كيف ولماذا يواجه القمر الأرض بوجه واحد فقط بالرغم من أن القمر يدور حول نفسه كل شهر اقتراني، وهل هذه الظاهرة موجودة فقط في قمر الأرض أم لها مثيل في أقمار الكواكب الأخري ؟ .. سؤال أجاب عنه الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية في تقرير له ضمن نشراته الفلكية التي يطلقها تحت عنوان "مع أسئلة الناس والفلك" .
وللإجابة عن هذا السؤال كشف الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك، أن السبب الذي يجعل القمر دائما مواجها للأرض هو الإرتباط الجذبي بينهما، فجاذبية الأرض تبطيء من سرعة دوران القمر تدريجيا، وبمرور ملايين السنين، أصبح القمر يدور حول نفسه في نفس الوقت الذي يدور فيه حول الأرض، وهو ما نسميه الدوران المتزامن، ولهذا نرى وجها واحدا فقط للقمر .
أقمار الكواكب الأخرى
وأضاف أستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أن هذا الوضع ينطبق على معظم الأقمار الكبيرة لكواكب المجموعة الشمسية، مثل أقمار المشتري (جانيميد، كاليستو، أوروبا، وغيرها) وأقمار زحل وأورانوس الكبيرة أيضا، وكذلك قمر نبتون (تريتون)، كلها مقيدة جذبيا بكواكبها التي تدور حولها حيث يحدث التباطؤ أولا عبر الزمن الطويل ومن ثم التزامن، أما الأقمار الصغيرة والبعيدة عن كواكبها فهي تدور بحرية وبسرعات مختلفة وغير مقيدة جذبيا بكواكبها..
ولفت إلى أن الشهر الاقتراني (29.5 يوم) وهو يساوي الفترة بين بدرين متتاليين، يعتمد على موضع الأرض بالنسبة للشمس إذ تتحرك الأرض في مدارها حول الشمس أثناء تحرك القمر في مداره حول الأرض، مضيفاً : أما دوران القمر حول نفسه فهو يعتمد فقط على مداره حول الأرض ولا يتأثر بموقع الشمس.. لذلك لا نحتاج إلى تطابق الشهر الاقتراني بدقة في هذه الحالة، فالتزامن القمري مرتبط فقط بدورته المدارية حول الأرض وليس بطول الشهر الاقتراني.
الظواهر الفلكية وخطورتها علي العين
أما بخصوص الأخطار الناجمة عن الظواهر الفلكية فكشف التقرير أن معظم الظواهر الفلكية تحدث ليلا أثناء غياب الشمس ، وجميع هذه الظواهر تُرى بالعين المجردة أو النظارات المعظمة أو التلسكوبات الصغيرة بشرط صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء .
وأكد أن جميعها ليس لها أي أضرار على العين باستثناء الظواهر المتعلقة بالشمس ومنها كسوف الشمس وعبور كوكبي عطارد والزهرة أمام قرص الشمس، وهي تحدث نهارا والنظر إليها أو التحديق فيها بالعين المجردة يضر العين كثيرا.
وتابع : أما باقي الظواهر الفلكية فليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض ، بل هي ممتعة للغاية وتأخذ الإنسان إلى آفاق رحبة بعيدا عن هموم الأرض، ويحبها الكثير من الناس ويترقبها هواة الفلك والمهتمين لمشاهدتها ومتابعتها وتصويرها.
التخصص في علم الفلك
ورداً على أسئلة البعض حولا التخصص في الفلك وهل هناك تخصصات في الظواهر الفلكية، قال أستاذ الفلك بمعهد الفلك أنه لم يحصل أحد على درجة الدكتوراه في علوم الظواهر الفلكية، ولا يوجد تخصص بهذا الاسم ولكن بعيدا عن تفاصيل التخصصات الدقيقة للفلكية، التي قد تكون معقدة للغاية بالنسبة للظواهر الفلكية وتتطلب أرصاد خاصة جدا لأجرام سماوية في أعماق الكون لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة ولا بالتلسكوبات العادية بل بالتلسكوبات الكبيرة فقط والفضائية كذلك .
وأشار إلي أن ما يقوم به علماء الفلك وأساتذته في شرح الظواهر الفلكية بشكل عام يقدم على هامش تخصصاتهم الدقيقة من باب تبسيط العلوم وخدمة المجتمع، وهو واجب نحو المجتمع كجهة اختصاص، وواجب أيضا كأعضاء في مكتبي التعليم والتوعية الفلكية والتواصل مع المجتمع التابع للاتحاد الدولي الفلكي.