جاءت مبادرة إحلال مركبات التوك توك واستبدالها بسيارة "كيوت" المرخصة فى محافظة الجيزة، بهدف تحسين منظومة النقل الداخلى وتوفير وسيلة حضارية وآمنة للمواطنين، إلى جانب دعم سائقى التوك توك وتشجيعهم على التحول للبديل الجديد من خلال حوافز مالية وإجراءات ميسرة.
وخلال هذا التقرير، ننقل تجارب سائقين قرروا خوض التجربة بالفعل، وكيف انعكست عليهم ماديًا وخدميًا، كما نستعرض ردود المواطنين حول مدى تقبّلهم للمنظومة الجديدة وثقتهم فى "كيوت" كوسيلة نقل آمنة ومريحة.

السيارة كيوت بديلة التوكتوك
كفاءة أعلى وشكل حضارى
قال تامر عبد العزيز، قائد إحدى سيارات "كيوت"، إنه اشترى السيارة منذ قرابة شهر، مؤكدًا أن كفاءتها جيدة للغاية مقارنة بالتوك توك.
وأوضح أن السيارة تأتى بأربع أبواب، مزودة بأحزمة أمان أمامية، كما أن أبوابها مصنوعة من مادة الفايبر، وتحتوى على كشافات أمامية ومسّاحات تمامًا مثل السيارات التقليدية.
وأشار إلى أن "كيوت" تُطرح حاليًا كبديل للتوك توك، إلا أنها تتمتع بمواصفات السيارات من حيث الشكل والتجهيز، إذ تضم شنطة أمامية ورفًا علويًا يمكنه حمل الأوزان، بالإضافة إلى عجلات أكبر من عجلات التوك توك، إلى جانب وجود مراوح داخلية وسرعتين قيادة وإضافات داخلية متعددة، جعلتها مركبة حضارية متكاملة.

السيارة كيوت في شوارع الجيزة
وأوضح أن السيارة تعمل بالبنزين والغاز الطبيعى، ولا تختلف قيادتها عن قيادة السيارات الأخرى، بل تختلف عن التوك توك كليًا بنسبة 360 درجة، كما تم تزويدها بمسجّل صوت وسماعات، ومرايا خارجية ذات رؤية جيدة لمسافات بعيدة.
وتابع أن السيارة مزودة بمحرك بسعة 217 سى سى وقوة دفع عالية خاصة فى الطرق المرتفعة، وتتميز بثبات واضح على الطريق، أما السعة التخزينية لخزان الوقود فهي 10 لترات (8 لترات أساسى و2 احتياطى)، بينما تصل سعة خزان الغاز إلى 10 أمتار مكعبة.

المركبة البديلة للتوكتوك
وأضاف قائلاً: "عن تجربتى الشخصية، السيارة ممتازة ولم تواجهن أى مشكلات حتى الآن"، موضحًا أن المقعد الخلفى يتسع لثلاثة ركاب بوزن 70 كيلوجرامًا لكل منهم بشكل مريح.
وأكد أن "كيوت" مرخصة من إدارة المرور على عكس التوك توك الذى كان يقتصر ترخيصه على المجالس المحلية وبصورتها الورقية غير الرسمية، كما أن إجراءات الترخيص لم تستغرق وقتًا وكانت تكلفتها فى المتناول نظرًا لاحتسابها وفق قوة المحرك البالغة 217 سى سى، مضيفًا: "لا داعى لأن يقلق الناس، فهذه السيارة سيكون لها كيانا واضحا وانتشارا كبيرا مع مرور الوقت".

قائد سيارة كيوت في حي العجوزة
حوافز مالية تشجع على التغيير
وقال جمال أبو العلا، قائد سيارة "كيوت"، إنه كان يقود توك توك سابقًا، والآن أصبح سائق سيارة "كيوت"، مشيرًا إلى أن التجربة ممتازة، وأن السيارة قوية وتتحمل ظروف الشارع والأوزان مقارنة بالتوكتوك، مضيفًا أنها ستكون السيارة الرائجة فى السوق خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أنه بعد الاستبدال حصل على 10 آلاف جنيه كاش باك، موضحًا أن إجراءات الاستبدال تبدأ بالتوجه إلى الحى لتقديم طلب استبدال التوك توك بالسيارة "كيوت"، مرفقًا بالمستندات الخاصة بالتوك توك (الأوراق التى تثبت ملكيته)، وعندما يتم الموافقة على الطلب، يتوجه المتقدم إلى منفذ بيع السيارة لشرائها نقدًا أو بالتقسيط، ثم يقوم بترخيص السيارة فى الإدارة العامة للمرور وفقًا لخط سير محدد، ليحصل بعدها على 10 آلاف جنيه كاش باك و1000 جنيه مساهمة فى رسوم الترخيص.

