لا تزال السودان تعيش حالة من عدم استقرار الأوضاع، فى ظل استمرار نزيف الدم، والخسائر الهائلة فى الأرواح البشرية، وتواصل ميليشيا الدعم السريع ارتكاب انتهاكاتها بحق المدنيين العزل، وبشكل خاص الأطفال والنساء فى مشهد تقف الكلمات عاجزة عن أن تصفه.
ارتفاع عدد القتلى فى هجوم كلوقي
وفى انتهاك صارخ، استهدفت ميليشيا الدعم السريع منطقة كلوقي فى جنوب كردفان بطائرة مسيّرة استهدفت روضة لتعليم الأطفال مرتين على الأقل، قبل أن تستهدف مستشفى المدينة الريفي الذي أُسعف إليه الضحايا الخميس الماضى، وأوقعت العشرات من الضحايا.
وفى تطور للمشهد الدموي، كشف مسئول محلى، عن ارتفاع ضحايا القصف الذي شنته ميليشيا الجنجويد على روضة أطفال ومستشفى كلوقي بولاية جنوب كردفان إلى 114 قتيلاً.
وقال المدير التنفيذي لمحلية كلوقي عصام الدين الننو، في تصريحات صحفية، إن عدد ضحايا المدينة ارتفع إلى 114 قتيلاً و71 جريحاً، مرجعا ارتفاع عدد القتلى إلى الإصابات الخطيرة التي تعرض لها بعض الجرحى، علاوة على تجنّب بعض الأسر إسعاف مصابيهم إلى المستشفى الذي تعرض أيضاً للقصف.
كردفان بؤرة الصراع
ونفّذت طائرة مسيّرة هجوماً على روضة أطفال أعقبته بهجوم ثانٍ عندما تجمع الأهالي لإسعاف الأطفال، قبل أن تلاحقهم في المستشفى الريفي بهجوم ثالث، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وتزداد حدة المعارك، والهجمات الدموية فى إقليم كردفان، الذى تحول لبؤرة الصراع الحالية، بعد سقوط مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور فى يد الدعم السريع نهاية أكتوبر المنصرم.
وفى هذا الصدد كشف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ليل الجمعة، عن تعرّض شاحنة ضمن قافلة إغاثية كانت في طريقها إلى مدينة طويلة بولاية شمال دارفور لهجوم في بلدة حمرة الشيخ بشمال كردفان.
تفاصيل الهجوم على قافلة برنامج الغذاء
وأوضح برنامج الغذاء العالمي أن الشاحنة التي تعرّضت للهجوم كانت ضمن قافلة مكوّنة من 39 شاحنة تحمل مساعدات غذائية حيوية لدعم الأسر التي فرت إلى منطقة طويلة، التى تضم آلاف من النازحين الهاربين من جحيم الحرب.
ولم يتهم البرنامج أي جهة بشن الهجوم، فيما تخضع حمرة الشيخ لسيطرة قوات الدعم السريع، وفقا لوسائل إعلام سودانية.
وأشار البيان إلى أن الهجوم على الشاحنة حدث، أثناء توقفها لإجراء إصلاحات ميكانيكية، حيث أدى استهدافها إلى تدمير مقصورة السائق وإصابته بجروح خطيرة استدعت نقله فورًا إلى المستشفى لتلقي العلاج، ودعا البرنامج إلى فتح تحقيق فوري ومستقل، ومحاسبة المسئولين.
وذكر أن الهجوم وقع بعد أن قطعت القافلة أكثر من نصف مسافة رحلتها البالغة 1000 كيلومتر، رغم حصولها على إذن من جميع أطراف النزاع لاستخدام هذا الطريق.
مسعد بولس يدين استهداف القوافل الإغاثية
ومن جهته أدان مسعد بولس مستشار الرئيس الأمريكي للشئون العربية والأفريقية، الهجوم الذي استهدف شاحنة إغاثية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في دارفور بواسطة طائرة مُسيّرة، بينما كانت الشاحنة تحمل مواد غذائية منقذة للحياة للنازحين الفارّين من العنف والمجاعة في الإقليم.
وقال بولس، في تغريدة على منصة إكس، السبت، إن هذا الهجوم هو السادس منذ بداية العام على مساعدات برنامج الأغذية العالمي داخل السودان، مؤكدا رفضه لاستخدام لجوع كسلاح فى الحرب.
وشدد المستشار الأمريكي على أن موظفي ومنشآت الإغاثة الإنسانية يجب ألا تكون هدفاً لأي اعتداء، داعياً طرفي النزاع في السودان إلى وقف الأعمال العدائية فوراً، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق لإنقاذ الأرواح في المناطق المنكوبة.