محلل سياسى لـ إكسترا نيوز: إسرائيل تسابق الزمن لتقويض الدولة الفلسطينية

أكد الدكتور طلال أبو ركبة، المحلل السياسي الفلسطيني، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تواصل سياساتها الممنهجة لتقويض أي فرصة لولادة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة جغرافياً بين الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيراً إلى أن إسرائيل تسابق الزمن وتتحدى المجتمع الدولي لنسف حل الدولتين.

الضفة الغربية كعمق استراتيجي

وفي مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز"، أوضح "أبو ركبة" أن إسرائيل تنظر إلى الضفة الغربية باعتبارها "عمقاً استراتيجياً" لمدن الساحل، نظراً لأن دولة الاحتلال تمتلك "خاصرة ضيقة" جغرافياً، وبالتالي تعتبر عدم سيطرتها على جبال الضفة تهديداً مباشراً لعمقها.

وأضاف المحلل السياسي أن إسرائيل تدرك في قرارة نفسها أنها "دولة مصطنعة ودخيلة على المنطقة"، مما يدفعها لتصدير فكرة "التهديد الوجودي" بشكل دائم، واستخدام هذا الهوس كمبرر أخلاقي للاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي العربية والفلسطينية.

الإبادة الصامتة والتهجير الناعم

وحول الوضع في غزة، أشار "أبو ركبة" إلى أن إسرائيل تمارس الآن "إبادة صامتة" عبر استمرار الأوضاع الإنسانية الكارثية ومنع دخول مواد البناء، مع استمرار السيطرة على أكثر من 58% من مساحة القطاع.

وأكد أن هذه الممارسات تهدف لدفع الفلسطينيين نحو "التهجير الناعم" أو "التهجير الطوعي" بدلاً من القسري، حيث تعتبر إسرائيل الديموغرافيا الفلسطينية الخطر الأكبر عليها.

المخطط الأمريكي لإعادة الإعمار

وفيما يخص الأنباء المتواردة عن نية الولايات المتحدة عقد مؤتمر لإعادة إعمار غزة مطلع العام المقبل، حذر "أبو ركبة" من أن الرؤية الأمريكية تختلف عن الحقوق الفلسطينية، حيث تسعى واشنطن لترتيب أوراق الشرق الأوسط لمواجهة نفوذ الصين، وليس لإنصاف الفلسطينيين.

وشدد على أن خطط الإعمار الأمريكية ستأتي متوائمة تماماً مع "الاعتبارات الأمنية الإسرائيلية"، محذراً من أن تكون هذه الخطط وسيلة لإزاحة السكان نحو الغرب (شريط البحر) ومنعهم من العودة إلى أماكنهم الأصلية التي دُمرت.