ـ 4 زيارات مكوكية لوزير الخارجية خلال 18شهرًا
ـ دور مصري فاعل منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على لبنان
ـ عون: نقدر الدعم المصرى للبنان..مصر لم تتدخل بشؤون لبنان إلا من أجل مصلحته
ـ مدبولي: مصر تدعم لبنان والخطوات التي يقوم بها الرئيس عون والحكومة لتحقيق الاستقرار وتنفيذ القرار 1701
ـ وزير الخارجية: مصر لن تألو جهدًا لتجنيب لبنان مخاطر التصعيد
تجدد الدولة المصرية موقفها الجاد الواضح من دعم استقرار وسيادة لبنان؛ فكانت مصر أول من يمد يد العون للشعب اللبنانى الشقيق وقت المحن والأزمات، وتواصل مصر دورها العروبى كشقيقة كبرى للعرب.
وفى سياق دورها التاريخى الممتد في دعم البنان سياسيًا وإنسانيًا، جاءت زيارة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى لبيروت التي امتدت يومين.
ومن جانبه، أكد الرئيس اللبناىى العماد جوزاف عون ـ خلال لقائه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي والوفد الوزاري في قصر بعبدا ـ أن لبنان يعول على الدور السياسي الأساسي لمصر في المنطقة العربية وعلى مساعدتها في هذه المرحلة الصعبة، وأن تفعيل عمل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين أمر ضروري لمصلحتهما، معربا عن تمنياته بنجاح الجهود في تثبيت الاستقرار في لبنان وإحلال السلام في المنطقة.
ونقل الدكتور مدبولي دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئيس عون في كل ما يبذله والحكومة اللبنانية من جهود لتحقيق استقرار وامن لبنان، مشددا على ان بلاده لن تألو جهدا في هذا الإطار.
رسائل الدعم والتضامن
قال الدكتور مدبولي إن هدف الزيارة هو نقل رسالة دعم مصر الكامل وبكل ما تملك من قوة للبنان رئاسة وحكومة وشعبا في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها، ولكل الخطوات التي يقوم بها الرئيس عون والحكومة اللبنانية لتحقيق الاستقرار فيه، وفرض الجيش والمؤسسات اللبنانية السيطرة على كامل الأراضي اللبنانية وبسط السيادة عليها، إننا هنا اليوم من أجل تفعيل عمل اللجنة العليا المصرية ـ اللبنانية التي انعقدت الشهر الماضي في القاهرة لأول مرة منذ ست سنوات.
ولمناقشة أوجه التعاون في كل المجالات المهمة مع الحكومة اللبنانية، وعلى رأسها مجالات الطاقة والكهرباء والغاز ومجالات الصناعة والنقل، وللإعراب عن استعداد مصر، كحكومة او كقطاع خاص، لتقديم الدعم للبنان في كل المشاريع التي نتمنى أن تحقق كل التقدم للشعب اللبناني، ومنها إعادة الاعمار في الجنوب اللبناني الذي تأثر بالعدوان الإسرائيلي الغاشم.
وفي هذا الإطار، تقف مصر بشكل كامل مع لبنان في كل الخطوات التي يقوم بها والجهود التي يبذلها الرئيس عون في كافة المجالات.
وشدد على إدانة مصر كل الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على الجنوب اللبناني وتؤكد على دعمها الكامل لتحقيق استقرار لبنان وبسط سيادته على كامل أراضيه من دون انتقاء وتفعيل القرار الاممي 1701.
لفت الرئيس جوزاف عون إلى أن مصر لم تتدخل بشؤون لبنان إلا من أجل مصلحته، مؤكدا على أن أي دعم تقدمه للبنان هو محط تقدير.
وإذ شدد على ان لبنان يعول على الدور السياسي الأساسي لمصر في المنطقة العربية وعلى مساعدتها في هذه المرحلة الصعبة، فانه رأى ان تفعيل عمل اللجنة العليا بين البلدين امر ضروري لمصلحتهما، مشيرا الى انه فيما يعتبر الشعب المصري لبنان بلده الاخر فان اللبنانيين يعتبرون أيضا مصر بلدهم الأخر.
وتحدث عون عن الوضع القائم متمنيا نجاح الجهود في تثبيت الاستقرار في لبنان وإحلال السلام في المنطقة.
وأعاد التذكير بلقائه مع الرئيس السيسي عندما كان قائدا للجيش حينما تبين له مقدار حرص الرئيس السيسى على أمن لبنان، الذي ينبع من محبته للبنان ولمصلحة بلاده على السواء.
مشروعات مشتركة فى الغاز والكهرباء
وقال مدبولي، إن زيارته تحمل رسالة مفادها دعم مصر لشقيقتها لبنان في كل المجالات الممكنة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها لبنان.
وأضاف أنه تم الاتفاق على مشروعات مشتركة في مجالات الغاز والكهرباء بين الوزراء المعنيين في الجانبين لدعم لبنان في هذه المجالات.
وأكد رئيس الوزراء أنه في كل اللقاءات حرص على نقل رسالة فخامة الرئيس وموقف مصر الداعم الكامل للبنان في المجال السياسي والدبلوماسي واللوجستي والاقتصادي في كل النقاط التي يطلبها الأشقاء في لبنان في هذه المرحلة، مضيفًا أنه ناقش مع الدكتور نواف سلام أوجه التعاون الثنائي بين البلدين.
وأشار إلى أن الشهر الماضي شهد انعقاد الدورة العاشرة للجنة العليا المصرية–اللبنانية المشتركة في القاهرة، وكانت هذه المرة الأولى منذ 6 سنوات، وتركز حديثهما اليوم على تفعيل كل ما تم توقيعه من مذكرات تفاهم في الشهر الماضي.
وأوضح مدبولي أن هناك أولوية قصوى لمجالات الطاقة، تحديدًا قطاع الغاز وقطاع الكهرباء، لأن لبنان يمر ببعض التحديات في هذين القطاعين، مشيرًا إلى أنه حرص على اصطحاب أعضاء الوفد المرافق، وهم نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة، ووزير البترول والثروة المعدنية، لمناقشة هذه الملفات المهمة وذات الأولوية للأشقاء في لبنان.
وأشار إلى أنه مع توقف العدوان الغاشم على الجنوب اللبناني من الجانب الإسرائيلي، هناك خطط واضحة لإعادة الإعمار في الجنوب اللبناني، ولذلك عرضت مصر استعدادها من خلال شركاتها وشركات المقاولات والتشييد والبناء وكل الشركات الأخرى لدعم لبنان وتقديم كل الخبرات الفنية واللوجستية، سواء من خلال الشركات المصرية منفردة أو بالشراكة مع الشركات اللبنانية.
رحلات مكوكية إلى لبنان
وعلى الصعيد السياسي لمصر دور فاعل فى المسار الدبلوماسي من خلال عضويتها فى اللجنة الخماسية.
لم تكن رحلة رئيس الوزراء هي الأولى للدبلوماسية المصرية ؛ فقد سبقها عدة رحلات مكوكية لمسئولين مصريين ؛ تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وفى إطار هذه التوجيهات قام وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطى بـ 4 زيارات إلى بيروت خلال عام ونصف العام لبحث سبل تفعيل المسار الدبلوماسي لإنهاء العدوان الإسرائيلى على الجنوب اللبناني.
وفى زيارته التى قام بها مؤخرًا؛ شدد وزير الخارجية على دعم مصر الكامل لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ولمبادراته بما في ذلك الأخيرة التي اطلقها خلال خطابه بعيد الاستقلال وللقرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية بحصر السلاح في يد المؤسسات الشرعية ووقوفها مع المقاربات الموضوعية والمتوازنة التي يتبناها الرئيس عون لتحقيق هذا الهدف.
