في ظل عالم متغير تموج فيه القوى السياسية والاقتصادية، يظل سؤالٌ محوري يُطرح باستمرار: لماذا تحكم الولايات المتحدة قبضتها على العالم؟ ولماذا لا تستطيع قوى صاعدة مثل الصين أو روسيا أو حتى الاتحاد الأوروبي انتزاع هذا الدور؟.
فى الحلقة الأولى من برنامج "أرقام مع سارة"، التي جاءت تحت عنوان "كيف تتجرأ أمريكا على تهديد العالم؟"، رصدنا الأسباب التي تجعل الولايات المتحدة تحتفظ بسيطرتها المطلقة على المشهد العالمي، ليس فقط عسكريًا، بل عبر شبكة معقدة من الأدوات الاقتصادية، التكنولوجية، والإعلامية.
استعرضت الحلقة 10 عوامل رئيسية تقف وراء هذا النفوذ الأمريكي، بدءًا من الاقتصاد الأكبر عالميًا، حيث يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي 27 تريليون دولار، مرورًا بهيمنة الدولار على 88% من المعاملات التجارية الدولية، وصولًا إلى التفوق العسكري والتكنولوجي، حيث تستحوذ الشركات الأمريكية على الصناعات الأكثر تقدمًا عالميًا من الذكاء الاصطناعي إلى أشباه الموصلات.
كما سلطت الحلقة الضوء على القوة الناعمة للولايات المتحدة، حيث تُمثل هوليوود ونتفليكس وديزني أدوات فعالة في التأثير على العقول عالميًا، فضلًا عن النفوذ الأمريكي على المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، مما يمنحها اليد الطولى في تحديد مسارات الاقتصاد العالمي.
في ظل هذه المعطيات، تبدو الولايات المتحدة أكثر من مجرد قوة عسكرية أو اقتصادية؛ فهي تُحكم قبضتها على مفاصل النظام العالمي عبر أدوات متعددة، تجعل من الصعب تحدي نفوذها أو تقويض مكانتها. وبينما تتسابق القوى الصاعدة لمحاولة كسر هذا الاحتكار، يظل السؤال مفتوحًا: هل نشهد في المستقبل تغيرًا حقيقيًا في موازين القوى، أم أن أمريكا ستظل اللاعب الأكثر نفوذًا لعقود قادمة؟