أكد اللواء حابس الشروف، مدير معهد فلسطين للأمن القومي، أن الدولة المصرية شكلت حائط صد منيع أمام تصفية القضية الفلسطينية منذ اندلاع العدوان في السابع من أكتوبر، مشدداً على أن القاهرة نجحت في إفشال مخططات التهجير القسري لسكان قطاع غزة، انطلاقاً من ثوابتها الراسخة واعتبارها القضية الفلسطينية جزءاً لا يتجزأ من أمنها القومي.
مصر تحبط مخطط التهجير
أوضح "الشروف" خلال مداخلة هاتفية بقناة اكسترا نيوز، أن القيادة المصرية تدرك تماماً المخاطر الكارثية لعدم الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة التهدئة المقترحة أمريكياً، مشيراً إلى أن تعثر هذا المسار يعني تكريس تقسيم قطاع غزة، واستمرار الاحتلال الإسرائيلي، وانتشار الفوضى العارمة، ما يمهد الطريق مجدداً لسيناريوهات التهجير القسري تحت وطأة الضغط العسكري والإنساني.
زيارة نتنياهو لواشنطن
وحول زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، وصف المسؤول الفلسطيني هذه التحركات بأنها لعبة لكسب الوقت وخلط الأوراق، وأشار إلى أن نتنياهو يحمل في جعبته ملفات متشابكة تشمل أزماته الداخلية الشخصية، والوضع في الضفة الغربية وغزة، والتصعيد مع إيران وحزب الله، بهدف التهرب من الاستحقاقات السياسية.
تضليل الادارة الامريكية
وأضاف "الشروف" أن الإدارة الأمريكية، تحت وطأة الضغط العربي والموقف المصري الموحد، تبدو معنية بالانتقال للمرحلة الثانية التي تتضمن انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من القطاع وإطلاق عملية إعادة الإعمار، وهو ما يعارضه نتنياهو بشدة، حيث يلجأ للمماطلة واختلاق الذرائع لعرقلة أي مسار يؤدي إلى حل الدولتين أو إنهاء الاحتلال.
واختتم مدير معهد فلسطين للأمن القومي حديثه بالتأكيد على أن الموقف المصري لم يتبدل، بل يزداد صلابة في دعم الحقوق الفلسطينية والسعي لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، في مواجهة السياسات الإسرائيلية الهادفة لتضييع الوقت وتدمير مقومات الدولة الفلسطينية.