وسط جدران مركز أورام أسوان التابع لهيئة الرعاية الصحية، تقف جدارية فريدة تخطف الأنظار قبل القلوب، تحمل ملامح فتاة مصرية ترتدي حجابها بابتسامة هادئة، وأمامها وردة وردية اللون، في تجسيد بصري لمبادرة "حكاية وردي" الداعمة لصحة المرأة ومحاربات سرطان الثدي.
وجوه مبتسمة.. وألوان تنطق بالأمل
هذه الجدارية التي حملت اسم "جدارية الأمل"، لم تكن مجرد لوحة فنية، بل رسالة إنسانية تفيض بالطاقة الإيجابية لكل من يراها، إذ ترمز الوردة الوردية إلى الشجاعة والأمل والانتصار على المرض، بينما تحكي ملامح الفتاة المصرية حكاية القوة في وجه التحدي.
الافتتاح.. دعم إنساني برؤية وطنية
وافتتح الجدارية الدكتور أحمد السبكي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية، واللواء إسماعيل كمال، محافظ أسوان، خلال جولتهما بمركز أورام أسوان، ضمن افتتاح عدد من الأقسام التي تم تطويرها ورفع كفاءتها، شملت أقسام العلاج الكيماوي، ووحدات الماموجرام، ومعامل الباثولوجيا، والتي تم تزويدها بأحدث الأجهزة الطبية وفق المعايير العالمية لتشخيص وعلاج الأورام.
وحضر الافتتاح أيضًا عدد من قيادات الهيئة والشركة الراعية، من بينهم الدكتورة جيهان المر، رئيس مجلس إدارة الشركة الراعية لمبادرة "حكاية وردي"، التي أكدت أن الجدارية تمثل رمزًا فنيًا لرسالة المبادرة، مشيرة إلى أن "الرسمة تلمس قلوب المارة والمرضى المترددين على المركز، وكأنها تقول إن الأمل ما زال موجودًا، وأن الفن يمكن أن يكون أداة فعالة في مكافحة الألم".
الفن في مواجهة الألم.. قصة مها جميل وزوجها علي عبد الفتاح
الفكرة ولدت على يد الفنانة مها جميل وزوجها الفنان علي عبد الفتاح، وهما زوجان جمعهما حب الفن والإنسانية، بعد أن قدما عشرات الجداريات في شوارع وميادين أسوان، لكن "جدارية الأمل" كان لها طابع خاص لأنها تخاطب القلوب قبل العيون.
تقول مها جميل في تصريحاتها: "هذه الجدارية ترمز إلى أهمية المشاركة بين القطاع العام والخاص والمجتمع المدني في مواجهة تحدي سرطان الثدي، فالفن لغة عالمية قادرة على التوعية دون كلمات، لأنه يخاطب المشاعر قبل العقول".
ويضيف زوجها علي عبد الفتاح: "حرصنا أن تكون الألوان دافئة والملامح مصرية أصيلة لتعكس قوة المرأة الأسوانية، تلك التي تواجه الحياة بابتسامة رغم الألم. أردنا أن يشعر المريض والطبيب والزائر بأن الأمل دائمًا حاضر، وأن المرض ليس نهاية الطريق".
"حكاية وردي".. مبادرة للحياة والتفاؤل
من جانبه، أوضح الدكتور أحمد السبكي أن مبادرة "حكاية وردي" تأتي ضمن جهود الهيئة العامة للرعاية الصحية للاهتمام بصحة المرأة المصرية، وخاصة في الاكتشاف المبكر لأورام الثدي، مشيرًا إلى أن اختيار اسم المبادرة يحمل رسالة تفاؤل لكل محاربة سرطان بأن لكل وردة حكاية، ولكل وجع شفاء.
وأضاف أن إجمالي عدد المواطنين الذين تم فحصهم من خلال مبادرات الرعاية الصحية للكشف المبكر عن مختلف الأمراض وصل إلى نحو مليون ونصف مواطن، في إطار حرص الدولة على تقديم خدمات صحية متكاملة بجودة عالمية.
اللون الوردي.. عنوان أمل جديد لنساء الجنوب
ترى الدكتورة جيهان المر أن الجدارية تنقل رسالة بصرية قوية لكل من يراها، فكل لون فيها يحكي قصة من قصص الأمل، مشيرة إلى أن مبادرة "حكاية وردي" ليست مجرد حملة توعوية، بل تجربة إنسانية متكاملة تهدف لتغيير ثقافة المجتمع تجاه الكشف المبكر، مؤكدة أن "الفن عندما يتحالف مع الصحة، يولد الجمال في أحلك الظروف".
يُشار إلى أن جدارية الأمل بمركز أورام أسوان أصبحت اليوم محطة لالتقاط الصور وملهمة لكل من يمر بها، حيث حولت جدارًا خرسانيًا إلى لوحة تفيض بالحياة والإنسانية، لتبقى شاهدًا على تضافر الجهود بين الفن والطب والمجتمع في رسم مستقبل أكثر إشراقًا لمحاربات السرطان في الجنوب.

وجه-الفتاة-المبتسم

أثناء-الافتتاح

الجدارية-تظهر-من-نهر-النيل

الجدارية-ليلا

الجدارية

الفنانة-مها-جميل-والفنان-على-عبدالفتاح

حكاية-وردي

معهد-الأورام-بأسوان