بطل حارب السرطان.. "يحيى" رفض الاستسلام وقاوم المرض بسلاح الإرادة.. يتلقي العلاج ويواصل عمله الشاق بالمعدات الثقيلة.. انضم لفرق خيرية تدعم البسطاء.. ومساندة حلم بناء مستشفى خيري لعلاج الأورام في سيناء.. صور

السبت، 15 مارس 2025 10:00 م
بطل حارب السرطان.. "يحيى" رفض الاستسلام وقاوم المرض بسلاح الإرادة.. يتلقي العلاج ويواصل عمله الشاق بالمعدات الثقيلة.. انضم لفرق خيرية تدعم البسطاء.. ومساندة حلم بناء مستشفى خيري لعلاج الأورام في سيناء.. صور يحي خويطر
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يحيى خويطر، شاب من مدينة العريش في شمال سيناء، يخوض معركة مختلفة تمامًا عن عمله الشاق في مجال المقاولات والمعدات الثقيلة، إنها معركة الحياة أمام السرطان، ذلك المرض الذي اقتحم حياته فجأة، لكنه قرر مواجهته بروح المقاتل، ليس فقط من أجل نفسه، بل من أجل كل من يواجهون نفس المعاناة.

روي "يحيى" البالغ  من العمر ثمانية وثلاثين عامًا لـ"اليوم السابع" رحلته مع المرض والثبات في مواجهته، مشيرا إلى أنه في عام 2018، وبينما كان يعيش حياته بشكل طبيعي، اكتشف إصابته بسرطان البلعوم الأنفي عن طريق الصدفة أثناء إجراء فحوصات طبية، لم يكن الخبر سهلًا عليه، فقد اجتاحه الخوف في البداية، لكنه لم يسمح له بالسيطرة عليه، وخضع للعلاج بشجاعة، وتلقى 35 جلسة إشعاع و6 جلسات من العلاج الكيميائي المكثف، تعامل مع المرض وكأنه صديق جديد عليه أن يفهمه ويتكيف معه، ومع مرور الوقت، بدأ يستعيد عافيته واعتقد أن المعركة قد انتهت.

لكن بعد عام ونصف، عاد السرطان مجددًا، وكان وقع الخبر هذه المرة أكثر صعوبة، وبدأت عزيمته تضعف قليلًا، لكنه سرعان ما تذكر أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وقرر أن يخوض المعركة مرة أخرى، وخضع لـ5 جلسات إشعاع مكثف و6 جلسات أخرى من العلاج الكيميائي، وبعد فترة من العلاج، أعلن الأطباء اختفاء الورم، فشعر بفرحة كبيرة، لكنه كان يعلم أن الطريق لم ينته بعد.

مرت الأشهر، وكانت الأمور تبدو مستقرة، إلى أن كشفت الفحوصات الدورية عن عودة الورم مرة أخرى، وكانت هذه الضربة الأقسى، لكنه لم يسمح لها بأن تهزمه، خضع لـ30 جلسة إشعاع جديدة، لكنه وصل إلى الحد الأقصى الذي يمكن لجسده تحمله من هذا النوع من العلاج، لجأ إلى العلاج الكيميائي، وأجرى عملية لاستئصال جزء من الغدة المتضررة، ورغم كل ذلك، لم يسمح لليأس بالتسلل إلى قلبه، وأكمل طريقه بعزيمة لا تنكسر.

وسط هذه الرحلة القاسية، لم يتوقف يحيى عن عمله،  ورغم الإرهاق الشديد الذي يسببه العلاج الكيميائي، واصل عمله في مجال المعدات الثقيلة، حيث يشرف على متابعة المحاجر في مناطق وعرة، لم يكن العمل مجرد وسيلة للرزق، بل كان طاقة تمنحه القوة ليستمر في القتال، ومع ذلك، لم يكن الجانب المهني وحده ما شغله، بل وجد في العمل الخيري متنفسًا وأملًا يمنحه سببًا إضافيًا للاستمرار.

شكل يحيى مع مجموعة من أصدقائه فريقًا للعمل التطوعي، وبدأوا بتنفيذ مشاريع خيرية لمساعدة أهالي شمال سيناء، خصوصًا في القرى النائية، ولم يكن العمل الخيري مجرد نشاط جانبي، بل كان جزءًا أساسيًا من حياته، وأصبح يشعر أن العطاء يمنحه قوة داخلية لمواجهة المرض، وخصص وقتًا يوميًا للمشاركة في هذه الأنشطة، وكان ذلك دافعًا إضافيًا له ليواصل محاربة السرطان.

ومن بين أبرز مشاريعه، ساهم في تأسيس مقار لتحفيظ القرآن الكريم في قرى شمال سيناء، وأصبح هناك عشرات الأطفال الذين يحفظون أجزاء كبيرة من كتاب الله، وكان يرى في هذا العمل هدية عظيمة من الله، فكلما رأى طفلًا يتلو القرآن، شعر بطاقة إيجابية تجدد عزيمته وتمنحه أملًا جديدًا.

مع مرور السنوات، أدرك يحيى أن معاناة مرضى السرطان في شمال سيناء لا تقتصر فقط على المرض نفسه، بل تمتد إلى صعوبة الوصول إلى العلاج، فمع عدم وجود مستشفى متخصص في الأورام داخل المحافظة، يضطر المرضى إلى السفر لمسافات طويلة إلى القاهرة أو غيرها من المحافظات، وهو ما يزيد من معاناته، ومن هنا، بدأ يبحث عن مبادرات تهدف إلى إنشاء مستشفى للأورام في سيناء.

انضم يحيى إلى مؤسسة خيرية تعمل على تنفيذ هذا المشروع، وسرعان ما أصبح من بين القائمين على الفكرة، وبفضل جهود الدولة، تم تخصيص قطعة أرض لهذا المستشفى بالنسبة له، كان هذا الحلم يمثل بصيص أمل لكل المرضى الذين يكافحون المرض وسط ظروف صعبة.

ويقول يحيى:"كمريض سرطان أعرف تمامًا كم هو مرهق أن تضطر للسفر مئات الكيلومترات من أجل جلسة علاج، وعلينا أن نعمل جميعًا لتحقيق هذا الحلم، لأن هناك الكثير ممن يعانون في صمت".

ووجه رسالة لكل من يواجه السرطان، قائلًا:"المرض ليس النهاية، بل هو بداية لاكتشاف قوتك الداخلية لا تيأس، ولا تستسلم، فالله الذي ابتلاك قادر على شفائك"، كما يوجه رسالة أخرى لعائلات المرضى، مؤكدًا أن الدعم النفسي له تأثير كبير في العلاج:"كونوا سندًا لمريضكم، لا تشعروه بأنه ضعيف، بل عاملوه كإنسان طبيعي تمامًا، لأن العامل النفسي يصنع فرقًا كبيرًا".


بالنسبة ليحيى، السرطان لم يكن مجرد مرض، بل كان رحلة مليئة بالتجارب التي صقلت شخصيته ومنحته فهمًا أعمق للحياة، وكان بإمكانه أن يستسلم، لكنه اختار أن يكون محاربًا، حارب المرض، حارب اليأس، وحارب الظروف، لكنه في الوقت نفسه، منح الأمل لكل من حوله، وبينما يستعد لجولة جديدة من العلاج الكيميائي، لا تزال روحه مفعمة بالقوة، وكلماته تحمل رسالة لكل من يواجه المرض:"لا تستسلم... فالسرطان قد يسرق منك صحتك، لكنه لا يستطيع أن يسلبك إرادتك وأملك في الحياة."

البطل المحارب للسرطان يحي  خويطر
البطل المحارب للسرطان يحي خويطر

 

خلال متابعة عمله
خلال متابعة عمله

 

محارب للسرطان بثبات
محارب للسرطان بثبات

 

مع  تلاميذ يحفظون القرأن
مع تلاميذ يحفظون القرأن

 

مع ابنه الوحيد
مع ابنه الوحيد

 

يتحدث لليوم السابع عن تجربته
يتحدث لليوم السابع عن تجربته

 

يحي خويطر
يحي خويطر

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة