بدأت، اليوم، الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، صوم يونان النبي، إذ يستمر الصوم لمدة 3 أيام، حتى الأربعاء 12 فبراير، ويكون الفصح الخميس الموافق 13 فبراير، وهو أقصر الأصوام، لكنه يحمل في طياته معاني روحية عظيمة مستوحاة من قصة يونان وأهل نينوى.
تعتبر قصة يونان النبي هي قصة صراع بين الذات الإنسانية والله. فكلفه الله بالذهاب إلي نينوى، والمناداة بهلاكها، وكانت نينوى عاصمة كبيرة فيها أكثر من 120000 نسمة، ولكنها كانت أممية وجاهلة، أخذ يونان يفكر في الموضوع من خلال المناداة علي المدينة بالهلاك، ثم تتوب، ويتراءف الله عليها فلا تهلك.
ورأى يونان أن بهكذا تسقط كلمته، ويكون الله قد ضيع كرامته، فالأفضل أن ييعد عن طريقه المضيع للكرامة. وهكذا وجد سفينة ذاهبة إلي ترشيش، فنزل فيها وهرب. لم يكن يونان من النوع الذي يطيع تلقائيا. إنما كان يناقش أوامر الله الصادرة إليه، ويري هل توافق شخصيته وذاته أم لا.
هرب يونان إلي ترشيش، ونسي أن الله موجود في ترشيش أيضا، وركب السفينة وهو يعلم أن الله هو إله البحر، كما أنه إله البر أيضًا. ولم يشأ الله أن يصل يونان إلي ترشيش، وإنما أمسكه في البحر، وهيج الأمواج عليه وعلي السفينة كلها. والعجيب أن يونان كان قد نام في جوف السفينة نوما عميقا. لا أيقظه الموج.
وهكذا أمر الله الرياح، فهاج البحر وهاجت أمواجه، وصدمت السفينة حتى كادت تنقلب، وازداد هيجان البحر، لأن أمر الله كان لابد أن ينفذ. وتصرف ركاب السفينة بحكمة وحرص شديدين. وبذلوا كل جهدهم وصلوا كل واحد إلي إلهه وألقوا قرعا ليعرفوا بسبب من كانت تلك البلية، فأصابت القرعة يونان. فألقي يونان في البحر، وأعد الرب حوتا عظيما فابتلع يونان. فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاثة ليال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة