منصات رقمية وشنجن عسكري.. كيف تستعد أوروبا للحرب فى أحدث خطواتها؟

أطلقت 11 دولة أوروبية شمالية ووسطى خطوة تاريخية نحو ما يُعرف بـ الشنجن العسكري الأوروبي، عبر منصة رقمية متقدمة تُعرف بـSDMMS، تهدف إلى تقليص الوقت اللازم للحصول على تصاريح عبور القوات من أسابيع إلى ثلاثة إلى خمسة أيام فقط، وسط استعدادات قوية من قبل أوروبا للحرب بعد التهديدات الروسية.

وأشارت صحيفة لاراثون الإسبانية إلى أن هذه المبادرة تأتى في ظل توتر متصاعد على الحدود الأوروبية، مع الضغوط الجيوسياسية الناتجة عن التوترات في أوكرانيا وبحر البلطيق، ما يجعل سرعة الاستجابة العسكرية أكثر أهمية من أي وقت مضى.

منصة تتيح تبادل المعلومات العسكرية والمدنية

وأشارت الصحيفة إلى أن النظام الجديد، الذي طورته شركة Cybernetica AS الإستونية، يعتمد على بنية فيدرالية مرنة تسمح لكل دولة باستضافة نسختها الخاصة، مع الحفاظ على أعلى معايير الأمن السيبراني والتوافق مع أنظمة الناتو، ويتيح SDMMS تبادل المعلومات بين السلطات العسكرية والمدنية، وتوحيد الوثائق والإجراءات، مع دعم جميع وسائل النقل من بري وجوي وبحري، فضلاً عن معالجة تلقائية لتصاريح السفر العسكري والقوافل الضخمة والنقل بالسكك الحديدية أو الأنهار.

الدول المشاركة

تشمل الدول المشاركة، بلغاريا و جمهورية التشيك و إستونيا وألمانيا ولاتفياو ليتوانيا، لوكسمبورج و هولندا و بولندا ورومانيا، والنرويج، بمساهمة مالية تبلغ 10.8 ملايين يورو من صندوق الدفاع الأوروبي،  وقد اجتاز المشروع اختبارات مهمة ضمن تدريبات الناتو وأثبت نجاحه في بيئة واقعية، ليصبح نموذجاً عملياً لما سيصبح شنجن العسكري الأوروبي قبل عام 2027.

تعزيز الردع الأوروبى

تهدف هذه المبادرة إلى إزالة العقبات الإدارية، تعزيز الردع الأوروبي، وإنشاء فضاء دفاعي موحد، ما يعيد رسم خريطة التنقل العسكري في أوروبا.

ومع استمرار تطوير اللوائح والتقنيات المساندة، يظل SDMMS مثالاً على كيف يمكن للابتكار الرقمي أن يغيّر قواعد اللعبة ويمنح أوروبا قدرة استجابة فائقة في أوقات الأزمات، بينما يفتح الطريق نحو فضاء دفاعي متكامل وآمن لجميع الدول الأوروبية والناتو.