تزايد الأزمات يهدد قيادة هيجسيث للبنتاجون.. تحقيق وزارة الدفاع يؤكد كشفه معلومات عسكرية حساسة فى فضيحة سيجنال.. أزمة قتل الناجين من ضربة قارب الكاريبى تهدد بقاءه.. وإحباط متصاعد بين الجمهوريين من أدائه

أصبح اسم وزير الدفاع/ الحرب الأمريكي بيت هيجسيث مرتبطاً بالأزمات والمشكلات المتكررة خلال الأشهر التي مضت منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض فى يناير الماضى.

فبعد مرحلة تدقيق صعبة خاضها هيجسيث، مذيع فوكس نيوز السابق، فى سبيل التصديق على توليه قيادة البنتاجون من قبل مجلس الشيوخ، أصبح الجدل المثار حوله سبباً فى التساؤل عما إذا كان من الممكن أن يكون أول مسئول تتم إقالته من قبل ترامب فى ولايته الثانية.

فلا يزال الجدال مستمرا حول ما إذا كان هيجسيث، أصدر أمراً بقتل كل من كان على متن قارب تم استهدافه فى ضربة أمريكية فى سبتمبر الماضى، فى إطار حملة ملاحقة تجار المخدرات فى البحر الكاريبى، فيما يمكن أن يشكل جريمة حرب، مما أدى إلى تزايد إحباط الجمهوريين من وزير الدفاع.

تزايد إحباط الجمهوريين من أداء البنتاجون

وقالت صحيفة واشنطن بوست إنه خلال إحاطة سرية للمشرعين فى مجلس النواب حول قتل مهربى المخدات المشتبه بهم حول أمريكا اللاتينية، بدا أن كبار الجمهوريين فى الغرفة محبطين.

فالبنتاجون الذى يواجه أسئلة بشأن الأساس القانوني الذى استند إليه فى مهاجمة قوارب مدينة لم يرسل محامين إلى الاجتماع، وهى خطة اعتبرها العديد من المشرعين الموجودين غير قابلة للتفسير. كما ان مسئولي وزارة الدفاع الذين حضروا بالفعل لم يستطيعوا تفسير استراتيجية وحجم المهمة، حتى لو كان الرئيس ترامب قد فكر صراحة فى توسيع الحملة لتشمل أهداف برية داخل فنزويلا.

وأدان النائب الجمهورى ماسك روجرز، رئيس لجنة الخدمات المسلحة فى مجلس النواب السرية، وقال إن الكونجرس كان يحصل على معلومات من البنتاجون أكثر خلال عهد بايدن، بحسب ما قال شخصان حاضران للإحاطة، رفضا الكشف عن هويتهما بسبب حساسية الأمر.

وتقول واشنطن بوست إنه منذ هذا الوقت، برز استياء المشرّعين الجمهوريين بشكل واضح. فقد شكك مشرّعون بارزون في ثقتهم بوزير الدفاع بيت هيجسيث، وشرعت اللجان التي يقودها الجمهوريون في حملة رقابية هي الأشد صرامةً حتى الآن خلال الأشهر العشرة المضطربة التي قضاها هيجسيث، مقدّم البرامج السابق في قناة فوكس نيوز في قيادة البنتاجون.

تحقيقات فى الكونجرس

في الأسبوع الماضي، فتحت لجان القوات المسلحة في مجلسي النواب والشيوخ تحقيقات منفصلة لتحديد ما إذا كان هيجسيث أو غيره من كبار مسؤولي وزارة الدفاع مسؤولين عن الأوامر التي أصدروها في عملية أسفرت عن مقتل 11 شخصًا، من بينهم اثنان نجيا من الضربة الصاروخية الأمريكية الأولى على قاربهما، ولقوا حتفهما في هجوم لاحق بينما كانا متشبثين بالحطام. وتساءل المشرعون وخبراء قانون الحرب عما إذا كان قد تم ارتكاب جريمة حرب.

وتذهب الصحيفة إلى القول بأن هذه الجهود الرقابية تبرز في وقت تجنب فيه الجمهوريون في الكونجرس إلى حد كبير انتقاد البنتاجون علناً، حتى فى ظل بعض التحركات الأكثر جرأة التي قام بها هيجسيث، ومنها إقالة كبار الضباط العسكريين والتحقيق غير المسبوق مع السيناتور الديمقراطى مارك كيلي، والتي أزعجت بعض المشرعين الجمهوريين، خاصة الذين دعموا ترشيح هيجسيث لقيادة البنتاجون فى ظل معارضة قوية من الديمقراطيين

ورغم أن بعض الجمهوريين أشاروا بقوة هذا الأسبوع إلى استمرار ثقتهم بقيادة هيجسيث، إلا أن العديد من أعضاء الكونجرس ومساعديهم الذين أجريت معهم مقابلات لإعداد هذا التقرير إن دعم الحزب الجمهوري للوزير وكبار مسؤولي البنتاجون قد تراجع. وجادل البعض بأن قدرة هيجسيث على قيادة الوزارة قد تضعف حتى لو برأه الكونجرس من أي مخالفات في تحقيقات حادثة اصطدام القارب.

تقرير أزمة سيجنال ينتقد هيجسيث

فى أزمة أخرى تسبب فيها هيجسيث، كشف تقرير هيئة الرقابة الداخلية في البنتاجون أن وزير الدفاع قد عرض معلومات عسكرية حساسة للخطر، وكان من الممكن أن يعرّض أفرادًا أمريكيين للخطر عندما شارك تفاصيل معينة حول العمليات العسكرية الأمريكية في اليمن في دردشة جماعية خاصة على منصة سيجنال في وقت سابق من هذا العام، وفقًا لما قاله مسؤول أمريكي وشخص مطلع على نتائج التقرير لقناة CBS New.

ونقلت القناة عن مصادرها أن التقرير وجد أن هيجسيث، مذيع فوكس نيوز السابق الذي أصبح وزير دفاع، قد انتهك سياسات وزارة الدفاع عندما استخدم جهازه الشخصي في مهام رسمية لنقل معلومات عسكرية أمريكية حساسة إلى كبار مسؤولي إدارة ترامب ورئيس تحرير مجلة ذا أتلانتيك، الذى تم ضمه للمجموعة عن طريق الخطأ، ولم يكتشف أحد وجوده.

وتم إرسال نسخة سرية من تقرير المفتش العام إلى الكونجرس يوم الثلاثاء. ومن المتوقع إصدار نسخة غير منقحة اليوم، الخميس.

ورغم ذلك، قال المتحدث باسم البنتاجون، شون بارنيل، فى بيان إن التحقيق بمثابة تبرئةٌ كاملةٌ للوزير هيجسيث، وتثبت ما كنا نعرفه منذ البداية، وهو عدم الكشف عن أي معلوماتٍ سرية حُلّت هذه المسألة، وتم إغلاق القضية.

كما وصف وزير الدفاع المراجعة بأنها تبرئةٌ كاملة، وكتب على منصة X يقول: «لا معلوماتٍ سرية. تبرئة كاملة. أُغلقت القضية. قصف الحوثيون اليمن حتى الاستسلام. شكرًا لكم على اهتمامكم بتقرير المفتش العام هذا».

ونقلت CBS News عن المصادر قولها إن تقرير المفتش العام أكد ما نشرته في يوليو، هو أن المعلومات الرئيسية التي نشرها هيجسيث في مجموعة دردشة سيجنال المشفرة مستمدة من رسالة بريد إلكتروني سرية تحمل علامة "سري//لا يكشف عنه". وذكرت سي بي إس نيوز أن المعلومات شاركها الجنرال مايكل "إريك" كوريلا، الذي كان آنذاك قائد القيادة المركزية الأمريكية، الوحدة القتالية الرئيسية التي تُشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأجزاء من جنوب آسيا.

ويعني تصنيف "سري" أن المعلومات سرية، وأن الكشف عنها دون رفع السرية عنها بشكل صحيح قد يُلحق ضررًا جسيمًا بالأمن القومي ويُعرّض سلامة أفراد الخدمة للخطر، وفقًا للحكومة الأمريكية.