في قلب احتفالات عيد الميلاد فى إسبانيا، تنتشر عادة غريبة وفريدة في منطقة كتالونيا تُعرف باسم Caganer أو الرجل المتغوط، وعلى الرغم من غرابتها وسخريتها، فإن هذه العادة لها جذور ثقافية عميقة وترمز إلى الحظ والخصوبة والرخاء للسنة القادمة.
أصل التقليد
ظهرت عادة الكاجانير في القرن الثامن عشر، وكان يتم وضع تمثال صغير لرجل يقوم بوظيفته الطبيعية داخل مشاهد الميلاد التقليدية أو Belénes، التي تمثل ولادة المسيح. على مر السنين، تطورت التماثيل لتشمل شخصيات مشهورة من السياسة، الرياضة، والثقافة الشعبية، لكن الفكرة الأساسية بقيت: الرجل المتغوط يُعتبر رمزًا للحياة والخصوبة، إذ يذكّر الجميع بأن الطبيعة والبشرية متصلة بالأرض والخصوبة.
كيف تُعرض هذه التماثيل؟
عادةً، يوضع الكاجانير في زاوية غير واضحة من مشهد الميلاد، بحيث يكون من الصعب ملاحظته لأول وهلة. العثور عليه يجلب الحظ للعائلة، ويصبح من الطقوس الممتعة للأطفال والكبار على حد سواء، حيث يتحول البحث عنه إلى لعبة مليئة بالضحك والمزاح.
الكاجانير في الثقافة الحديثة
اليوم، تجاوز التمثال التقليدي حدود كتالونيا، وأصبح أيقونة ثقافية مشهورة عالميًا، و الفنانون يصنعون نسخًا كاريكاتورية وسياسية، بعضها يمثل رؤساء دول، مشاهير، وحتى شخصيات خيالية. بالرغم من غرابة الشكل، فإن الكاجانير لا يزال جزءًا مهمًا من الروح الاحتفالية للكريسماس في إسبانيا، ويجذب السياح من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف هذا التقليد الفريد.
ورغم أن فكرة تمثال لرجل يتغوط قد تبدو غريبة أو مثيرة للسخرية، فإن الكاجانير يعكس علاقة الإسبان العميقة بالطبيعة، الخصوبة، والفكاهة خلال الاحتفالات. إنه مثال حي على أن التقاليد ليست فقط شعائر دينية، بل أيضًا وسيلة للفرح والتسلية، تعكس الثقافة وروح الدعابة الإسبانية في موسم الميلاد.