رمضان فى مصر حاجة تانية.. روحانيات الشهر الكريم تنشر البهجة فى شوارع المحروسة.. الزينة عادة لا تغيب عن بيوت المصريين.. وشراء الفوانيس فرحة تدق باب السعادة على الجميع.. والمهن الموسمية أبواب رزق بشهر الخير

السبت، 15 فبراير 2025 03:00 ص
رمضان فى مصر حاجة تانية.. روحانيات الشهر الكريم تنشر البهجة فى شوارع المحروسة.. الزينة عادة لا تغيب عن بيوت المصريين.. وشراء الفوانيس فرحة تدق باب السعادة على الجميع.. والمهن الموسمية أبواب رزق بشهر الخير روحانيات الشهر الكريم تنشر البهجة فى شوارع المحروسة
كتبت مرام محمد - بتول عصام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بمجرد أن تطأ قدماك منطقة تحت الربع فى الدرب الأحمر، تجذبك فوانيس مبهرة على كل شكل ولون صنعتها أنامل ماهرة، وزينة ملونة ترتدي حلة رمضانية مبهجة، وشوارع مزدحمة تعلوها أغانٍ شعبية تطرب المارين، فرحة من نوع خاص تدق باب السعادة على الجميع.

يحمل شهر رمضان طابعًا خاصًا في شوارع وحواري المحروسة عبر العديد من المظاهر والطقوس التي اعتادها الأهالي، فبمجرد أن ينتصف شعر شعبان، يسارع الباعة الموسميون بعرض منتجاتهم من الزينة والفوانيس، والكنافة، والقطايف، ويبدأ الجميع صغار وكبار بتزيين شوارعهم وتعليق الزينة والفوانيس.

شراء الفوانيس من شارع تحت الربع
شراء الفوانيس من شارع تحت الربع

يستقطب شارع الخيامية، قبيل شهر رمضان من كل عام، آلاف المواطنين الذين يرغبون في شراء الفوانيس والزينة والأقمشة الخاصة بالشهر، لجودتها العالية وأسعارها الرخيصة مقارنة بالأسواق الأخرى، فضلًا عن البهجة التي يضفيها على الزائرين، بحسب ما روته مروة محمد، والتي جاءت خصيصًا من مدينة المنصورة لشراء الفوانيس والزينة والاستمتاع بجمال الشارع ومعروضاته المبهجة: "أحرص كل عام، وقبل أيام من حلول شهر رمضان، على زيارة شارع الخيامية، للاستمتاع بأجوائه وتأمل زينته وفوانيسه التي تنتشر في أرجائه، والشعور ببشائر الشهر الكريم".

شراء الفوانيس
شراء الفوانيس

تدور عجلة الإنتاج داخل ورش، يعود عمرها لمئات السنين، لإنتاج فوانيس الشهر الكريم بأشكالها وأحجامها المختلفة لتزيين المنازل والشوارع والطرقات والساحات، حسب ما رواه مجدي فهمي، أحد شيوخ صناعة الفوانيس: "فانوس رمضان هو أحد أهم مظاهر الاحتفال الشعبية بشهر رمضان، ارتبط ظهوره بزيارة الخليفة الفاطمي المعز لدين الله لمصر، فمن شدة فرحة الناس بزيارته في الخامس من رمضان صنعوا فوانيس تضاء بشمعة لاستقباله، وكان لها باب يفتح ويغلق، وفي العام التالي طوروا من شكلها وصنعوا فوانيس تفتح من الأسفل وتضاء أيضًا بشمعة، ومن هنا كانت بداية ظهور الفوانيس، والتي تخطت أنواعها الآن، ومنذ بداية ظهورها الـ3000 اسم وشكل ونوع".

مجدي فهمي أحد أقدم صناع الفوانيس
مجدي فهمي أحد أقدم صناع الفوانيس

للفانوس الصاج تصميمات وأحجام مختلفة ما زالت تحتفظ بجمالها ورونقها، ومسميات مميزة ارتبطت بتاريخ الحرفة، وتناقلها روادها عبر الأزمنة، هذا ما أكده مجدي فهمي، حيث قال: "لفانوس رمضان أنواع مختلفة، منها البرج، وعلامة النصر، وتاج الملك، وأشهرها شقة البطيخة، وأبو ولاد، والشمامة، والأسعار تبدأ من 45 جنيهًا وتصل لـ5000 جنيه، تختلف حسب شكل ونوع ومقاس الفانوس"، مؤكدًا: "رمضان ماينفعش من غير الفانوس.. الفانوس هو رمضان، وبالأخص الفانوس الفاطمي كل الناس من مختلف الدول بتحبه.. احنا ماعندناش بطالة، بنشتغل طول السنة ومش بناخد إجازات عشان نقدر نجهز الفوانيس ونكفي طلبيات كل الدول العربية".

