رحلت الممثلة والمغنية وأيقونة الموضة الفرنسية بريجيت باردو، أمس، عن عالمناً عن عمر يناهز الـ 91 عاماً، وهي النجمة التي اعتزلت التمثيل وأصبحت مثيرة للجدل بسبب توجهاتها السياسية اليمينية في سنواتها الأخيرة.
ووفقاً لتقرير جديد نشرته صحيفة فاريتي، فإن النجمة العالمية التي رحلت في منزلها بجنوب فرنسا، لم تعلن عائلاتها او اصدقائها عن أي تفاصيل خاصة بموعد الدفن والجنازة او مراسم التأبين، او حتي الأعلان عن سبب الوفاة بعد ترددها خلال الفترة الأخيرة على المستشفى لتلقي العلاج.
وفي خمسينيات القرن الماضي، أشعلت باردو موجة عالمية من الأفلام الأوروبية الجريئة ذات الطابع المثير للجدل، والتي غالبًا ما أخرجها زوجها الأول، روجر فاديم، مثل فيلم " And God Created Woman"، ورغم أن فترة تألق بريجيت باردو كنجمة سينمائية جماهيرية كانت قصيرة نسبيًا، واعتزلت التمثيل في أوائل السبعينيات، إلا أن تأثيرها كان واسع النطاق، فقد جعلت من الفتيات الفرنسيات الشقروات، رمزًا أساسيًا في السينما، وخاصة في الأفلام الأمريكية، على عكس الشقراوات الأكثر نضجًا وأنوثة مثل مارلين مونرو.
أيقونة عالمية وتحرر المرأة في السينما
وتعد "بريجيت باردو" المعروفة أيضا بأحرف اسمها الأولى "بي بي" الأشهر في تاريخ السينما على مستوى العالم، فقد جسدت تحرر المرأة والحرية في السينما الفرنسية من خمسينيات إلى سبعينيات القرن الماضي، قبل أن تصبح رائدة في مكافحة اساءة معاملة الحيوان.
مسيرة فنية حافلة بالأعمال الخالدة
كانت النجمة "بريجيت باردو" ممثلة متميزة تجمع بين الصفات الحسية والدرامية، فقد لعبت دور البطولة في أكثر من 40 فيلما بين عامي 1951 و1973، أصبح بعضها أفلاما كلاسيكية ومن أشهر أفلامها "وخلق الله المرأة" عام 1956، فمنذ ذلك الفيلم ظهرت بريجيت باردو بإسلوبها المرح كي تأسر قلوب المعجبين في كافة أنحاء العالم.
شهرة دولية وتعاون مع كبار المخرجين
وعملت بريجيت باردو مع العديد من المخرجين الكبار، حيث لعبت أدوارا تتميز بالأناقة والحسية، وسرعان ما اكتسبت شهرة دولية، فمن خلال 45 فيلما وأكثر من 70 أغنية في مسيرتها المهنية الحافلة كانت "بريجيت باردو" واحدة من أشهر الفنانات الفرنسيات في العالم، فمنذ فيلم "وخلق الله المرأة" سطع نجمها، وحتى فيلم "الازدراء" عام 1963، كانت بريجيت باردو لمدة خمسة عشر عاما تقريبا أشهر ممثلة في العالم، ودائما ما كانت تجذب عدسات المصورين، وذلك قبل أن تعتزل في أوائل السبعينيات وتكرس حياتها للدفاع عن حقوق الحيوان بعد مسيرة حافلة بالنجاحات.
البدايات الفنية والانطلاقة السينمائية
وعن بداية مسيرتها الفنية، كانت بريجيت باردو التي وُلدت عام 1934، وتلقت تعليما صارما، اتجهت في البداية إلى الرقص الكلاسيكي وبعد ظهورها على غلاف مجلة "إيل" (Elle) لفتت انتباه المخرج مارك أليجري، ووقعت في غرام مساعده روجر فاديم وبفضلهما، بدأت مسيرتها السينمائية عام 1952، وهي في الثامنة عشرة من عمرها.
أفلام صنعت الأسطورة
وشاركت بريجيت باردو في العديد من الأدوار الثانوية مثل فيلم "المناورات الكبرى" للمخرج رينيه كلير، لكن تغيّرت حياتها جذريا عندما حصلت على دور البطولة في فيلم "وخلق الله المرأة" للمخرج روجر فاديم، وهو فيلم أثار جدلا كبيرا عام 1956، وجلب لها شهرة عالمية مفاجئة، ثم توالت نجاحاتها مع أفلام مثل "امرأة باريسية"، و"بابيت تذهب إلى الحرب" لكن فيلم "الحقيقة" لهنري-جورج كلوزو عام 1960، جذب ستة ملايين مشاهد إلى دور العرض، و اعتبرت بريجيت باردو هذا الفيلم الذي كان تصويره شاقا للغاية بالنسبة لها، أفضل أفلام مسيرتها الفنية. وقالت لمجلة "Vogue": "أظهر كلوزو موهبة سينمائية استثنائية بداخلي" وهو بالفعل فيلم رسخ مكانتها كأيقونة سينمائية فرنسية، ورغم نجاحها، ظلت بريجيت باردو تُشكك في قدراتها باستمرار. إذ أنصتت للانتقادات التي وُجهت إليها بأنها ممثلة سيئة، وسعت، منذ ستينيات القرن الماضي، إلى قبول أكثر العروض جرأة.