وشدد على أن مصر لن تألو جهدا في العمل على استغلال كل علاقاتها واتصالاتها مع الأطراف الإقليمية والدولية لتجنيب لبنان أي مخاطر للتصعيد والعمل على نزع فتيل الازمة، مؤكدا ادانة مصر بكل شدة باقسى العبارات أي انتهاك للسيادة اللبنانية، ومنوها ان الجيش اللبناني بذل جهودا مضنية في الجنوب لفرض سيطرة الدولة وسيادتها وتنفيذ التزاماتها طبقا لاتفاق وقف الاعمال العدائية.
وقال "أزور لبنان للمرة الرابعة خلال عام ونصف العام بما يعكس حجم الانخراط المصري والاهتمام الذي توليه مصر قيادة وحكومة وشعبا بالشأن اللبناني وحرصنا البالغ على امن واستقرار لبنان.
وهذه الزيارة تأتي بتوجيه مباشر من الرئيس، وكما تعلمون كان هناك اتصال هاتفي بالأمس بين فخامة الرئيسين وتم خلال هذا الاتصال مراجعة ومتابعة كل ما يتعلق بالتطورات في المنطقة ولبنان الشقيق. وأود في هذه المناسبة، ان اشيد بالمستوى المتميز للعلاقات الثنائية والزخم الذي تشهده العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين على المستوى الرئاسي وعلى المستوى الوزاري وما دون الوزاري . وقد قام دولة الرئيس نواف سلام بزيارتين الى مصر على مدار الأشهر الماضية، كما قام فخامة الرئيس جوزاف عون بزيارة الى وطنه الثاني مصر. وكما تعلمون عقدت مؤخرا اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في مطلع الشهر الجاري، ونؤكد على أهمية وعمق التنسيق القائم بين البلدين الشقيقين.
وأضاف: أكدت خلال لقائي مع الرئيس عون على دعم مصر الكامل للرئيس عون ولمبادراته بما في ذلك الأخيرة التي اطلقها خلال خطابه بعيد الاستقلال والتي تضمنت استعداد الجيش الوطني اللبناني بتسلم كافة النقاط المحتلة في الجنوب واستعداد الدولة اللبنانية لان تقدم للجنة الخماسية بشكل فوري جدولا زمنيا واضحا وضرورة وقف الخروقات والانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل ضد لبنان وسيادته ووحدة وسلامة أراضيه.
وأكد على جهود مصر المكثفة لتجنيب لبنان أي مخاطر أو أي ميول عدوانية ضد امنه وسلامته، وهذه الجهود تتم بتعليمات مع فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ولن تتوقف لان استقرار لبنان من امن واستقرار مصر، وبالتأكيد نحن معنيون بشكل كامل باستقرار لبنان وباهمية الانسحاب الكامل من كل الأراضي اللبنانية وتطبيق القرار 1701 بكل بنوده وجوانبه من دون انتقائية وهو ما يتطلب بطبيعة الحال وقف كل الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية بكافة صورها وبشكل فوري.
دور مصري وقت الحرب
وظهر الدور المصرى جليا فى الحرب الإسرائيلية الغاشمة على لبنان ؛ حيث شدد الرئيس عبد الفتاح السيسى على تقديم كافة أوجه الدعم وتأييد سيادة لبنان على أراضيه وأرسلت المساعدات الإنسانية والطبية لدعم الشعب الشقيق.
دعم إنسانى واسع فى كارثة انفجار مرفأ بيروت
ظهر الدور المصرى جليًا فى كارثة انفجار مرفأ بيروت التى وقعت فى الرابع من أغسطس عام 2020؛ فسارعت مصر بإنشاء جسر بحرى وآخر جرى لنقل أطنان من المساعدات الإغاثية والطبية الى بيروت .
لم تكتف بنقل المساعدات المادية؛ بل أوفدت 21 طبيبًا مصريا للعمل في علاج المصابين فى الانفجار جنبا الى جنب مع أشقائهم من الأطباء اللبنانيين.
وعلى صعيد متصل؛ كانت لمصر مشاركة فاعلة في المؤتمر الذى استضافته باريس فى 3 أغسطس عام 2021افتراضيا لدعم لبنان بمشاركة أكثر من 50 دولة ومؤسسة دولية وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى أن أيادى مصر ممدودة بكل الدعم للشعب اللبناني الشقيق.