وأكد أبو العلا، أنه قبل مبادرة الإحلال كان سعر السيارة 220 ألف جنيه، وبعد دخول المبادرة أصبح 202 ألف جنيه، ومع استرداد 11 ألف جنيه سيقف سعر السيارة على المشترى قائد التوك توك عند 191 ألف جنيه.
وأوضح أن من شروط المبادرة للحصول على سيارة "كيوت" أن يكون المتقدم مالكًا لتوك توك وأن يكون من مواليد المحافظة، مشيرًا إلى أن المبادرة توفر برامج تمويل ميسر للراغبين فى الحصول على السيارة الجديدة، للتسهيل على المواطنين وتخفيف الأعباء المالية عنهم، ويمكن للراغبين فى الحصول على السيارة الجديدة إدخال مركبات التوكتوك الخاصة بهم ضمن منظومة الإحلال والحصول على أعلى قيمة سوقية لها مع إمكانية سداد فروق الأسعار على أقساط شهرية ميسرة.
وأضاف أن السيارة عملية جدًا، فهى مزودة بخزان وقود سعة 40 لترا، أسطوانة غاز، وخزان بنزين سعة 9 لترات، بحيث يمكنهما معًا قطع مسافة تصل إلى 550 كيلو مترا، أى أن السيارة تعمل بالغاز والبنزين معًا، لافتًا أنه تم إدراج السيارة "كيوت" إلى تطبيقات شركات النقل الذكي.

ثقة أكبر لأنها مرخصة
قال محمد سعد، أحد أبناء مدينة البدرشين، إنهم التقوا بأوّل صاحب سيارة "كيوت" بالمدينة، وأرادوا دعمه وتشجيعه على خوض التجربة الجديدة.
وأضاف أن ترخيص السيارة يمنح أصحابها والمواطنين عنصر أمان وثقة أكبر مقارنة بأى مركبة أخرى غير مرخّصة، ما يبدد مخاوف البعض من كونها مركبة صغيرة أو "مقفولة" كما يروَّج لها.

ترخيص السيارة كيوت
وأشار إلى ضرورة تقديم الدولة مزيدًا من الامتيازات والتسهيلات لأصحاب هذه السيارات، سواء فى أسعار المركبات نفسها أو مصاريف الترخيص، حتى لا تشكل عبئًا ماليًا على السائقين، وبما يشجّع أصحاب التكاتك على التحوّل للنموذج الحضارى الجديد.
وأكد أن أى وسيلة نقل جديدة تواجه فى بدايتها شيئًا من الاستغراب أو التردد، مثلما حدث مع السيارات الصينية والتكاتك عند ظهورها لأول مرة، لكن مع الانتشار والتجربة سيزداد الإقبال على "كيوت".
وأشار إلى أن هذه السيارة تمثل المستقبل الحقيقى لمنظومة النقل الداخلى فى مصر، وقادرة على تغيير شكل التنقل بالمناطق الشعبية والريفية، وتقديم بديل حضارى يليق بالمواطنين.

منتج مصري يستحق التصدير
وقال محمد باسم، إن تجربة السيارة البديلة للتوك توك تُعد تجربة مميزة وناجحة، مشيرًا إلى أن التوك توك كان يتحرك فى الشوارع دون ضبط أو التزام، وقد يرتكب مخالفات دون إمكانية الاستدلال عليه بسهولة، بينما تأتى السيارة الجديدة آمنة ومرخصة من المرور، وبحجم صغير يتيح لها أداء نفس الدور الذي يقوم به التوك توك.
وأضاف أنه يتمنى تعميم هذه المنظومة، مع ضرورة مراعاة أصحاب التكاتك الحاليين، من خلال توفير آلية للاستبدال وتعويضهم بشكل عادل، حفاظًا على مصدر رزقهم وتشجيعًا لهم على الانتقال إلى المركبة الجديدة دون أعباء إضافية.

السيارة كيوت في الجيزة
وأكد أهمية ألا تكون مصاريف الترخيص مُرهقة لمن يعتمدون على هذه السيارة كمصدر دخل رئيسى، حتى تظل وسيلة مناسبة وواقعية لتحسين أوضاعهم الاقتصادية.
وأشار إلى أن الفكرة تمثل نموذجًا جديرًا بالدعم، خاصة أن السيارة صناعة مصرية، ويمكن تعزيز إنتاجها وفتح آفاق للتصدير إلى دول مثل تايلاند وماليزيا وإندونيسيا، التى تنتشر بها مركبات التوك توك بصورة كبيرة، لتصبح السيارة الجديدة مصدرًا للعملة الصعبة، مع التأكيد على ضرورة تغطية احتياجات السوق المحلى أولاً، وألا يأتى التصدير على حساب زيادة الأسعار أو تحميل المواطنين أعباء مالية تفوق طاقتهم.

مركبة جديدة بديلة للتوكتوك