مع إشراقة الصباح توجه رفقة زملائه الأطباء لأداء الواجب وتلبية نداء المرضى الذين ينتظرون القوافل الطبية، ببشاشة اعتاد أن يستقبل بها يومه وكانت وجهته هذه المرة إلى إحدى قرى مركز دشنا، لتقديم الخدمة الصحية من خلال قافلة طبية تضم مختلف التخصصات، من بينها تخصصه النساء والتوليد، وأثناء إجراء الفحوصات اللازمة، أصيب الطبيب بطلق ناري طائش استقر في جسده، وعلى الفور نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
رصاصة طائشة تكتب نهاية الطبيب
وفي لحظة كان يحمل فيها سماعته الطبية ويمد يده للعلاج لا للأذى، سقط الطبيب ضحية الطلق الناري الطائش وبعد محاولات عديدة بذلتها الأطقم الطبية على مدار أكثر من شهر، مكث خلالها بالمستشفى يصارع الموت، ليلقى ربه وسادت حالة من الحزن أرجاء الوسط الطبي وأهالي محافظة قنا عقب وفاة الطبيب شهيد العمل، فيما يترقّب أهالي قريته بالقناوية وصول جثمانه لدفنه إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة. كما نعت نقابة الأطباء ومحافظ قنا الفقيد.
ومن جانبه، نعى الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، الطبيب شهيد الواجب، الدكتور أبو الحسن رجب فكري، أخصائي النساء والتوليد والحقن المجهري بمستشفى دشنا المركزي، مؤكدا أن المصاب جلل للأوساط الطبية والمجتمعية بالمحافظة، وأن رحيله كان مفجعا لزملائه وأسرته ولكل من عرفه وعمل معه، لا سيما أنه كان مثالا يحتذى به في المهنية والتفاني والإخلاص في أداء واجبه الإنساني.
محافظ قنا يطلق اسم الطبيب الشهيد على وحدة قريته
وقرر الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، إطلاق اسم "الدكتور أبو الحسن رجب فكري" على الوحدة الصحية بقرية القناوية، مسقط رأسه، تكريما لعطائه الطبي وإنجازاته في خدمة المرضى، وإبقاءً لذكراه خالدة بين أبناء مجتمعه الذي خدمة بإخلاص.
أما عن نقابة الأطباء، قالت إن الفقيد جسد أسمى معاني التضحية والإخلاص، حيث كان يؤدي رسالته في خدمة المرضى والمحتاجين، قبل أن يلقى ربه شهيدا وهو في ميدان العمل الإنساني، ورغم الجهود الطبية المكثفة التي استمرت لأكثر من شهر، فارق الحياة متأثرًا بجراحه، تاركا خلفه سيرة عطرة وذكرى خالدة في قلوب زملائه ومرضاه.
وأكدت النقابة، أن مجلسها كان بجوار الفقيد منذ لحظة إصابته وحتى رحيله، وأنها لن تنسى ما قدمه من عطاء، داعية الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
.jpg)
الطبيب استشهد أثناء عمله فى قافلة طبية
.jpg)
الطبيب الجميع يشهد له بحسن الخلق