القديسة كاترين.. أيقونة الإيمان والعلم وراعية أحد أقدم الأديرة في العالم

الإثنين، 08 ديسمبر 2025 04:02 م
محمد النّي مفتش آثار سانت كاترين

جنوب سيناء – فايزة مرسال

قال محمد النّي، مفتش آثار سانت كاترين، إن القديسة كاترين الإسكندرانية تُعد واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في التاريخ المسيحي، نظرًا لما تحمله سيرتها من شجاعة وإيمان وعلم جعلها رمزًا خالدًا في التراث الروحي. وترتبط ذكراها بمدينة سانت كاترين في جنوب سيناء، التي تحمل اسمها وتستقبل سنويًا آلاف الزوار الراغبين في استكشاف تاريخ الدير والجبل المرتبطين بسيرتها.

 

ولادة ونشأة

وأوضح مفتش الآثار أن القديسة كاترين وُلدت بمدينة الإسكندرية في القرن الثالث الميلادي لأسرة نبيلة وثريّة. وبرغم حداثة سنّها، تلقّت تعليمًا رفيعًا في الفلسفة والطب واللغات، ما جعلها من أبرز شابات عصرها علمًا وثقافة.

 

اعتناق المسيحية والتحدي أمام الإمبراطور

وأشار النّي إلى أن اعتناق كاترين المسيحية جاء إثر رؤية روحية غيّرت مسار حياتها، لتبدأ دفاعها عن الإيمان في فترة اتسمت بقسوة الاضطهاد. ولم تتردد في مواجهة الإمبراطور مكسيميانوس، الذي حاول إثناءها عن عقيدتها عبر مناظرتها مع كبار فلاسفة عصره، لكنها تفوّقت عليهم بالحجة والمنطق، ما دفع بعضهم لاعتناق المسيحية، وهو ما أثار غضب الإمبراطور فأصدر أوامر بتعذيبها.

 

استشهادها وتحطّم عجلة العذاب

وأضاف النّي أن المصادر التاريخية تذكر أن كاترين وُضعت على "عجلة الشوك" كأحد أساليب التعذيب، إلا أن العجلة تحطّمت بطريقة غير متوقعة، فصدر الحكم بإعدامها بقطع الرأس عام 305 ميلادية، لتصبح واحدة من أشهر شهيدات المسيحية.

 

جسد القديسة ودير سانت كاترين

وتشير الروايات إلى أن رفات القديسة نُقلت لاحقًا إلى قمة أحد جبال جنوب سيناء، قبل أن يُعثر عليها وتُشيّد بالقرب من الموقع منشأة دينية تحوّلت إلى دير سانت كاترين، الذي يُعد اليوم من أقدم الأديرة المسيحية في العالم، والمسجَّل على قائمة التراث العالمي لليونسكو.

 

مكانتها في الكنائس ورمزيتها

تحظى القديسة كاترين بتكريم واسع في الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية، وتُعد شفيعة الفلاسفة والطلاب لِما اتسمت به من حكمة ومعرفة. وتظهر في الأيقونات وهي تحمل كتابًا وعجلة مكسورة وسيفًا، رموزًا للعلم والإيمان والشهادة.

 

سانت كاترين.. إرث روحي وتاريخي خالد

وتحمل مدينة سانت كاترين في سيناء اسمها حتى اليوم، وتعد مقصدًا بارزًا للسياحة الدينية والروحانية. ويقصدها الزوار للصلاة في الدير والصعود إلى جبل موسى وجبل كاترين، أعلى قمة جبلية في مصر، في مشهد يجمع بين روحانية الطبيعة وقدسية المكان وعمق التاريخ.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة