رئيس الكنيسة الأسقفية فى حوار لليوم السابع: رسالة الميلاد دعوة للبحث عن الله.. ويؤكد: نتمتع بالاستقلالية عن تعاليم الكنائس الغربية ونلتزم بالتقليد الكنسى فى مصر منذ 2000 عام ولا توجد رسامة كهنوتية للمرأة

الخميس، 25 ديسمبر 2025 09:00 م
رئيس الكنيسة الأسقفية فى حوار لليوم السابع: رسالة الميلاد دعوة للبحث عن الله.. ويؤكد: نتمتع بالاستقلالية عن تعاليم الكنائس الغربية ونلتزم بالتقليد الكنسى فى مصر منذ 2000 عام ولا توجد رسامة كهنوتية للمرأة

كتب: محمد الأحمدى تصوير: كريم عبدالعزيز و محمد شيتوس ومحمد القط

ويؤكد: نتمتع بالاستقلالية عن تعاليم الكنائس الغربية ونلتزم بالتقليد الكنسى فى مصر منذ 2000 عام ولا توجد رسامة كهنوتية للمرأة

وعن خدمة اللاجئين بالكنيسة أوضح: جزء من هوية بلادنا والمسيح كان لاجئاً فى مصر

ويؤكد: الذكاء الاصطناعى لا يلغى الإنسان

ويوضح: التكنولوجيا جعلت البشر يشعرون بالانقطاع عن العالم عند انقطاع الواى فاى

ويرؤى أصعب المواقف الإنسانية خلال خدمته مطران حتى الأن وأمنياته فى 2026 للكنيسة والمجتمع

فى مصر، لا يمرّ عيد الميلاد المجيد كحدث دينى عابر، بل يتحول إلى حالة وطنية جامعة، تتجسد فيها معانى المحبة والإخاء والسلام بين أبناء الشعب المصري كافة. فالمصريون، مسلمين ومسيحيين، يعيشون هذه الأيام أجواء فرح صادقة، تتلاقى فيها القلوب قبل الطقوس، وتتقدم فيها قيم العيش المشترك على أى  اختلاف.

وقبل احتفال الكنيسة الأسقفية بعيد الميلاد المجيد يوم 25 ديسمبر 2025، كان للمطران سامى فوزى، رئيس الكنيسة الأسقفية في مصر، أحد ومن أبرز القيادات الدينية التي جمعت في مسيرتها بين العمل الرعوي، والانخراط المجتمعى، والحضور الوطنى والإنسانى، زيارة لليوم السابع حيث زار صالة تحرير الموقع والجريدة الورقية وأثنى على الجهد المبذول من قبل الزملاء الصحفيين فى متابعة الأخبار وتغطية الأحداث الكبرى.

وتحدث المطران سامى فوزى خلال حواره مع اليوم السابع عن رؤيته للعيد ورسائله الروحية، ودور الكنيسة فى المجتمع، وخدمة اللاجئين، والعلاقات الإسلامية المسيحية، والذكاء الاصطناعي، والمرأة، والشباب، والوطن، في حديث يتسم بالهدوء والعمق والصدق.

فى البداية.. كيف كانت انطباعاتكم عن زيارة "اليوم السابع" وجولة صالة التحرير ؟

الحقيقة كانت زيارة مفرحة جدًا شاهدت نموذجًا جديدًا للصحافة يختلف كثيرًا عن النماذج التقليدية التي اعتدنا عليها وهناك تواصل مباشر بين الصحفيين، ووصول سريع إلى ملايين القرّاء، وتحديث مستمر للمعلومات والبيانات. كما أن الاستقبال الطيب من رؤساء التحرير ومديري الأخبار كان أمرًا أسعدني كثيرًا.

مع اقتراب عام 2026، ما أبرز أمنياتكم على المستوى الشخصى والكنسى ؟

مع بداية كل عام، تكون لدينا أمنيات وتمنيات جديدة، وأمنياتي هي في الحقيقة أمنيات كل المصريين: أن نعيش في سلام، وأن تنعم بلادنا بالإزدهار والرخاء، وأن تحمل السنة الجديدة أخبارًا سارة لكل المصريين.

وأما على مستوى الكنيسة، فنحن نؤمن أن للكنيسة دورًا فاعلًا في المجتمع، ورؤيتنا أن نكون كنيسة حية ومؤثرة من خلال الخدمات الاجتماعية، والعمل الطبي، والتعليمي، وخدمة اللاجئين، والعمل الإعلامى، وأتمنى في العام الجديد أن تتطور خدماتنا أكثر، وأن نخدم المجتمع بشكل أفضل روحيًا ومجتمعيًا داخل وطننا الذى نحبه جميعًا.

_DSC2434
 المطران سامى فوزى 

كيف تنظرون إلى الذكاء الاصطناعى ودوره فى العمل الكنسى والرعوى ؟

الذكاء الاصطناعى يمثل ثورة جديدة تشبه ثورة الطباعة فى القرن السادس عشر أو ثورة تكنولوجيا المعلومات، نحن على أعتاب تغيير كبير جدًا، وهذه التكنولوجيا أداة، إما أن نُحسن استخدامها فتكون بركة كبيرة، أو نسىء استخدامها فتتحول إلى اعتماد سلبى.

وفى الكنيسة نحاول تعليم الناس كيفية الاستفادة منه لإنجاز الأعمال بشكل أفضل وتوفير الوقت، لكن هذا لا يُلغى دور الإنسان، خاصة في الأمور الرعوية والدينية التي تحتاج دائمًا إلى لقاء مباشر ومشورة شخصية، ويمكن للخادم أن يستخدم الذكاء الاصطناعى فى البحث، لكن فى النهاية عليه أن يدرس ويحكم بنفسه، لأن بعض المعلومات قد تكون غير دقيقة أو غير متوافقة مع التعليم الصحيح.

_DSC2450
 حوار المطران سامى فوزى 

 

إلى أى مدى تستخدمون وسائل التواصل الاجتماعى؟

حياتنا اليوم أصبحت مرتبطة بالإنترنت بشكل كبير، وإذا انقطع اتصال الواى فاى عن شخص يشعر الإنسان وكأنه انفصل عن العالم، وعلى سبيل المثال، استطعت إعداد بطاقة تهنئة بالعيد وإرسالها خلال ثوانٍ إلى أكثر من 500 شخص عبر تطبيق "واتساب" من خلال مجموعة تضم رؤساء أساقفة من مختلف دول العالم.

والواتساب وسيلة فعالة جدًا، والفيسبوك وسيلة تواصل أيضًا لكنه أقل خصوصية من واتس أب، ولذلك أحاول تقليل استخدامه، أما تويتر لا أستخدمه، و"تيك توك" أراه أقرب للشباب، أما يوتيوب فهو أداة تعليمية ممتازة تتيح الاستماع إلى آراء متعددة وتكوين رؤية أوسع.

دار جدل واسع مؤخرا حول دور المرأة فى الكنيسة.. كيف تنظر الكنيسة الأسقفية إلى هذا الملف؟

المرأة جزء أساسى من المجتمع والكنيسة، وتمثل نحو 50% من المجتمع، ولها دور كبير فى الخدمة، خاصة فى المجالات الاجتماعية والتنموية، لقدرتها الكبيرة على التواصل مع احتياجات الناس.

ولا توجد رسامة كهنوتية للمرأة فى الكنيسة الأسقفية فى مصر، لكن هذا لا يقلل من دورها، فهي تقوم بأدوار رعوية وخدمية مهمة جدًا.

2
 الزميل محمد الأحمدى 

ولماذا تختلف الكنيسة الأسقفية فى مصر عن كنائس أخرى تسمح برسامة المرأة ؟

بعض الكنائس الأسقفية فى دول أخرى بدأت رسامة المرأة منذ عام 1992، لكن كل أبروشية لها استقلاليتها، نحن فى مصر نلتزم بتعاليم الكتاب المقدس والتقليد الكنسى الممتد لأكثر من ألفى عام، ولذلك لا توجد رسامة كهنوتية للمرأة، وهذا يعكس إلتزامنا بهويتنا الكنسية والمصرية.

كيف تغرس الكنيسة روح الانتماء وحب الوطن لدى الشباب ؟

نحن كمصريين نحب وطننا بطبيعتنا ونفتخر به، وعندما كنت أدرس في إنجلترا، كان مجرد ذكر اسم الإسكندرية يخلق حالة من التقدير الكبير، فمصر لها مكانة عظيمة في التاريخ واللاهوت، من مجمع نيقية والقديس أثناسيوس، إلى كونها أقدم حضارة في العالم، ولسنا بحاجة إلى زرع حب مصر، لأنه موجود بالفعل، لكننا نحتاج إلى قراءة تاريخنا والتعمق فيه والافتخار بهويتنا المصرية.

خدمة اللاجئين تُعد من أبرز أدوار الكنيسة الأسقفية.. كيف بدأت وتطورت؟

خدمة اللاجئين في مصر قديمة، تعود إلى زمن السيد المسيح نفسه الذي كان لاجئًا في مصر. ومصر كانت دائمًا بوتقة حضارات. الخدمة بدأت في الثمانينيات مع اللاجئين السودانيين، ثم تطورت مع تزايد الأزمات حولنا.

ورغم أن الكنيسة ليست كبيرة من حيث الحجم، فإننا نحاول تقديم خدمة متميزة من خلال ثلاثة قطاعات: مكتب التوظيف لمساعدة اللاجئين على إيجاد فرص عمل، ومكتب الرعاية الصحية الذي يقدم خدمات طبية أساسية، ومكتب المساعدات الإنسانية لتوفير الاحتياجات الأساسية.

لا نستطيع أن نساعد الجميع طوال الوقت، لكننا نعمل على قدر الإمكانيات المتاحة.

_DSC2463
 المطران سامى  فوزى خلال اللقاء 

ما أصعب موقف إنسانى مرّ عليكم منذ رسامتكم مطرانًا ؟

من أصعب المواقف كان تجمع نحو 3 آلاف لاجئ أمام الكنيسة فى الخامسة صباحًا، بعد انتشار خبر غير دقيق عن توزيع مساعدات كبيرة، فالناس باتت فى الشارع طوال الليل، وحدث ضغط واحتكاك شديد.

وكان موقفًا صعبًا، لكنه كشف حجم الاحتياج الحقيقي، وأدركت أن من يبيت في الشارع ينتظر المساعدة لا بد أن يكون في ضيق شديد، رغم أن المساعدات التي نقدمها بسيطة.

ما أبرز رسائل عيد الميلاد المجيد هذا العام ؟

رسالة العيد هذا العام تتمحور حول زيارة المجوس للمزود، فالمجوس توقعوا أن يجدوا الملك فى قصر، لكنهم وجدوه فى مزود بسيط، والرسالة هى أن توقعاتنا الكبيرة قد تُبعدنا أحيانًا عن الواقع، لكن السؤال: هل نستطيع أن نجد الله فى كل ظروف حياتنا، حتى عندما يختلف الواقع عن توقعاتنا فاللقاء الحقيقى مع الله يجب أن يغير اتجاه حياتنا، كما غيّر المجوس طريق عودتهم.

أخيرًا.. ما رسالتكم للمصريين مع دخول عام 2026؟

أتمنى أن تكون سنة 2026 سنة رخاء واستقرار، وأن تنتقل فيها مصر إلى أوضاع اقتصادية أفضل، ونشكر الله على السلام الموجود، ونصلي من أجل استمرار السلام والاستقرار مع مزيد من الخير لشعب مصر كله.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة