تشهد مصر خلال السنوات الأخيرة واحدة من أسرع مراحل التطور والانتعاش فى قطاع السياحة، وهو تطور لم يأت من فراغ، بل كان ثمرة رؤية سياسية واضحة وتوجيهات مباشرة من الرئيس السيسى، الذى وضع السياحة فى مقدمة أولويات الدولة، باعتبارها أحد أهم مصادر الدخل القومى والقوة الناعمة لمصر. ويجمع مسؤولو وخبراء القطاع على أن ما تحقق من نمو ملحوظ رغم التحديات الإقليمية والاقتصادية لم يكن ليحدث لولا الإرادة السياسية الداعمة، والاستراتيجية الشاملة التى تبنتها الدولة بمختلف مؤسساتها.
فمنذ تولى الرئيس السيسى المسؤولية، بدأت الدولة فى إعادة بناء البنية التحتية اللازمة لنهوض حقيقى بالسياحة، انطلاقا من مبدأ أن المقصد السياحى الحديث لا يقوم فقط على الآثار والشواطئ، بل على جودة التجربة كاملة من مطارات، طرق، مدن جديدة، وأنماط سياحية متعددة، ولذلك شهدت مصر طفرة غير مسبوقة فى مشروعات البنية الأساسية، بداية من شبكة الطرق القومية التى ربطت بين المقاصد السياحية فى زمن قياسى، إلى إنشاء مدن ساحلية جديدة مثل العلمين والجلالة ورأس الحكمة، والتى أصبحت خلال وقت قصير مقاصد عالمية تستقطب ملايين الزوار سنويا.

وتشير البيانات الرسمية إلى أن الدولة استطاعت رغم الظروف الجيوسياسية الصعبة رفع أعداد السائحين إلى نحو 19 مليون سائح هذا العام، مع توقعات بأن يصل العدد إلى 30 مليون سائح قبل عام 2030، وهو هدف كان مخططا الوصول إليه فى 2031 قبل أن يتم تسريعه بفضل وتيرة النمو الحالية، هذا النمو يعكس قوة المقصد المصرى وقدرته على التعافى السريع، لكنه يعكس أيضا نجاح التوجه السياسى فى توفير بيئة داعمة للاستثمار السياحى، وزيادة الطاقة الفندقية، وتطوير المطارات ومقاعد الطيران، وهى عناصر حاسمة لاستقبال أعداد ضخمة من الزوار.
-تصوير-كريم-عبدالعزيز1-11-2025-(44).jpg)
كما تم استرداد 30 ألف قطعة أثرية من آثار مصر المنهوبة خلال السنوات العشر الماضية، وشهد عام 2025 استرداد 250 قطعة أثرية، إلى جانب تنفيذ ما بين 40 و50 مشروع ترميم وصيانة سنويا فى كل المحافظات، وهذا الاهتمام تُوّج بافتتاح مشروع المتحف المصرى الكبير، الأكبر فى العالم المخصص لحضارة واحدة، والذى أصبح بوابة جديدة للتسويق السياحى لمصر، ومحورا لخلق تجربة متكاملة تربط بين الأهرامات والمتحف والمنطقة المحيطة، يجمع الخبراء على أن المتحف سيمثل نقطة تحول جوهرية فى أعداد السياحة الوافدة وفى نوعية السائح؛ إذ تقدم مصر عبره منتجا فريدا يجمع بين التاريخ والتكنولوجيا والترفيه فى مساحة واحدة، مع تقديرات بأن يجذب المتحف والمنطقة المحيطة به ما بين 3 إلى 5 ملايين زائر سنويا.
ويؤكد خبراء السياحة، أن الدولة المصرية استطاعت، بتوجيهات الرئيس السيسى، إعادة هيكلة القطاع بشكل كامل من توسيع الطاقة الفندقية، إلى تطوير المقاصد السياحية التقليدية مثل شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان، ثم إطلاق مدن ومقاصد جديدة على البحرين الأحمر والمتوسط، إلى جانب تسهيل الترخيص للوحدات السياحية، وتعزيز مشاركة مصر فى البورصات الدولية الكبرى، وهو ما عزز الحضور المصرى عالميا وفتح أسواقا جديدة.
من جانبه؛ أكد حسام الشاعر، رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية، أن افتتاح المتحف المصرى الكبير يمثل حدثا عالميا واستثنائيا يفخر به كل مصرى، وكانت لحظة افتتاحه لحظة تاريخية تجسد عظمة الحضارة المصرية وتعيد وضع مصر فى صدارة خريطة السياحة العالمية.
وأشار إلى أن الأمن والاستقرار الذى أرساه الرئيس السيسى كان العامل الرئيسى فى زيادة أعداد السياح من نحو 15 إلى 18 مليون سائح سنويا، مؤكدا أن الرئيس وضع القطاع السياحى على طريق المنافسة العالمية، وأن مصر قادرة على تحقيق قفزات أكبر إذا ما تم التغلب على بعض العقبات الإدارية وتبسيط إجراءات الاستثمار وتشجيع المستثمرين.
