بولتون ستريد.. نهر غامض لا يستطيع أحد أن يخرج منه حيا

في المناظر الطبيعية الهادئة في يوركشاير بإنجلترا، يقع نهر لا يبدو فيه أي شيء غير عادي، ولكن على العكس فإنه يبدو من السطح وكأنه مجرى مائي هادئ وساحر، مثالي للمشي المريح في الطبيعة، إلا أن وراء هذا المظهر الهادئ الجذاب يكمن أحد أخطر الفخاخ في التاريخ، وهو بولتون ستريد، الذى يعد من أخطر الأنهار في العالم، قادر على ابتلاع أي إنسان في ثوان ملحوظة.

@jrdnbrgz The strid at Bolton abbey, the worlds deadliest stretch of water, would you go here? #thestrid #strid #deadly #danger #explore #urbex #hiking #outdoors #darktourism ♬ Comsat - Carbon Based Lifeforms

ويعد هذا النهر، وهو جزء من نهر وارف، يلتهم كل من يجرؤ على الاقتراب منه، ومعدل الوفيات فيه مرتفع للغاية بحيث يمكن القول إنه حصد أرواح 100% من الضحايا الذين سقطوا في مياهه.

لغز بولتون ستريد: مجرى مائي مميت

بسبب تكوين جيولوجي غريب، ينقلب النهر فعليا على جانبه عندما تتدفق المياه عبر نهر ستريد، مع دفع مئات الجالونات من خلال فجوة صغيرة يبلغ طولها ستة أقدام يعتقد  أن عمقها يزيد عن 200 قدم.
ويكمن الخطر الحقيقي الذي يشكله بولتون ستريد ليس مرئيًا من السطح،  في أخطر حالاته، يضيق النهر فجأة، مما يؤدي إلى توجيه كمية هائلة من المياه عبر مساحة أضيق بكثير مما تبدو عليه. ويؤدي هذا الضيق إلى تسارع المياه واهتزازها بعنف، وتشكيل دوامات وبرك مائية تمتص كل شيء في طريقها،  التيارات السفلية قوية ومتقلبة لدرجة أن حتى السباحين الأكثر خبرة غير قادرين على محاربتها.
في عام 2021، قرر اليوتيوبر جاك أ. سناكس غمر الكاميرا في نهر بولتون ستريد للتحقيق في عمقه. ما اكتشفه كان مخيفا. مع وجود تيار عنيف لدرجة أنه كاد أن يمزق الكاميرا ، وكشف النهر عن نفسه كفوضى تحت الأرض من المياه العكرة والتيارات القوية التي لا تسمح لضحاياها بالهروب.

الاختفاءات الغامضة: ثمن الاقتراب من ستريد

ويمتلئ تاريخ بولتون ستريد بحالات الاختفاء الغامضة. منذ العصور الوسطى، تم الإبلاغ عن فقدان أشخاص، مثل ويليام دي روميلي، الذى حاول عبور النهر أو الاقتراب منه ، وفقًا للأسطورة المحلية، كان ويليام دي روميلي، ابن السيدة أليس دي روميلي، أول ضحية مسجلة لـ ستريد في القرن الثاني عشر، وقيل إن الشاب حاول القفز فوق النهر ولم يتم رؤيته مرة أخرى.
على مر القرون، تزايدت قائمة الضحايا، بما في ذلك المتنزهون والفنانون والسياح غير المنتبهين، و في عام 1934، غرق رسام الألوان المائية آرثر ريجينالد سميث في نهر ستريد أثناء محاولته رسم المناظر الطبيعية ، في عام 1998، اختفى زوجان متزوجان حديثًا في مياه مضيق بولتون بعد أيام قليلة من زواجهما ، حتى في عام 2010، غرق طفل يبلغ من العمر 8 سنوات يدعى آرون بيج في الجدول أثناء الاحتفال بعيد ميلاده مع عائلته،  كما كان متوقعا، لم يتم العثور على جثته أبدا.
وتم العثور على العروس ميتة بعد ستة أيام بالقرب من سد في أدينجهام، بينما لم يتم العثور على زوجها باري إلا بعد شهرين، عندما جرفته الأمواج إلى الشاطئ على بعد عشرة أميال من مجرى النهر، وكشف تحقيق في وفاتهما أن الزوجين فوجئا بارتفاع منسوب المياه، الذي قيل إنه ارتفع بمقدار 5 أقدام في أقل من دقيقة.
كما وقع حادث مأساوي آخر في عام 2010، عندما كان آرون بيج البالغ من العمر ثماني سنوات يلعب بالقرب من الحجارة في عيد ميلاده عندما انزلق وسقط في النهر وغرق.