"صوم اللسان خير من صوم الفم".. مبادئ أرساها البابا شنودة فى الصوم الكبير.. قراءات الـ7 أسابيع تدور حول قبول التائبين.. فترة الانقطاع تختلف حسب الدرجة الروحية.. وهذا سبب اختلاف موعد عيد القيامة

الخميس، 13 مارس 2025 03:00 ص
"صوم اللسان خير من صوم الفم".. مبادئ أرساها البابا شنودة فى الصوم الكبير.. قراءات الـ7 أسابيع تدور حول قبول التائبين.. فترة الانقطاع تختلف حسب الدرجة الروحية.. وهذا سبب اختلاف موعد عيد القيامة البابا شنودة الثالث
كتبت – بتول عصام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يُعد الصوم الكبير في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية زمنًا مقدسًا للتوبة والصلاة والصدقة والتقرب إلى الله، ويحتل مكانة خاصة في قلوب الأخوة الأقباط كتهيئة لعيد القيامة المجيد. وقد أرسى المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث، مجموعة من المبادئ الروحية العميقة التي توضح مفهوم الصوم ليس فقط كامتناع عن الطعام، بل كرحلة روحية تهدف إلى نقاء القلب والتوبة الحقيقية. 

ركز البابا شنودة الثالث على أن الصوم يجب أن يكون مرتبطًا بالصلاة، وضبط النفس، مع التأكيد على أهمية النمو الروحي والبعد عن الخطية. كما شدد على أن الصوم لا يقتصر على الامتناع عن الأطعمة الحيوانية، بل يجب أن يكون صومًا عن كل ما يبعد الإنسان عن الله والانشغال بالأمور الأرضية. ومن خلال تعاليمه، ساعد على فهم الصوم كممارسة شاملة تسهم في تجديد الروح استعدادًا للاحتفال بقيامة المسيح.

ومع الصوم الكبير، أطول فترة صوم، الذي بدأته الكنيسة الأرثوذكسية يوم الإثنين الموافق 24 فبراير، وتصل مدته إلى 55 يوماً، إذ يشمل على ثلاثة أصوام، هما: (أسبوع الاستعداد، الأربعين يوماً المقدسة التي صامها يسوع صوماً إنقطاعياً، أسبوع الآلام)، ننشر المبادئ  والتأملات الروحية التي أرساها البابا شنودة الثاث خلال فترة الصوم، على أن يحل عيد القيامة المجيد يوم الأحد الموافق 20 أبريل 2025. 

الصوم الانقطاعي في الصوم الكبير


في الصوم الكبير، لابد الانقطاع عن الطعام لفترة من الوقت، وفترة الانقطاع تختلف من شخص إلى آخر بحسب درجته الروحية واختلاف الصائمون في سنهم واختلافهم أيضاً في نوعية عملهم ولمن لا يستطيع الانقطاع حتى الساعة الثالثة من النهار فأن فترة الانقطاع تكون بحسب إرشاد الأب الكاهن، فهو الذي يحدد الحالات التي تصرح فيها الكنيسة للشخص بعدم الصوم ومن أهمها حالات المرض والضعف الشديد. كما أن في الصوم الكبير لا يؤكل السمك، وذلك زيادة في التقشف والتذلل أمام الله.

تقسيم الصوم الكبير


قسمت الكنيسة الصوم الكبير إلى 7 أسابيع، يبدأ كل منها يوم الإثنين وينتهي يوم الأحد، وجعلت لأيام كل أسبوع قراءات خاصة ترتبط بعضها البعض ويتألف منها موضوع عام واحد هو موضوع الأسبوع. موضوعات الأسابيع الـ7 هي عناصر لموضوع واحد أعم هو الذي تدور حوله قراءات الصوم الكبير كلها وهو "قبول التائبين".

1- الأحد الأول يدعى أحد الكنوز أو الهداية إلى ملكوت الله: فيه تبدأ الكنيسة بتحويل أنظار أبنائها عن عبادة المال إلى عبادة الله وإلى أن يكنزوا كنوزهم في السماء.
2 - الأحد الثاني أحد التجربة: تعلم فيه الكنيسة كيفية الانتصار على إبليس على مثال يسوع الذي انتصر عليه بانتصاره على العثرات الثلاث التي يحارب بها وهي الأكل (شهوة الجسد) والمقتنيات (شهوة العيون) والمجد الباطل (شهوة تعظم المعيشة).
3 - الأحد الثالث أحد الابن الشاطر: فيه يرى كيف يتحنن الله ويقبل الخاطئ على مثال الابن الضال الذي عاد إلى أبيه.
4 - الأحد الرابع أحد السامرية: يشير إلى تسليح الخاطئ بكلمة الله.
5 - الأحد الخامس أحد المخلع: يرمز إلى الخاطئ الذي هدته الخطيئة وقد شدده المخلص وشفاه.
6 - الأحد السادس أحد التناصر: فيه تفتيح عيني الأعمى رمزاً إلى الاستنارة بالمعمودية.
7 - الأحد السابع أحد الشعانين: فيه تستقبل الكنيسة السيد المسيح ملكاً.

تأملات البابا شنودة الثالث


"الصوم فترة نمو روحي، ومن لا يشعر بذلك فأن مرجعه إلى أن صومه تم بطريقة خاطئة فهو إما جسداني لا روح فيه وإما اتخاذه غاية في ذاته بينما هو وسيلة توصل إلى الغاية، والغاية هي إعطاء الفرصة للروح. وللشعور بلذة وحلاوة الصوم يجب أن يقترن بالصلاة والصدقة والعمل بكل الوصايا وبهذا يعظم انتصارنا بالذي أحبنا. وسمات الصوم المقبول في ما جاء بسفر يوئيل النبي (2: 2)".

سبب اختلاف موعد الصوم الكبير وعيد القيامة


يختلف موعد هذا الصوم من عام إلى آخر بحسب تاريخ يوم عيد القيامة المجيد الذي يحدد في أي سنة من السنين بحسب قاعدة حسابية مضبوطة، كان قد أوضح المركز الإعلامي القبطي للكنيسة الأرثوذكسية سبب اختلاف تحديد موعد العيد، حسب نتائج مجمع نيقية المسكوني الأول 325، مؤكدًا أن الاختلاف يرجع إلى قرار المجمع أن عيد القيامة يحتفل به فى الأحد التالى لعيد الفصح اليهودى، (الاعتماد على "الحساب الأبقطي"، وهو يعنى أحد الحسابات الفلكية الذى اعتمدته كنيسة الإسكندرية).

تدريب فترة الصوم


ما يؤكد على أهمية الصوم وضرورته وموافقته للكتاب المقدس ينبغي أن يعلم أن الصوم هو فترة روحية مقدسة، يهدف فيها الصائم إلى سموه الروحي، وهذا يحتاج إلى بعض التداريب الروحية، وهي تختلف من شخص إلى آخر بحسب احتياج كل إنسان وقامته الروحية ويستطيع أن يمارسها بإرشاد أب الاعتراف.
من يقول أنه يستطيع الصوم عن الطعام ولكنه لا يستطيع أن يحفظ لسانه من الخطأ، قال ماراسحق "أن صوم اللسان خير من صوم الفم"، فذلك يدل على أنه لابد الإنسان أن يدرب لسانه على الصمت، وإن لم يستطع يستخدم هذه التداريب الثلاثة:

أ - لا تبدأ حديث إلا لضرورة.
ب - أجب بإجابات قصيرة.
ج - اشغل فكرك بعمل روحي يساعدك على الصمت كالصلاة أو التأمل في آية من آيات الكتاب المقدس.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة