بين عبق التاريخ ومعايير الحداثة.. مصر تستعد لافتتاح «مقابر الخالدين» بعين الصيرة.. نقل رفات أمير الشعراء شوقى وترميم تراكيب المدفن.. خطوة تجمع بين حماية التراث وتكريم رموز الوطن.. يقع بجوار متحف الحضارات

في خطوة تجمع بين حماية التراث وتكريم رموز الوطن، تستعد الدولة المصرية لإزاحة الستار عن الافتتاح الرسمي لصرح "مقابر تحيا مصر للخالدين" بمنطقة عين الصيرة. هذا المشروع ليس مجرد مدافن بديلة، بل هو صرح حضاري يقع في قلب المنطقة التاريخية بجوار "متحف الحضارات"، ليكون شاهداً على تقدير الدولة لشخصياتها التاريخية التي شكلت وجدان الأمة.

متحف مفتوح للتراث المعماري الفريد

لا يقتصر المشروع على نقل الرفات فحسب، بل يمثل عملية إنقاذ فنية كبرى؛ حيث تم تخصيص جزء من الصرح لعرض التراكيب المعمارية النادرة ذات الطراز المتميز. هذه القطع التراثية تم فكها ونقلها من مواقعها الأصلية وإعادة تركيبها وترميمها بدقة فائقة، للحفاظ على قيمتها الفنية والتاريخية من الاندثار نتيجة أعمال التطوير العمراني.

أحمد شوقي.. أول "الخالدين" في المستقر الجديد

تصدّر اسم أمير الشعراء، أحمد بك شوقي، قائمة الرموز التي استقبلها الصرح الجديد. وقد كشفت محافظة القاهرة عن الصور الأولى لمقبرته بعد إعادة دفن رفاته ونقل "التراكيب" الخاصة بمقبرته الأصلية. تم وضع المقبرة في مكان يليق بمكانته الأدبية العالمية، لتكون واجهة مشرفة تخلد ذكراه ضمن قائمة العظماء.

ورصد اليوم السابع أعمال إنشاء مقبرة الخالدين بمنطقة عين الصيرة بالقرب من متحف الحضارات، وتلال الفسطاط

وأكد الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، ان الجبانه تضم 26 تركيبه من مقابر رموز الوطن المقرر نقلهم الى هذه المنطقه كما انه تم الحفاظ على كل التراكيب لتخليدها في متحف يليق ورموز الوطن.

وأضاف باليوم السابع انه تم نقل رفات امير الشعراء احمد شوقي الى مقابر تحيا مصر للخالدين كما تم نقل التراكيب الخاصه بالمدفن بعد ترميمها.

وأشار محافظ القاهره إلى إنشاء مقبره لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي وحفاظا على التاريخ وتشريف رموز الوطن كما ان مقبره الخالدين ستكون متحف مفتوح للجميع لمعرفه تاريخهم.

وأكد محافظ القاهرة أن الافتتاح الرسمى "لـ مقابر تحيا مصر للخالدين" بمنطقة عين الصيرة، سيكون قريبا، والتى اقامتها الدولة خصيصًا لنقل رفات الشخصيات التاريخية التى أثرت فى حياة الوطن، عند تعارض مواقع دفنها مع تطوير القاهرة التاريخية، والتى سيخصص جزء منها لعرض التراكيب المعمارية الفريدة ذات الطراز المعماري المتميز، والتى يتطلب الأمر فكها.

ملامح المقبرة الجديدة: ترميم علمي وتنسيق حضاري

تميزت المقبرة الجديدة بمجموعة من الخصائص التي تضمن استدامة الأثر:

* الإشراف الفني: تمت جميع أعمال النقل والترميم بالتنسيق مع جهاز التنسيق الحضاري.

* الأسلوب العلمي: استخدام أحدث الطرق العلمية في ترميم النقوش والتراكيب المعمارية الأصلية.

* التكامل السياحي: تحول المنطقة (عين الصيرة) إلى مزار ثقافي وسياحي متكامل يضم متحف الحضارة ومقابر الرموز.