزة إنقاذ حياة المرضى، مما أضعف قدرة الكوادر الطبية في إجراء العمليات الجراحية للمرضى.

حسام أبو العلا يرسم والده بعد استشهاده
حسام أبو العلا يرسم والده بعد استشهاده

 

ويشير رائد النمس، إلى أن هذه الاستهدافات تسببت في تدمير المنظومة الصحية بشكل كامل في غزة وأثر على قدرة استيعابها للمرضى والجرحى في القطاع.

وتناشد الأم المكلومة العالم بضرورة المساعدة في سفر ابنها خارج القطاع للعلاج كي يستطيع التحرك من جديد على قدمه اليمنى، قائلة :"حصلنا على تحويلة من منظمة الصحة العالمية لعلاج حسام في خارج غزة، وأتمنى من يساعدنا في خروجه ليعالج ويشفى وليس لدي ليده غيره فجمال استشهد وبقي فقط حسام مصابا".

 

ضحايا العدوان على غزة
ضحايا العدوان على غزة

 

10 آلاف معاق بسبب قصف الاحتلال في غزة

وفي 29 يونيو الماضي، أعلن قطاع تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، ارتفاع عدد الإعاقات التي سببها القصف الإسرائيلي على غزة إلى 10 آلاف حالة، نصفها من الأطفال، مؤكدا أن هناك ارتفاعا كبيرا في عدد الإعاقات في وقت يمنع فيه الاحتلال دخول الأدوات المساعدة والمستلزمات الطبية، ويمنع سفر المرضى للعلاج في الخارج، في ظل تدمير البنية التحتية الصحية، وتدمير معظم المرافق الصحية والمستشفيات ومراكز التأهيل، وهو ما يعرض المصابين للخطر.

حسام أبو العلا وهو يتلقى العلاج
حسام أبو العلا وهو يتلقى العلاج

 

كما أكد استشهاد المئات من الأشخاص ذوي الإعاقة، وإصابة الآلاف منهم بجروح، بينهم إصابة 10 آلاف مواطن بإعاقات مختلفة جراء العدوان، بجانب نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص ذوي الإعاقة وتعرضهم لظروف النزوح الصعبة، بالإضافة إلى الصدمات النفسية الصعبة التي يتعرضون لها.

التحويلة الخاصة بعلاج حسام ابو العلا خارج غزة
التحويلة الخاصة بعلاج حسام ابو العلا خارج غزة

وتقول "أم جمال" :"أناشد الجميع بضرورة خروج حسام وإنقاذ حياته وإنقاذ هذه الأسرة لأنه لم يبق لي سوى حسام بعد استشهاد والده في عام 2000 على يد الاحتلال واستشهاد شقيقه في جريمة بشعة، حسام يعيش على عكاز يتعرض لآلام صعبة مصاحبة له طوال الوقت، حيث يعاني من كهرباء وبرودة في القدم التي لا يستطيع السير عليها وأمنيتي خروجه قريبا للعلاج ".

نتائج الأشعة لحالة حسام أبو العلا
نتائج الأشعة لحالة حسام أبو العلا

 

وتحكى ظروفها وابنها الصعبة خلال فترة العدوان، حيث تقول :"مرينا بظروف صعبة وما زلنا، حيث لا يوجد أي مصدر دخل لدينا وماديا لا نستطيع جلب كل الأشياء التي نحتاجها ولا يوجد معين لنا في البيت لأن حسام أصبح الابن الوحيد ولا يستطيع الحركة الآن ولا يستطيع أن يحمل أي شيء وحتى إذا توافر المال لا يستطيع أن يذهب إلى السوق ويظل دائما في الفراش وظروفنا صعبة للغاية وتمر أيام علينا بدون طعام ولا شراب وموجعين للغاية، ورغم كل هذه الظروف أنا تحملتها ولا زلت أتحملها بمفردي لكن لا اتحمل أن أرى ابنى يوميا عاجزا وحتى الآن لم يتم علاجه ولم يغادر غزة، رغم مرور عام على إصابته، وكنت أحاول تدبير الحياة بمفردي، ولم يكن لدى شيء سوى أن أتحمل، فهذا أمر صعب للغاية له ولى ، ولا أستطيع أن أفعل شيء لابنى يخفف عنه الآلم ولا يوجد مسكنات كافية ".
 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة