هناك العديد من القصص والروايات بمحافظة الإسكندرية، مختلفة ومميزة منها رواية مسجد باسيلى الذى يعتبر من أهم المساجد غرب المحافظة، وقصة تأسيسه مختلفة، ومؤثرة مازالت تُحكى فى الشارع السكندرى حتى الآن، ويرصد "اليوم السابع" قصة تأسيسه المميزة.
ويعتبر أسعد باسيلى من أهم رجال الأعمال المؤثرين فى مجال الاستثمار فى مجال الأخشاب وأحدث طفرة فى هذا المجال فى مصر فى تلك الفترة فهو صاحب مقولة: "الخشب أوَّله حطب وآخره ذهب"، الحكاية بدأت من لبنان عندما والد الكاتب اللبنانى "فرح أنطوان" لابنه وصديقه "أسعد باسيلى" اللذين شدَّا رحالهما إلى مصر للعمل فى مجال الصحافة فأوصاهما: "يا ولدى، إذا ضاقت بكم سُبُل العيش، فعليكما بتجارة الخشب، لأن الخشب أوَّله حطب وآخره ذهب." وصل الشابان إلى مصر عام 1895، انصرف أنطوان وباسيلى إلى العمل الصحفى فى مصر مدة من الزمن دون أن يحققا نجاحًا ماديًّا. ولذلك بدأ فى إنشاء شركة للأخشاب فى منطقة الورديان.
ويقول محمد سعيد خبير أثرى بالإسكندرية أن بعد وصول أسعد باسيلى إلى الإسكندرية وفى غضون سنوات استطاع باسيلى أن يوسع حجم تجارته حتى وصلت إلى مستوى دولى أما رفيقه فرح أنطوان فأسس سنة 1897م مجلة (الجامعة) فى الإسكندرية فكانت أجرأ المجلات العربية فى ذلك الوقت.
وأضاف أنه كان لأسعد باسيلى باشا نشاطًا ملحوظًا فى الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية فى مصر وكان أحد أعضاء مجلس إدارة جمعية الشبان المسيحية وساهم فى عام 1922 فى تأسيس الغرفة التجارية بالإسكندرية وكان من أهم وأنجح تجار الأخشاب فى مصر فى خلال فترة الحرب العالمية الأُولى وأسس شركة باسيلى للأخشاب والتى أصبحت شركة مساهمة مصرية فى عام 1966م، لاندماجها فى الشركة التجارية للأخشاب.
قصة مسيحى بناه مسجد
وكانت قصة تأسيس أسعد باسيلى وهو مسيحى الذى بنا المسجد على قطعة أرض يمتلكها بمنطقة الورديان لخدمة عمال الشركة وأهالى المنطقة فى أداء الصلاة على مدار اليوم، وما زال المسجد يحمل لافتة باسم مُؤسِّسِه حتى اليوم.
وجاءت فكرة تأسيسه عندما شاهد العمال يخرجون أكثر من مرة يوميا من المصنع وعندما سأل عنهم أخبروه أنهم يذهبون لأداء الصلوات ولكن مكان المسجد بعيدا فقرر يبنى لهم مسجدا فى أرض مجاورة للمصنع حتى لا يستغرقون وقت طويل وتسهيلا عليهم الصلوات أثناء فترة العمل.
شكل المسجد
ويعدُّ تحفة معمارية بسيطة المظهر الخارجى، إلَّا أنَّه من الداخل يعد من الروائع بأرضيته ومحرابه وحوائطه المصنوعة من الرخام والفسيفساء، والمنبر والسقف المشيد من الخشب المحفور والمُطعَّم بالعاج، فضلًا عن النجف المُصَنَّع خصيصًا للمكان والفريد فى زخرفته كما ترك أسعد باشا باسيلى واحدًا من إبداعات العمارة الإيطالية على أرض الإسكندرية المُتمَثِّلة فى قصره الخاص الكائن فى شارع فؤاد الأول (طريق الحرية حاليًا) والذى يشغله متحف الإسكندرية القومى حاليًا.

المسجد من الداخل

مسجد باسيلى بالإسكندرية

نقوش المسجد

نقوش مسجد باسيلى بالإسكندرية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة