يعد الحيد المرجانى العظيم من أهم وأندر النظم البيئية البحرية على مستوى العالم، حيث تعتبر المحمية رقم (31) ضمن شبكة المحميات الطبيعية المصرية، وتمثل ثروة بيئية لا تقدر بثمن لمصر والإنسانية جمعاء.
قدرة استثنائية امام التغيرات المناخية
من جانبه قال الدكتور أحمد غلاب مدير محميات البحر الأحمر، إن الشعاب المرجانية بالمحمية أظهرت قدرة استثنائية على الصمود أمام التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، مقارنة بالعديد من الشعاب المرجانية في مناطق أخرى حول العالم، ما يجعلها نموذجًا عالميًا فريدًا لدراسة مرونة النظم البيئية البحرية في مواجهة التغير المناخي.
امتداد جغرافي واسع وحدائق مرجانية تحيط بـ44 جزيرة
وأوضح مدير محميات البحر الأحمر، أن الحيد المرجاني العظيم يمتد على طول الساحل المصري للبحر الأحمر، ويشمل منظومة متكاملة من الحدائق المرجانية التي تحيط بنحو 44 جزيرة، ما يمنحه تنوعًا بيئيًا فريدًا وقدرة طبيعية على دعم آلاف الكائنات البحرية.
وأضاف أن هذا الامتداد الجغرافي الواسع يجعل من المحمية خط دفاع طبيعي لحماية الشواطئ المصرية من التآكل الناتج عن الأمواج، فضلًا عن دورها الحيوي في الحفاظ على استقرار النظم الساحلية.
أكثر من 200 نوع مرجان و1200 نوع من الأسماك
وأكد الدكتور أحمد غلاب، أن المحمية تضم أكثر من 200 نوع من الشعاب المرجانية، إلى جانب ما يزيد على 1200 نوع من الأسماك، وهو ما يعكس ثراءً بيولوجيًا استثنائيًا يضع الحيد المرجاني العظيم في مصاف أهم المواقع البحرية عالميًا.
وأوضح أن الدراسات العلمية أثبتت أن الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر تعد من أكثر الشعاب مقاومة لارتفاع درجات الحرارة، حيث يمكنها تحمل زيادات تصل إلى 6 درجات مئوية فوق المعدل الطبيعي دون التعرض لظاهرة الابيضاض الكامل التي تهدد الشعاب في مناطق أخرى.
حماية السواحل واستثمارات بمليارات الدولارات
ولفت مدير محميات البحر الأحمر، إلى أن الشعاب المرجانية لا تقتصر أهميتها على الجانب البيئي فقط، بل تمتد إلى البعد الاقتصادي، إذ توفر حماية طبيعية للسواحل من التآكل، وتُقدّر قيمتها الاقتصادية في حماية الاستثمارات الساحلية بمليارات الدولارات سنويًا.
وأضاف أن هذه الشعاب تمثل عنصرًا أساسيًا في استدامة المشروعات السياحية والساحلية، وتسهم بشكل مباشر في الحفاظ على البنية التحتية الساحلية.
السياحة البحرية تعتمد على الشعاب المرجانية
وأوضح غلاب، أن نحو 85% من عائدات السياحة البحرية في البحر الأحمر تعتمد بشكل مباشر على الشعاب المرجانية، مشيرًا إلى أن السياحة البحرية تشكل أكثر من نصف السعة الفندقية القائمة في بعض المناطق، ما يؤكد أن حماية الحيد المرجاني العظيم هي حماية مباشرة لقطاع سياحي حيوي يوفر آلاف فرص العمل.
تنوع حيوي فريد يجذب العالم
ويضم الحيد المرجاني العظيم تنوعًا حيويًا لافتًا، لا يقتصر على الشعاب الملونة فقط، بل يشمل أنواعًا متعددة من الأسماك، والسلاحف البحرية، والقروش، إلى جانب الثدييات البحرية مثل الدلافين وعروس البحر، ما يجعله وجهة مفضلة للغواصين والباحثين من مختلف دول العالم.
خطوة استراتيجية لمستقبل مستدام
وأكد الدكتور أحمد غلاب، أن إعلان الحيد المرجاني العظيم كمحمية طبيعية بحرية يُعد خطوة استراتيجية تعزز دور مصر في حماية التنوع البيولوجي، ودعم الاقتصاد الأزرق والسياحة البيئية، وضمان استدامة الموارد البحرية للأجيال القادمة.
وأضاف أن هذه الخطوة تسهم أيضًا في دعم الأبحاث العلمية العالمية المعنية بدراسة قدرة الشعاب المرجانية على التكيف مع التغيرات المناخية، وترسخ مكانة مصر كدولة رائدة في مجال حماية البيئة البحرية.
.jpeg)
الحيد المرجانى العظيم بالبحر الأحمر
.jpeg)
الحيد المرجانى العظيم
.jpeg)
الحيد المرجانى