تبقى قصة ريا وسكينة واحدة من أكثر القضايا الجنائية إثارة للجدل في التاريخ المصري، فرغم مرور أكثر من مئة عام على وقوع أحداثها، لا تزال تحظى باهتمام واسع من القراء والباحثين، لما تحمله من تفاصيل صادمة، وتحولات درامية، جعلتها حاضرة في الذاكرة الشعبية حتى اليوم.
وفي هذا الإطار، تنشر جريدة «اليوم السابع» وثيقة إعدام ريا وسكينة، وهي وثيقة تاريخية مر على صدورها أكثر من قرن من الزمان، وتعد شاهدا رسميا على نهاية واحدة من أخطر العصابات الإجرامية التي عرفتها مصر في مطلع القرن العشرين. وتمثل هذه الوثيقة جزءا مهما من أرشيف العدالة الجنائية، وتعكس طبيعة الإجراءات القانونية المتبعة آنذاك في القضايا الكبرى.
لغز لا يموت.. لماذا ما زالت قصة ريا وسكينة تثير الاهتمام حتى اليوم
وتعود وقائع القضية إلى الإسكندرية، حيث اشتهرت ريا وسكينة، وهما شقيقتان، بتكوين تشكيل عصابي تخصص في استدراج النساء، وسرقة متعلقاتهن، في فترة شهدت اضطرابات اجتماعية واقتصادية كبيرة، ساعدت على انتشار الجريمة.
ومع تزايد البلاغات عن اختفاء عدد من السيدات في أحياء متفرقة، بدأت الشكوك تحوم حول نشاط غير مألوف، إلى أن كشفت التحريات عن خيوط القضية.
وأسفرت التحقيقات عن ضبط المتهمتين وشركائهما، وإحالتهم إلى المحاكمة، في واحدة من القضايا التي شغلت الرأي العام آنذاك، وتابعتها الصحف باهتمام بالغ.
وخلال جلسات المحاكمة، استمعت المحكمة إلى الشهود، واطلعت على الأدلة، إلى أن صدر الحكم النهائي بإدانة المتهمين، ومعاقبتهم بأقصى عقوبة ينص عليها القانون في ذلك الوقت.
الوثيقة تبرز أهمية التوثيق التاريحية
وتبرز وثيقة الإعدام المنشورة أهمية التوثيق التاريخي، حيث توضح بيانات رسمية تتعلق بالحكم وتنفيذه، ما يمنح القارئ فرصة نادرة للاطلاع على تفاصيل النهاية القانونية للقضية، بعيدا عن الروايات الشفوية أو المعالجات الدرامية التي تناولتها الأعمال الفنية لاحقا.
ولا تزال قصة ريا وسكينة تثير اهتمام الأجيال المتعاقبة، ليس فقط لبشاعة الجرائم المرتكبة، ولكن لكونها تعكس جانبا من تاريخ المجتمع المصري، وظروفه الاجتماعية والقانونية في تلك الحقبة.
