الحياة تدب فى الخرطوم من جديد.. انتهاء أعمال رفع المخلفات والمظاهر العسكرية من العاصمة السودانية.. إعادة تأهيل مطار الخرطوم وجاهزيته للتشغيل.. بدء عملية حصر المبانى المتضررة.. وحملة لإزالة التعديات على الأراضى

تحرص السلطات السودانية، على استعادة الحياة بشكل طبيعي فى العاصمة الخرطوم، وتجري الاستعدادات على قدم وساق لتهيئة العاصمة، لاستقبال العائدين بعد تحريرها على يد القوات المسلحة السودانية، وإفراغها من كل مخلفات الحرب والمظاهر العسكرية، بعد إنهاء وجود ميليشيا الدعم السريع بها.

ومن جهته أعلن الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة الانتقالي، ورئيس اللجنة العليا لتهيئة ولاية الخرطوم، أن اللجنة أنهت أعمالها المتعلقة بإزالة المظاهر العسكرية ومخلفات الحرب من العاصمة، وأشار إلى أن الخرطوم أصبحت خالية من المقار العسكرية والآليات المدمرة، مشددا على ضرورة ضبط الوجود الأجنبي وإزالة الألغام والسكن العشوائي دون استثناءات.

إزالة مخلفات الحرب فى الخرطوم

وأوضح جابر، أن اللجنة تمكنت من نقل مقار القوات المقاتلة خارج الولاية، وإزالة نحو 6470 آلية عسكرية مدمرة، إلى جانب نقل مقار الوزارات من وسط الخرطوم، وتعزيز الرقابة الأمنية عبر 13 معبراً أمنياً على حدود الولاية، ونشر ارتكازات داخلية وربط شبكي لكاميرات المراقبة، وفقا لصحيفة المشهد السوداني.

وأكد جابر، أن اللجنة قامت برفع الأطنان من الأنقاض وجمع الجثث من داخل الأحياء ونقلها إلى المقابر، مشيرا إلى أن مطار الخرطوم الدولي أصبح جاهزاً للتشغيل بعد إعادة تأهيل المدرج وقاعات المغادرة والوصول، رغم تدمير 18 طائرة خلال الحرب.

وكشف جابر أن ميليشيا الدعم السريع، ألحقت دمارا واسعا بالبنية التحتية وهو ما ترك تأثيرا سلبيا على الخدمات، حيث تم تدمير 14,750 محول كهرباء إلى جانب الكوابل، إضافة إلى تضرر 13 محطة مياه نيلية من أصل 14 ومئات الآبار، وأكد أن اللجنة نجحت في إعادة تشغيل محطات المياه والآبار الجوفية، وإيصال الكهرباء إلى العديد من المناطق المتأثرة، مع إعطاء الأولوية للمستشفيات ومحطات المياه.

الأولوية للشركات المصرية فى إعادة الإعمار

ومن جهة أخرى، ركزت وسائل الإعلام السودانية، على انعقاد اجتماعات اللجنة التجارية والصناعية المشتركة بين مصر والسودان برئاسة وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري المهندس حسن الخطيب ووزيرة الصناعة والتجارة السودانية محاسن علي يعقوب.

الاجتماعات خرجت بتوافقات مهمة أبرزها منح الشركات المصرية الأولوية في مشروعات إعادة إعمار السودان، إلى جانب توحيد المواصفات الفنية للسلع واعتماد شهادات المطابقة، كما تمت مناقشة زيادة الشاحنات والحافلات العابرة للمعابر الحدودية وإنشاء مناطق لوجستية، إضافة إلى تحديث مذكرة التفاهم بين البنكين المركزيين المصري والسوداني لتشمل الحوكمة والشمول المالي ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

وأكد الجانبان، أن هذه الإجراءات ستسهم في رفع معدلات التجارة بين البلدين وتعزيز التعاون الاقتصادي، مع الاتفاق على عقد الدورة المقبلة للجنة في الخرطوم خلال النصف الأول من عام 2027.

بدء حصر المباني المتضررة من الحرب

ومن جهة أخري، شرعت وزارة التخطيط العمراني بولاية الخرطوم في تنفيذ عملية حصر ميداني للمباني المتضررة من الحرب بمنطقة السوق العربي وسط العاصمة، وذلك ضمن مشروع إنشاء قاعدة بيانات شاملة للمباني المتأثرة بالعمليات العسكرية التى كانت الخرطوم مسرحا لها قبل تحريرها.

وتأتي هذه العملية امتداداً لجهود سابقة بدأت في عدد من المناطق الأخرى، بهدف إعداد سجل متكامل يحدد حجم الأضرار ويوفر معلومات دقيقة تساعد في وضع خطط إعادة الإعمار والتنظيم العمراني.

ومن المتوقع أن يسهم المشروع في رسم صورة أوضح عن حجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية في الخرطوم، بما يمكّن السلطات من تحديد الأولويات في إعادة البناء وتوجيه الموارد نحو المناطق الأكثر تضرراً.

إزالة التعديات على الأراضى بولاية الخرطوم

كما واصل جهاز حماية الأراضي وإزالة المخالفات بولاية الخرطوم، حملة إزالة التعديات في الحارة 26 الصافية بمحلية أمبدة لليوم الثالث على التوالي، حيث تم تنفيذ إزالة شملت 1134 تعدياً.

وشملت الحملة إزالة مبانٍ عشوائية، وذلك بمشاركة القوات النظامية والنيابة العامة، وفقاً لما أكده إعلام الولاية.

وتتواصل جهود السلطات لإعادة تنظيم الأراضي ومنع التعديات العشوائية التي تؤثر على التخطيط العمراني والخدمات العامة، وسط تأكيدات باستمرار الحملات في مناطق أخرى خلال الفترة المقبلة.