شادر الفوانيس
شادر الفوانيس

تتعدد أشكال الفوانيس وتتطور تصاميمها مع مرور الوقت، ويظل الفانوس الصاج التقليدي هو "روح رمضان"، كما يصفه صُناعه. هو ليس مجرد قطعة من المعدن والزجاج، بل هو حكاية مصرية خالدة تعبر عن البساطة والدفء الذي يملأ القلوب مع قدوم الشهر الكريم.

وعن المهنة، قال أسامة أحمد، صاحب ورش تصنيع فوانيس، إن صناعة الفوانيس بالنسبة له تُعد أكثر من مجرد حرفة، مشيرًا إلى أنها إرث عائلي توارثته العائلة جيلاً بعد جيل، فورث هذه المهنة عن والده، الذي ورثها بدوره عن جده، والآن يعلمها لأبنائه.

فوانيس رمضان
فوانيس رمضان

وأكد أسامة أحمد تبدأ رحلة صناعة الفوانيس بعد عيد الفطر لتصل بأنوارها وبهجتها إلى مصر والوطن العربي، وقال: "نبدأ العمل في صناعة الفوانيس مباشرة بعد انتهاء عيد الفطر المبارك، استعدادًا لموسم رمضان، ليس فقط لتلبية احتياجات السوق المحلي، بل أيضًا لتصدير المنتجات إلى مختلف الدول العربية، وعادةً ما نعرض أولى منتجاتنا بعد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مباشرة".

وتحدث أسامة عن تتنوع أشكال الفوانيس وأحجامها لتلبي مختلف الأذواق، قائلا: "لدينا أنواع كثيرة، منها المخمس، الدلاية، فاروق، اللوز، المقلوب، برميل 20، كامبورة، تاج الملك، وأجورو، وكل نوع له سعر".

شراء الفوانيس من منطقة الدرب الأحمر
شراء الفوانيس من منطقة الدرب الأحمر

وأكد أسامة أن أسعار الفوانيس الرمضانية تختلف حسب حجمها وشكلها، فهناك الصغيرة المناسبة للمنازل والضخمة التي تزين الشوارع والميادين، مضيفا: "يبدأ سعر فانوس الأجورو من 150 جنيهًا ويصل لـ500 جنيهًا، والمخمس يتراوح سعره ما بين 30 جنيهًا و100 جنيه، والدلاية بـ130 جنيهًا، وهناك فوانيس تبدأ من 150 جنيهًا وتصل لـ600 أو 700 جنيه، والفوانيس الصاج الكبيرة التي يصل ارتفاعها لمترين أو مترين ونصف تبدأ من 1500 جنيه وتصل 3000 جنيه، الشمامة يتراوح سعره بين 75 جنيهًا و 280 جنيهًا، وتاج الملك يبدأ سعره من 400 جنيه حتى 600 جنيه".

فوانيس شهر رمضان
فوانيس شهر رمضان

وتابع أسامة أنه رغم انتشار الفوانيس الحديثة والبلاستيكية المضيئة، والتي تصدر أصوات الأغاني الرمضانية، يظل الفانوس الصاج التقليدي هو سيد المشهد، مؤكدا: "الفانوس الصاج هو اللي بيعبر عن رمضان، مهما طلعت أشكال جديدة، محدش يقدر يستغنى عنه.. ودايمًا بنرجع للصاج لأنه هو أصل الحكاية وروح الفانوس. الناس في المناطق الراقية بيدوروا عليه علشان يحطوه في الجنينة أو الروف، وأصحاب المناطق الشعبية بيحبوا الفانوس الصاج واللي بيغني".

فوانيس صاج صغيرة الحجم
فوانيس صاج صغيرة الحجم

وأضاف أسامة أن كل تفاصيل الفانوس تُصنع يدويًا: "شغلنا كله هاند ميد، مفيش مكابس ولا اسطمبات، من قص الصاج لحد تركيب الزجاج وتثبيت الشمعة، كل حاجة بإيدينا، علشان كده كل فانوس بيبقى ليه روح خاصة وتفاصيل مميزة".

هكذا، يظل الفانوس الصاج أكثر من مجرد زينة، فهو رمز للتاريخ، وحكاية تتجدد كل عام مع قدوم شهر رمضان، تحمل بين طياتها عبق الماضي وجمال الحاضر.

فرحة الأطفال بالفوانيس
فرحة الأطفال بالفوانيس

تجمع منطقة تحت الربع حرفيين مبدعين، اعتادوا تصنيع منتجات يدوية وتراثية لطالما ارتبطت بالشهر الكريم، ومنها "الخيامية"، تلك الصناعة التقليدية التي لا تكتمل أجواء رمضان بدونها، فهي ليست مجرد قماش ملون بنقوش مميزة، بل حكاية تراثية توارثها الحرفيون جيلًا بعد جيل، تعكس روح شهر رمضان وتجسد أصالة الحرفة اليدوية المصرية.

وعن المهنة، قال أحمد طارق سعودي، أحد صناع الخيام: "المهنة بدأت مع أجداد أجدادي، وكانوا بيصنعوا كسوة الكعبة زمان، ويعتبر شغل الخيام هو شغل الموسم، يبدأ من شهر شعبان ويستمر حتى نهاية رمضان، وهي الفترة الأكثر مبيعًا".

WhatsApp Image 2025-02-13 at 4.03.13 PM
صناعة الخيامية بمنطقة تحت الربع
 
وعن مراحل التصنيع، قال أحمد طارق سعودي: "أهم خطوة قبل التصنيع هي الفكرة، وبمجرد تفصيل التصميم وتحديد كل التفاصيل، يصبح العمل أكثر سهولة وسرعة.. وبالنسبة للخامات المستخدمة فمتنوعة، منها، الحبل، الحديد، شريط، كبسولة، المكن، قماش، جلد، خشب، وكل خامة لها دور في صناعة خيمة متينة وجميلة."، مؤكدًا أن السيدة المصرية تحب شراء الخيامية لتزيين منزلها في رمضان بشكل جديد، وخاصة وأنها تمثل روح رمضان، فهي ليست مجرد قماش يتم تفصيله بل بهجة بقدوم رمضان".
 
WhatsApp Image 2025-02-13 at 4.04.50 PM
منتجات الخيامية
 
تتطلب صناعة الخيام خبرة كبيرة، كما أوضح أحمد: "الشغلانة فيها فن كبير، في البداية بنقيس كل حاجة بالسنتيمتر والملي، لكن مع الوقت والخبرة بتبقى المقاسات في ذهنك".

هكذا تظل الخيامية أكثر من مجرد حرفة، فهي رمز للتراث المصري وجزء لا يتجزأ من روحانية شهر رمضان، تنقل التاريخ في كل خيط وتفصيلة، لتظل حاضرة في وجدان المصريين جيلًا بعد جيل.

فرحة الأسر بفوانيس رمضان
فرحة الأسر بفوانيس رمضان

وبينما كانت تتأمل بشغف عناقيد الزينة والفوانيس المعلقة، والتي صنعت بأياد مصرية خالصة، عبرت رانيا، طبيبة أسنان، عن انبهارها بجمال الشارع وما يحويه من فوانيس خيامية وخشب وصاج وأفرع نور وزينة متنوعة الأشكال والتصميمات، مشيرة إلى أنها تحرص كل عام على زيارة شارع الخيامية، لشراء فانوس وزينة رمضان، خاصة وأنها تضفي روحانيات على المنزل وتشعرهم ببهجة الشهر الكريم وأيامه المباركة.

فرحة طفل بالفانوس
فرحة طفل بالفانوس

تعكس الزينة والفوانيس أجواء الفرح والسرور بهذا الشهر، إذ تضفي سحرًا خاصًا على أجواء رمضان، خاصة لدى الأطفال، الذين اعتادوا على تعليق الزينة بالشارع وحمل الفوانيس ومصاحبة المسحراتي ليلًا إيذانًا بتناول وجبة السحور، فقالت نهى نديم تقطن بمنطقة مصر الجديدة، إنها تحرص على زيارة شارع الخيامية لتشعر ببهجة شهر رمضان وروحانياته، مشيرة إلى أنها تشتري دومًا فوانيس الصاج القديمة لبناتها، لأصالتها وتصميماتها الإسلامية المميزة وألوانها المبهجة التي تعبر عن التراث.

زينة شهر رمضان المبارك
زينة شهر رمضان المبارك

بفرحة، تحدثت شيماء ابنة منطقة السيدة زينب عن استعداداتها لشهر الخير، مشيرة إلى أنها تحرص كل عام على زيارة منطقة تحت الربع للاستمتاع بأجواء رمضان وتأمل زينة الشارع وفوانيسيه المعلقة، وبحماس تنتظر وأبنائها قدوم الشهر حتى يجتمعوا على سفرة واحدة وتعود لمة زمان مع الأهل والأصدقاء.

زينة رمضان على كل شكل ولون
زينة رمضان على كل شكل ولون

تعليق الزينة والفوانيس.. تجهيز الكنافة والقطايف.. "لمة العيلة وفرحتها".. مشاهد تتجدد كل عام، مع قرب حلول شهر الصوم، حسب ما روته أسماء ابنة محافظة الدقهلية: "رمضان مرتبط في ذاكرتي بحاجات كتير.. أول ما يقولوا رمضان لازم نفتكر بوجي وطمطم ولمة العيلة على الطبلية وفرحتهم سوا"، مشيرة إلى أن الفوانيس تكمل فرحتهم بالشهر الكريم، خاصة القديمة المصنوعة من الصاج، التي يميل لها جيلها، مقارنة بالجيل الجديد، الذي تختلف توجهاته مع ظهور فوانيس الخيامية والزجاج والفوانيس المضيئة، وغيرها مما تتخذ شكل العرائس وألعاب الأطفال.

فوانيس وزينة رمضان
فوانيس وزينة رمضان









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة