أوروبا تبحث عن أصدقاء جدد وتعزز العلاقات مع أمريكا اللاتينية لمواجهة تهديدات ترامب.. بروكسل توسع تحالفاتها التجارية وتبرم اتفاقيات مع ميركوسور والمكسيك فى الأشهر الأخيرة.. وتعزز العلاقات مع ثلاث دول أخرى

الثلاثاء، 18 مارس 2025 03:00 ص
أوروبا تبحث عن أصدقاء جدد وتعزز العلاقات مع أمريكا اللاتينية لمواجهة تهديدات ترامب.. بروكسل توسع تحالفاتها التجارية وتبرم اتفاقيات مع ميركوسور والمكسيك فى الأشهر الأخيرة.. وتعزز العلاقات مع ثلاث دول أخرى دونالد ترامب - الرئيس الأمريكى

فاطمة شوقى

تتصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا يوما بعد يوم، وبدأت الدول الأوروبية فى البحث عن بديل بعد الأزمات التى خلقها دونالد ترامب، ولوقف الضغط المستمر الذى يمارسه الرئيس الأمريكى، وبعد الرد على رسوم ترامب الجمركية بإجراءات متناسبة، أظهرت بروكسل الآن التزامها بتنويع العلاقات التجارية مع أمريكا اللاتينية.

واتخذت بروكسل خطوة عملاقة هذا الأسبوع، عندما أعلنت عن فرض رسوم جمركية على مختلف المنتجات الأمريكية، كإجراء مضاد للرسوم الجمركية التى فرضتها واشنطن على واردات الصلب والألومنيوم، حيث أن الأصول التى ينوى الاتحاد الأوروبى إدراجها فى هذه القائمة سوف تؤثر على تلك الولايات التى يحظى فيها الجمهوريون بأكبر قدر من الدعم الانتخابى، وإذا كان عليها فى الوقت نفسه أن تعزز علاقاتها التجارية مع البلدان الأخرى، فليكن ذلك.

البحث عن أصدقاء جدد
 

ويسعى الاتحاد الأوروبى إلى البحث عن أصدقاء جدد فى ظل بدء علاقاته التقليدية فى إظهار الشقوق التى أحدثتها التوترات، وأوضحت بعض المصادر أن الاتحاد الأوروبى لديه اتفاقيات تجارية مع ثلاثة أضعاف عدد الدول التى تربطها بالولايات المتحدة، أى بنسبة 20 إلى ستة. وفى ولايته الثانية، تحركت بروكسل بسرعة لإغلاق العلاقات التجارية مع ميركوسور والمكسيك وسويسرا، واستأنفت المفاوضات مع ماليزيا، وعززت العلاقات مع الهند، وفى الأسبوع الماضى، تواصلت مع جنوب أفريقيا.

وأكدت مصادر من الاتحاد الأوروبى لصحيفة الإكونوميستا الإسبانية أن "الاتحاد الأوروبى يقوم فى الوقت الحالى بفتح أسواق جديدة، فهو يوسع تحالفاته التجارية، كما تواصلت بروكسل مع البلدان الخاضعة لتهديدات ترامب بالرسوم الجمركية لوضع استيراتيجية منسقة بين الحلفاء.
وأوضحت المصادر ذاتها "نحن على تواصل مع حلفاء آخرين، وهذا يشمل، ولن يكون هناك أى مفاجآت، كندا واليابان والنرويج والمملكة المتحدة والمكسيك، على سبيل المثال لا الحصر.

وأشار التقرير إلى أن الرسائل الانتخابية التى أثارت ضجة وشكوكاً فى أوروبا تحولت إلى تهديدات حقيقية، وفى إطار الوفاء بوعده، أعلن ترامب فرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألومنيوم، بما فى ذلك تلك القادمة من الاتحاد الأوروبى، بنسبة تصل إلى 25%، وكان رد فعل بروكسل سريعا، وفى حين حاولت فى البداية الدعوة إلى الحوار، فقد حددت زعيمة الاتحاد الأوروبى شروطها بوضوح: سوف يفرض الاتحاد الأوروبى "تدابير مضادة حازمة ومتناسبة".

ولم يهدر ترامب أى وقت فى القيام بذلك، حيث قام بمحاكاة الديناميكيات المتوقعة لولاية ترامب الأولى، وأعلن عن فرض رسوم جمركية على الواردات الأمريكية بنفس التأثير الاقتصادى.

وهكذا، فى حين أن الإجراء الذى اتخذته واشنطن سيؤثر على سلع أوروبية بقيمة 28 مليار دولار، فإن الإجراء الذى اتخذته بروكسل سيكون له تأثير بقيمة 26 مليار دولار.
وتهدف خطة بروكسل إلى الإضرار بترامب على أرضه، وهو يتكون من جزئين. ستشهد المرحلة الأولى، التى تبدأ فى الأول من أبريل، إعادة فرض التعريفات الجمركية التى كانت سارية بين عامى 2018 و2020. وستؤثر هذه التعريفات على العديد من الماركات الأمريكية بالإضافة إلى مستحضرات التجميل والمنتجات الزراعية. وفى المرحلة الثانية، وبعد التشاور مع أصحاب المصلحة ودول الاتحاد الأوروبى، سيتم استهداف مجموعة واسعة من المنتجات، من اللحوم إلى المشروبات الكحولية والأجهزة المنزلية والبلاستيك.

النبيذ مقابل الويسكى
 

من أكثر القرارت التى أشعلت الأزمة بين الطرفين، هو فرض ترامب ضرائب على واردات بعض المشروبات الكحولية من الاتحاد الأوروبي، وهو ما جعل الاتحاد الأوروبى يستعد للقيام بالشيء نفسه مع الويسكى الأمريكى اعتبارًا من الشهر المقبل.

هاجم المشروبات الكحولية الأوروبية، قائلا إنه سيفرض تعريفات جمركية بنسبة 200% على النبيذ والكونياك والمشروبات الأخرى المستوردة.

وكان برنارد أرنو، مؤسس شركة LVMH العملاقة للسلع الفاخرة، فى الصف الأمامى خلال تنصيب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مثله مثل العديد من الأشخاص فى دائرته الداخلية. وهدد أيضًا بنقل جزء من عملياته من فرنسا إلى البلاد، بسبب ارتفاع الضرائب.

وتمثل الضريبة التى وعد بها ترامب تهديدا مباشرا للشركات الفرنسية وأيضا الإيطالية، وجادل الرئيس بقراره قائلاً إنه فى الأول من أبريل، لن يتم إعادة فرض الرسوم الجمركية على منتجى الويسكى الأمريكيين فحسب، والتى تم تعليقها قبل بضع سنوات، بل سيتم رفعها أيضًا إلى 50%.

وجاء رد ترامب أيضا ردا على اقتراح الاتحاد الأوروبى بفرض رسوم جمركية تدريجية اعتبارا من أبريل على سلع أميركية بقيمة 28 مليار دولار، وكانت هذه الإجراءات، بدورها، بمثابة رد على الرسوم الجمركية التى فرضها ترامب فى السابق على واردات الصلب والألومنيوم.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة