رغم إصرار الكيان المدعوم، من أمريكا بشأن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم؛ إلا أن ثبات ورسوخ مصر على موقفها المعلن، عن رفض التهجير، وتضافر العرب، والعديد من القوى الدولية ذات الشأن، جعل مخططات إسرائيل أضغاث أحلام؛ فمن يتوهم أن يسيطر على المنطقة، وفي القلب منها مصر؛ فهو دون مواربة واهم؛ لديه خلل في استيعاب التاريخ، الذي بين سياج سطوره مكتوب، أن مصر وشعبها، قلب المنطقة النابض، الذي لا يقبل الضيم، على نفسه، ولا على الأشقاء أصحاب الحقوق.
موقف مصر الثابت من رفض التهجير، نال الإشادة والتقدير، من أصحاب العقول الواعية، ومن يمتلكون ضميرًا يتفهم الحقوق، ويقدر القوانين، ويعي أهمية الحرية غير المزيفة، ولا ينساق وراء إطراءات، وأكاذيب، لا أساس لها من الصحة؛ فلدينا دولة وقيادة ومؤسسات قوية بتمسكها بالحق؛ ومن ثم تجد شعبًا داعمًا، يعد جيشًا جسورًا، مستعدًا أن يواجه الباطل، ويدحره، ويتحمل كافة التحديات، والتبعات، دون أن يعبأ؛ لأنه تربى على الحرية، وترعرع على أرض السلام، التي قهرت جبابرة الأرض، منذ فجر التاريخ.
يعي عقلاء العالم أن مصر ميزان المنطقة، ولن تقبل بالتهجير؛ فقد كان هذا واضحًا منذ تفاقم الأزمة؛ فحينما صرحت القيادة السياسية بموقفها، لم يتغير الخطاب، ولم تلين الكلمات، ولم يترنح الموقف في جملته؛ فالمحصلة أن مصر قيادة وشعبًا، لن تتراجع عن موقف مدعوم من مبادئ وقيم وأخلاق، وتاريخ غائر تجاه القضية الفلسطينية أم القضايا؛ فدعم الأشقاء من قبل مصر، بات فرض عين لا مزايدة، ولا مراوغة بشأنه.
مصر ميزان المنطقة دون شك؛ كون منهجيتها تقوم على العدل، والإيمان بالسلم والسلام، والاستقرار؛ فبرغم ما تمتلكه من قوة؛ إلا أن الحكمة طاغية، ولا تستخدم إلا في محلها؛ فمصر وقيادتها السياسية، لا تتقبل كافة الممارسات اللاإنسانية واللاأخلاقية، من كيان معتدي، يختلق الأكاذيب، ويتبع الطرائق غير المشروعة، ويمارس القتل، والتنكيل؛ من أجل أن يتوسع، ويحتل مزيد من الأرض، وإن أهلك من أجل غاياته الحرث، والنسل، ودمر البشر والحجر، والشجر.
إن سعي مصر قيادة ومؤسسات؛ من أجل فرض السلام يتأتى من مسلمة جلية، تتمثل في الرغبة للمضي قدمًا نحو الازدهار، المدعوم بالعدالة، والحرية المسئولة، والمساواة التي تستوعب جميع الأطياف؛ فلا تمييز، ولا عنصرية؛ ومن ثم تقف مصر مع أصحاب القضية؛ فالشعب الفلسطيني صاحب الحق، يحتاج من يدعمه، ويسانده، وهنا نشير إلى مسيرة وجوبية، وموقف حازم، وممارسات تحقق الغاية النبيلة؛ كي ينال هذا الشعب الصامد حقوقه غير منقوصة.
وعندما نقول بأن القيادة السياسية لا تتوقف جهودها حيال استكمال الهدنة؛ فإن الغاية من وراء ذلك واضحة؛ فالوجدان المصري في كليته لا يتقبل الظلم، ولا يرتضي ازدواجية المعايير، ولا ينساق وراء أكاذيب، ولا يعطي الفرصة لمزيد من الانتهاكات، بل تراه يغيث الملهوف، ويعطي كل ما يمتلك للمحتاج، ويداوي الجراح المادي منها والمعنوي؛ فالعطاء سمة هذا الشعب العظيم وقيادته الرشيدة؛ ومن ثم تقف مصر بشدة تجاه التهجير القسري، الذي يرغب فيه أصحاب المآرب، والخيال الواهم.
القيادة السياسية المصرية وجهت الرأي الدولي في الاتجاه الصحيح، من خلال الجهود المكثفة، التي رأى العالم باسره فيها عقيدة المصريين، رئيسًا وشعبًا، ومدى الصمود، والإصرار على الموقف، الذي يتأتى من عقيدة راسخة، وإيمان عميق بالقضية الأم، وهذا أكد في خلد الجميع، أن مصر، لن تتزحزح عن موقفها النبيل قيد أنملة؛ فما تحدث به الرئيس عبد الفتاح السيسي، عبر المحافل، والمنتديات، والمؤتمرات، واللقاءات، رسخ المفهوم في صورته الصحيحة.
القيادة المصرية الحكيمة، أكدت للرأي العام الدولي، أن مصر هي السند، والداعم للقضية الفلسطينية، ولن تسمح القيادة بتصفية القضية الأم، ولن ترضخ لضغوط التهجير، وستواجه التحديات؛ مهما بلغت، ومهما تعالت، ومهما كانت، التبعات؛ فهناك شعب واع، يدرك دوره الأصيل في تلك القضية المصيرية، ويقف خلف دولته وقيادته، ولديه استعداد في المواجهة؛ لدحر قوى الظلم والعدوان.
مصر رفضت المقترح الأولي لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وأكدت أن هذا لن يحدث، ولو بذلت من أجله الدماء والأرواح؛ فمصر برجالها قدمت الشهداء من أجل عزتها، وكرامتها، وحماية، وتحرير أراضيها، ولا يضيرها، ولا يعيقها أن تعمل بكل ثقة، على تكرار ذلك؛ ومن ثم أدرك الجميع بأن مصر صاحبة السيادة، لا يمكن مساومتها، ولا يمكن مواجهتها، ولا يمكن العبث معها، ولا يمكن أن ينال منها أحد؛ فشعبها جيش، وجيشها من الشعب.
الجهود المصرية والعربية متواصلة، ولا استسلام، ورغم صعوبة المشهد، وتعقد مجريات الأحداث في كثير من الأحيان؛ إلا أننا نمتلك الطمأنينة، بأن الله ناصر الحق، لا محالة، ولدينا ثقة بأن انتهاج سياسات القمع، والقهر، والقتل، والتفكيك، لشعب أعزل، كل ذلك سوف يزول، وستنتصر الشعوب التي يعمرها الإيمان، وتدرك بأن الوطن لا يقبل المساومة، ولا يقبل المقايضة، بأي صورة كانت، وبأي وسيلة استخدمت؛ فقد بات ثبات الشعوب دعائم النصر لا محالة.
نثمن، ونشيد، ونفخر، على الدوام، بالموقف المشرف لقيادتنا السياسية الباسلة، وشعبها العظيم، فما تقوم به مصر من دور فاعل، حيال عملية تبادل الأسرى، وما تبديه من رفض للتهجير، وما تطرحه من رؤى إعمار لغزة في وجود أهلها وشعبها، يؤكد أن مصر تتبني مبدأ ثابتًا مشفوعًا بعقيدة راسخة؛ سوف يغير مجرى تاريخ وجغرافية المنطقة بأسرها.. حفظ الله وطننا الغالي وقيادته السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة