على مدار الأشهر القليلة الماضية، لم تتوقف جهود مديرية التربية والتعليم بالجيزة لمواجهة التحديات أمام تطوير العملية التعليمية وتهيئة بيئة تعليمية جاذبة ومحفزة للطلاب، وذلك بما اتخذته من إجراءات تتعلق بعودة الطلاب للمدرسة والحضور في الفصول، بالتزامن مع خفض الكثافات الطلابية، والتغلب على العجز في أعداد المعلمين.
وخلال جولات ميدانية مكثفة بالمدارس، حرص سعيد عطية وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة، على متابعة انتظام العملية التعليمية بالفصول ومستويات الطلاب في القراءة والكتابة والحساب، مع التركيز على نسب الحضور وخفض الكثافة الطلابية بالفصول والاهتمام بخطط علاج ضعف التحصيل وتحسين مستوى الطلاب، واتخاذ قرارات حاسمة وفورية ضد المقصرين.
وبالتزامن مع عودة الطلاب إلى مدارسهم بعد انتهاء إجازة نصف العام الدراسي، التقى "اليوم السابع" وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة، للإجابة عن أهم الاستفسارات حول الكثافات الطلابية بالفصول، وسد عجز المعلمين، وكذلك الحلول والبرامج التي وضعتها المديرية لحل المشكلات التي قد تكون قد صاحبت العملية التعليمية خلال الفصل الدراسي الأول لتلافيها خلال الفصل الدراسي الثاني.
وعن الكثافات الطلابية بالفصول، قال وكيل الوزارة، إن المديرية واجهت المشكلة من خلال تشكيل لجان بكل إدارة تعليمية لمعاينة كل مدارس الإدارة على الطبيعة والوقوف على الوضع الحالي الفعلي لكل مدرسة، وموقف الكثافة بها وتقديم ورصد عدد الفراغات التي تستخدم فصول وعدد التلاميذ بكل مدرسة ومتوسط الكثافة وتحديد موقف المدرسة طبقًا للتشغيل الفعلي على الطبيعة، ثم المدارس التي تعمل فترة واحدة تم فرد الفصول والعمل على فترتين وتوفير المدرسين عن طريق التعاقد بالحصة مع عمل الأساسيين بالحصة الإضافية بعد النصاب القانوني، مشيرًا إلى أن المديرية نجحت في حل مشكلة الكثافات بنسبة 99%.
وأشار إلى أن المديرية أولت اهتمًامًا كبيرًا لمواجهة تحدى سد العجز في أعداد المعلمين، حيث تم الاستعانة بمعلمي المدرسة كأولوية لسد العجز، وكذلك الاستعانة بالمعلمين المحالين إلى المعاش، فضلاً عن الاستعانة بمعلمي الحصة من الحاصلين على مؤهل تربوي، وكذلك استكمال المبادرة الرئاسية لمسابقة تعيين 30 ألف معلم سنويًا.
وفيما يخص جهود المديرية في ضبط العملية الامتحانية خلال الفصل الدراسي الأول، قال وكيل الوزارة إن المديرية استطاعت أن تحقق الانضباط في الامتحانات، من خلال التشديد على عدم اصطحاب الهواتف المحمولة داخل اللجان سواء للطلبة أو المعلمين، وتنظيم خطوط سير سيارات توزيع أوراق الأسئلة، بحيث يتم تسليم الأوراق لكل لجنة قبل موعد بدء الامتحانات بوقت مناسب، مشيرًا إلى أن المديرية نجحت في ضبط امتحانات الشهادة الإعدادية بالفصل الدراسي الأول من خلال وضع رمز وشكل معين لورق أسئلة كل إدارة تعليمية، والذي ساعدهم بشكل كبير في الكشف عن أي محاولات غش وأماكنها.
وأشار إلى أن متابعة انتظام العملية التعليمية ليست مجرد إجراء روتيني، بل التزام دائم لضمان تقديم تعليم يليق بأبناء المحافظة، مؤكدًا أن المرحلة القادمة ستشهد مزيدًا من الجولات الميدانية المفاجئة، للتأكد من التزام كافة المدارس بتنفيذ التوجيهات الصادرة عن المديرية.
وأوضح أنهم يتعاملون مع أي سلبيات من خلال تكثيف المتابعة المستمرة للمدارس، والعمل على علاج السلبيات وتعزيز الإيجابيات للنهوض بالعملية التعليمية مع التوعية والإرشاد ومحاولة اختيار مدراء المدارس بعناية من خلال المقابلات الشخصية حتى يتم وضع استراتيجية جديدة تنهض بها العملية التعليمية بمحافظة الجيزة.
وعن الاهتمام بأصحاب المستويات الضعيفة في القراءة والكتابة، أكد وكيل الوزارة، أن استكمالاً لتعليمات معالي وزير التربية والتعليم بخصوص تطبيق برنامج علاجي على التلاميذ ضعاف المستوى بالصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية، والذي تم تنفيذه على مستوى المحافظة، تم توجيه الإدارات التعليمية بعقد اختبار إملاء لقياس مدى التقدم في مستوى التلاميذ الذين خضعوا للبرنامج العلاجي، مشيرًا إلى أن العمل على مشكلة ضعف القراءة والكتابة لدى الطلاب، مسئولية مشتركة بين مديري المدارس والمعلمين وأولياء الأمور.
وأكد سعيد عطية، أن الوزارة اتخذت العديد من الإجراءات لمكافحة الدروس الخصوصية والتخفيف عن أولياء الأمور، ومساعدة الطلاب على تحقيق أقصى معدلات التحصيل الدراسي بالمدرسة، وذلك من خلال تقليل الكثافة بالفصول وسد العجز، والاهتمام بمجموعات التقوية والقنوات التعليمية والمنصات، فضلاً عن دور المدرسة الأصلي والأساسي لتكون بديلاً للدروس الخصوصية.
وأشار إلى أن وزير التربية والتعليم طالب باتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المتغيبين عن المدرسة من المعلمين وغير الملتزمين بوجودهم بالحصص المقررة لهم، طبقًا للجدول المدرسي مع اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة تجاه من يمارس المهنة دون وجه حق، لا سيما من هم في إجازات دون مرتب أو إجازات طويلة، ويمارسون التدريس بمراكز خاصة، أو بمقراتهم الخاصة، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.
وأكد وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة، أهمية الأنشطة الطلابية بالمدارس ودورها في تربية النشء وتكوين الشخصية المتكاملة للطالب، ورفع مستوى التفكير الإبداعي لديه، مما يزيد من مهاراته وتفاعله مع البيئة المحيطة به، مشيرًا إلى أنه يتم متابعة الأنشطة الطلابية لجميع مدارس الإدارات التعليمية، حيث تنوعت فعاليات الأنشطة الطلابية في مختلف المجالات (الرياضية – الاجتماعية - التربية النفسية - الاقتصاد المنزلي - المجال الصناعي - الفني - المكتبة - الزراعي)، من أجل رفع المستوى الفكري للطالب.
وفيما يخص الفصل الدراسي الثاني، أكد وكيل الوزارة، استكمال خطة تخفيض الكثافة في الفصول واستغلال الفراغات المتاحة كفصول، مشيرًا إلى أنه تم التنبيه على مديري الإدارات التعليمية بضرورة تفعيل الإشراف الدوري على مداخل السلالم والطرقات ومداخل ومخارج المدارس بالإضافة إلى تغيير التالف.
وقال إنه تم التشديد على التأكد من سلامة المقاعد وزجاج النوافذ وصيانة دورات المياه، وتطهير خزانات المياه أعلى المدارس حرصًا على سلامة وصحة المعلمين والطلبة، ورفع الرواكد القديمة من أسطح المباني، والتأكد من سلامة الإضاءة داخل الفصول وكفاءة الإنارة، والالتزام بالإذاعة المدرسية أثناء طابور الصباح وتحية العلم والنشيد الوطني.
وأضاف أنه تم التنسيق مع رؤساء الأحياء لرفع المخلفات خارج أسوار المدارس، فضلًا عن الاهتمام بالتشجير وزيادة المساحات الخضراء بالمدارس، والتشديد على تفعيل الإجراءات الأمنية والوقائية للحفاظ على أمن وسلامة الطلاب والعاملين بالعملية التعليمية خلال الفصل الدراسي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة