البرسيم بين تحديات الصقيع وفرص زيادة دخل صغار المزارعين.. مركز المناخ: أحد أهم المحاصيل الاقتصادية للمزارع.. رأس مال الفقراء وعصب الإنتاج الزراعى والحيوانى بمصر.. ويحسن خصوبة الأرض ويضاعف إنتاجية المحاصيل

الخميس، 25 ديسمبر 2025 07:00 ص
البرسيم بين تحديات الصقيع وفرص زيادة دخل صغار المزارعين.. مركز المناخ: أحد أهم المحاصيل الاقتصادية للمزارع.. رأس مال الفقراء وعصب الإنتاج الزراعى والحيوانى بمصر.. ويحسن خصوبة الأرض ويضاعف إنتاجية المحاصيل البرسيم

كتبت أسماء نصار

يعتبر البرسيم من أهم محاصيل الأعلاف الشتوية التي تلعب دورًا حيويًا في دعم الإنتاج الحيواني والزراعي في مصر، لما يحتويه من نسبة عالية من البروتين والعناصر الغذائية الضرورية لصحة الماشية وزيادة إدرار اللبن، إلى جانب دوره الكبير في تحسين خصوبة التربة.

أهمية البرسيم للأرض والماشية

أكد الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات المناخ بـ وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن البرسيم يعد رأس مال الفقراء وأحد المحاصيل الاقتصادية المهمة للمزارعين، نظرًا لفوائده المتعددة، فهو لا يعمل فقط كعلف أخضر للماشية، بل يمد التربة بالعناصر الغذائية الهامة ويساعد على تثبيت الآزوت الجوي بمعدل يتراوح بين 45 و70 كجم للفدان، بما يعادل 110 إلى 210 وحدة نترات، مما يحسن خصوبة الأرض ويضاعف إنتاجية المحاصيل اللاحقة.

وأضاف فهيم أن البرسيم من النباتات الحساسة لدرجات البرودة العالية وموجات الصقيع التي تهب أحيانًا خلال فصل الشتاء، حيث يؤدي انخفاض درجات الحرارة إلى تأخر نمو المحصول بعد الحش، وقد يمتد التأخير إلى عشرين يومًا، وهو ما يخلق أزمة للمزارعين، خاصة صغار المربين الذين يعتمدون على المحصول كعلف أساسي للماشية والدواجن.

إرشادات لمواجهة انخفاض درجات الحرارة

وشدد فهيم على ضرورة اتباع عدد من الإجراءات العملية لحماية البرسيم من آثار الصقيع وتأمين نموه، منها:
عدم ترك المحصول دون ري حتى يصل إلى الجفاف، لتجنب تراجع إنتاجية الأرض
استخدام السوبر فوسفات المحبب "شيكارتين" للفدان بعد الحش مباشرة، على أن يتم الري في اليوم التالي، بهدف تدفئة التربة وتحقيق التوازن المطلوب للنبات
استخدام الأسمدة عالية الفوسفور بعد أسبوعين من الحش كحل استثنائي لتعويض تأخر النمو الناتج عن الصقيع، بمعدل شيكارتين للفدان مع كل رية
وأكد فهيم أن هذه الإجراءات تساعد على الحفاظ على المحصول وتعزز من جودة العلف الأخضر للماشية، مما ينعكس إيجابًا على إنتاجية اللبن واللحوم.

البرسيم ودوره في دعم الإنتاج الزراعي

كشف معهد المحاصيل الحقلية التابع لمركز البحوث الزراعية أن الأعلاف الخضراء، وعلى رأسها البرسيم، تلعب دورًا رئيسيًافي مشروعات الإنتاج الحيواني، حيث يمكن الاعتماد عليها كعلف أساسي أو سيلاج، يعادل ثلاثة إلى أربعة أضعاف السيلاج التقليدي المستخلص من الذرة.

وأشار المعهد إلى أن الأصناف الجديدة من البرسيم، ومنها "سدس 2" و"جيزة 6"، حققت معدلات إنتاجية ضخمة تصل إلى 72–80 طنًا للفدان، ما ساهم في تقليص مساحاتها المخصصة وتقويتها لصالح زراعة القمح، وزيادة الإنتاجية لمزارعي الوجه القبلي، بدءًا من الجيزة وبني سويف وصولًا لباقي محافظات الصعيد.

كما أوضح المعهد أن زراعة البرسيم ضمن دورة زراعية ثنائية أو ثلاثية يضاعف إنتاجية المحاصيل اللاحقة، حيث يرفع متوسط إنتاجية القمح المزروع بعده بمعدل ثلاثة إلى أربعة إردب للفدان، ويقلل من حجم الإنفاق على الإنتاج بنسبة تصل إلى 40%، ما يعكس دوره الكبير في تعزيز الاقتصاد الزراعي للمزارعين.

فوائد متعددة تتجاوز العلف

يضيف البرسيم قيمة مضافة للتربة والمحاصيل، فهو يحسن خصوبة الأرض ويعد مصدر إفادة كبيرة للمحاصيل السابقة واللاحقة، ويزيد من الثروة الحيوانية من خلال تحسين حالة الماشية وزيادة إنتاج اللبن، كما يسهم في سد الفجوة في الأعلاف خلال الشتاء، ويشكل داعمًا لثروة نحل العسل من خلال توفير المصادر الغذائية المناسبة.

وبذلك يظل البرسيم أحد أهم المحاصيل الشتوية في مصر، ليس فقط كعلف للماشية، بل كعنصر أساسي في تعزيز الأمن الغذائي، وتحقيق استدامة الإنتاج الزراعي، ودعم استراتيجية الدولة في رفع إنتاجية القمح والمحاصيل الاستراتيجية الأخرى، مع ضمان حماية الفلاحين من المخاطر المناخية التي قد تؤثر على محصولهم.
 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة