يكون هواة الفلك والمغرمون بالظواهر الفلكية على موعد خلال شهر فبراير الجارى 2025، مع مجموعة متميزة من الظواهر الفلكية التى ستزين سماء مصر ويشاهد بعضها بسهولة بالعين المجردة.
الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بـ المعهد القومى للبحوث الفلكية، كشف عن تفاصيل هذه الظواهر الفلكية المرتقبة حتى نهاية الشهر بالتواريخ وقدم شرح مفصل عنها وعن إمكانية رصدها، وهو ما نستعرضه فى السطور التالية.
5 فبراير/ التربيع الأول
يترائى القمر فى منتصف السماء وقت غروب الشمس تقريبا فى ذلك اليوم حيث يضيئ نصف قرصه فقط، وتبلغ نسبة لمعانه 50% فيما يعرف بطور التربيع الأول، علما بأن الجزء المضئ من القمر يشير دائما إلى إتجاه الشمس حتى لو كانت الشمس تحت الأفق (اتجاه الغرب دائما فى حالة التربيع الأول)، ومن ثم يتحرك القمر فى السماء بمرور الساعات نحو الغرب إلى أن يبدأ بالغروب عند منتصف الليل تقريبا.
6 فبراير/ القمر والثريا والمشترى والدبران
يترائى القمر مقترنا مع الحشد النجمى بلايدس Pleiades (الثريا أو الأخوات السبع) فى برج الثور، حيث نراهما متجاوران فى السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل فى ذلك اليوم، ويظلا مرئيان بالسماء حتى يبدأ المشهد فى الغروب بحلول الـ 2:15 صباحا تقريبا.
ومن الجدير بالذكر ملاحظة وجود كوكب المشترى ونجم الدبران بالقرب من القمر فى ذلك اليوم أيضا.. علما بأن الثريا هو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة فى السماء الشمالية، والذى يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض.
يتكون هذا الحشد من عدة مئات من النجوم ولكن ألمع نجومه هم 7 فقط التى يمكن رؤيتها بالعين المجردة السليمة، ولذلك سُمى بالأخوات السبع..
9 فبراير/ القمر وكوكب المريخ
بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل فى ذلك اليوم يترائى القمر مقترنا مع كوكب المريخ Mars (الكوكب الرابع بعدا عن الشمس وهو الكوكب الأحمر، وإله الحرب فى الأساطير الرومانية).
ويظل هذا المشهد مرئيان للعين المجردة السليمة حتى بدء غروبه فى الـ 5:00 صباحا فجر اليوم التالى.
10 فبراير/ القمر وبولوكس
بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل فى ذلك اليوم يترائى القمر مقترنا مع النجم بولوكس Pollux (ألمع نجم فى برج الجوزاء = كوكبة التوأمان) حيث نراهم بالقرب من بعضهما البعض فى السماء طوال الليل إلى أن يغرب المشهد فى الـ 5:15 صباحا فجر اليوم التالى.
ومن الجدير بالذكر أن النجمين بولوكس وكاستور هما ألمع نجمان فى برج الجوزاء أو كوكبة التوأم، ويعتبر بولوكس أكثر لمعانا من كاستور باعتباره المتقدم حيث يشرق أولا دائما ويرمز للخلود، فى حين أن كاستور أقل لمعانا ويشرق متأخرا ويرمز للفناء.
11 فبراير/ القمر وخلية النحل
بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل فى ذلك اليوم يترائى القمر كما لو كان بدرا مقترنا مع الحشد النجمى خلية النحل Beehive فى برج السرطان، ولصعوبة رؤية الحشد النجمى خلية النحل بالعين المجردة ننصح باستخدام تلسكوب صغير حيث نراهما متجاوران فى السماء طوال الليل إلى أن يختفى المشهد فى شدة ضوء الشفق الصباحى قرب شروق الشمس.
ومن الجدير بالذكر أن الحشد النجمى خلية النحل يقع على مسافة 580 سنة ضوئية تقريبا من الأرض ويبلغ عمره حوالى 600 مليون سنة، وهو يظهر كسحابة مجسمة فى كوكبة السرطان كما رآها جاليليو لأول مرة باستخدام التلسكوب عام 1609 وتمكن من رؤية 40 نجما فقط.
12 فبراير/ اكتمال القمر (بدر شهر شعبان)
يكتمل قرص القمر ويصبح بدرا كامل الاستدارة فى ذلك اليوم حيث يكون القمر فى حالة تقابل مع الشمس، فيشرق بعد غروب الشمس مباشرة ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس فى صباح اليوم التالي، وتكون نسبة لمعانه 100%، وحيث أن العين المجردة لا تستطيع تمييز الاكتمال الحقيقى لقرص القمر، لذلك يبدوا لنا القمر كما لو كان بدرا فى الفترة من 10 إلى 14 فبراير.
يُعرف هذا البدر عند القبائل الأمريكية باسم قمر الثلج حيث يكثر سقوط الثلوج فى هذا الوقت من العام، كما يُعرف أيضا باسم قمر الجوع لصعوبة إمكانية الصيد فى هذا الوقت من العام بسبب كثرة الثلوج، هذا مع العلم بأن وقت اكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.
12 فبراير/ البدر وقلب الأسد
يشرق القمر البدر فى ذلك اليوم مقترنا مع النجم ريجولس Regulus أو قلب الأسد، وهو ألمع نجم فى برج الأسد ويعتبر من النجوم اللامعة فى سماء الليل عموما.
و تبلغ كتلته 3.5 مرة مثل كتلة الشمس ويبعد عن الأرض حوالى 79 سنة ضوئية، يمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة فى السماء طوال الليل إلى أن يختفى المشهد فى شدة ضوء الشفق الصباحى من جراء شروق الشمس.
17 فبراير/ القمر والنجم سبيكا
يشرق القمر فى الـ 10:20 مساءا فى ذلك اليوم مقترنا مع النجم سبيكا Spica السماك الأعزل أو السنبلة (ألمع نجوم برج العذراء).
ويمكن رؤية هذا المشهد بالعين المجردة السليمة فى السماء إلى أن يختفى المشهد فى شدة ضوء الشفق الصباحى من جراء شروق الشمس صباح اليوم التالى.
ومن الجدير بالذكر أن نجم سبيكا (السنبلة) هو نجم متغير يبلغ حجمه 8 مرات تقريبا مثل حجم الشمس، وكتلته 11 مرة تقريبا مثل كتلة الشمس، ولمعانه 13.5 مرة مثل لمعان الشمس، ويبعد عن الأرض بنحو 260 سنة ضوئية.
18 فبراير/ القمر فى الأوج !
يكون القمر فى هذا اليوم فى منطقة الأوج فى مداره حول الأرض وهى المنطقة البعيدة نسبيا عن الأرض حيث تبلغ المسافة بينهما حوالى 405، 000 كم، علما بأن منطقة الأوج متغيرة من شهر لأخر، وعلى كل حال فأن ظاهرة المد والجزر تقل شدتها قليلا أثناء وجود القمر فى الأوج.
20 فبراير/ التربيع الثاني
يشرق القمر فى ذلك اليوم بعد منتصف الليل فى طور التربيع الثانى حيث يضيئ نصف قرصه فقط، وتبلغ نسبة لمعانه 50%، علما بأن الجزء المضيئ من القمر يشير دائما إلى إتجاه الشمس حتى لو كانت الشمس تحت الأفق (اتجاه الشرق دائما فى حالة التربيع الثاني)، ومن ثم يصبح القمر فى وسط السماء تقريبا عند شروق الشمس، ثم يستمر فى التحرك نحو الغرب إلى أن يبدأ بالغروب الفعلى عند الظهر، أى عندما تكون الشمس فى منتصف النهار تقريبا.
21 فبراير/ القمر والنجم أنتاريس (قلب العقرب)
يشرق القمر فى الـ 1:35 صباحا تقريبا فى ذلك اليوم مقترنا مع النجم Antares (قلب العقرب) ألمع نجم فى برج العقرب، وهو نجم أحمر عملاق يفوق كتلة الشمس بـ 10 أضعاف، ويبعد عن الأرض بحوالى 600 سنة ضوئية.
ويظل هذا الاقتران مرئيا للعين المجردة السليمة إلى أن يختفى المشهد فى شدة ضوء الشفق الصباحى من جراء شروق الشمس.
28 فبراير/ القمر الجديد (محاق شهر رمضان)
عندما يقترن أى جرم سماوى مع الشمس لا يمكن رؤيته أبدا بسبب قوة إضاءة الشمس، ولذلك لا يمكننا رؤية القمر أثناء اقترانه بالشمس ! وعلى هذا الأساس لن يكون القمر مرئيا فى السماء طوال الليل فى ذلك اليوم إيذانا ببدء ميلاد القمر الجديد ((هلال شهر رمضان كل عام وأنتم بخير))، حيث يقترن القمر مع الشمس فى ذلك اليوم فيشرق معها ويغرب معها فلا يترائى لنا أبدا، وإلى أن يخرج القمر من حالة الاقتران مع الشمس حينئذ يولد القمر الجديد، علما بأن رؤية الهلال الجديد بالعين المجردة تعتمد أساسا على فترة بقاء القمر الوليد فى السماء أثناء الشفق المسائى بعد غروب الشمس مباشرة.
كما تعتمد رؤيته أيضا على صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار، وتعتبر أيام المحاق هى أفضل الليالى الليلاء خلال شهور السنة بالنسبة للفلكيين لرصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة، حيث لا يعيق ضوء القمر فى هذا الوقت الأرصاد الفلكية المطلوبة.
وأكد الدكتور أشرف تادرس، أن توقيت الظواهر الفلكية هنا ينطبق مع توقيت سماء القاهرة، وأفضل الأماكن لمشاهدة الظواهر الفلكية عموما هى البعيدة عن التلوث الضوئى مثل البحار والحقول والصحارى والجبال.
وأشار إلى أن اقتران الاجرام السماوية هو رؤية إحداهما بقرب الأخر فى السماء، وهو تقارب زاوى ظاهرى غير حقيقى ليس له علاقة بالمسافات الحقيقة بينهما، لأنها كبيرة جدا تقدر بمئات الملايين أو المليارات من الكيلومترات، مؤكدا أن الظواهر الليلية ليس لها أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومى على الأرض، أما الظواهر النهارية المتعلقة بالشمس فقد تكون خطيرة على العين لأن النظر إلى الشمس بالعين المجردة عموما يضر العين كثيرا، كما أن مشاهدة الظواهر الفلكية ممتعة ويحبها الهواة لمتابعتها وتصويرها بشرط صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار وبخار الماء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة