فيسبوك
واتساب
عاد ملف جماعة الإخوان إلى واجهة الجدل السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية، مع تصاعد الحديث داخل واشنطن عن إمكانية تصنيف الجماعة منظمة إرهابية، في خطوة من شأنها إحداث تحول واسع في السياسة الأمريكية تجاه الحركات الإسلامية ذات الامتداد الدولي.
هل تصنيف الإخوان قضية جديدة فى السياسة الأمريكية ؟
لم يكن النقاش حول تصنيف الإخوان جديدًا على الساحة الأمريكية، إذ طُرح مرارًا خلال السنوات الماضية داخل الكونجرس ودوائر الأمن القومي، لكن دون الوصول إلى قرار نهائي. فبينما ترى مؤسسات أمنية أن الجماعة تمثل خطرًا غير مباشر عبر شبكاتها التنظيمية والمالية، اعتبرت دوائر أخرى أن تصنيفها قد يثير تعقيدات قانونية وسياسية.
في هذا السياق، برزت تصريحات روبيو وزير الخارجية الأمريكي، الذي أكد أن إعلانًا هامًا سيصدر الأسبوع المقبل بشأن الإخوان، ما أعاد الملف بقوة إلى صدارة المشهد السياسي والإعلامي، وفتح الباب أمام توقعات باتخاذ خطوة رسمية غير مسبوقة.
صراع الأجنحة الخارجية الأمريكية مقابل الكونجرس حول تصنيف الإخوان فى أمريكا
داخل الإدارات الأمريكية المتعاقبة، يبرز انقسام تقليدى، فوزارة الخارجية والاستخبارات تميل غالباً إلى معارضة التصنيف الكلي، بينما ترى هذه المؤسسات أن الجماعة ليست كياناً مركزياً واحداً، بل حركات محلية تختلف من بلد لآخر. ويخشى الدبلوماسيون أن يؤدي التصنيف إلى قطع قنوات التواصل مع أحزاب سياسية في تونس، المغرب، والأردن، مما يضر بالمصالح الأمريكية.
وفى الكونجرس يدفع بعض المشرعين الجمهوريين باستمرار نحو استصدار تشريعات تصنف الجماعة كإرهابية، مستندين إلى صلات تاريخية وفكرية مع جماعات منبثقة عنها لجأت للعنف.
مخاوف أمنية فى أمريكا حول تصنيف جماعة الإخوان
وتشير تقارير أمريكية إلى أن أحد أبرز دوافع إعادة النظر في موقف واشنطن من الإخوان يتعلق بمخاوف أمنية، تشمل:
اتهامات بوجود صلات فكرية أو تنظيمية مع جماعات متطرفة
نشاط شبكات تمويل عابرة للحدود
استغلال الأطر القانونية في بعض الدول للعمل السياسي والاقتصادي
ويرى خبراء أن تصنيف الجماعة إرهابية قد يمنح السلطات الأمريكية أدوات أوسع لمراقبة التمويل والتحركات المرتبطة بها.
الأبعاد القانونية لتصنيف الإخوان بالجماعة الإرهابية
قانونيًا، يترتب على تصنيف أي جماعة منظمة إرهابية في الولايات المتحدة:
تجميد الأصول المالية
حظر التعامل مع الكيانات المرتبطة بها
ملاحقة الأفراد الداعمين لها قضائيًا
وهنا يبرز التحدي، إذ إن الإخوان لا تعمل ككيان موحد داخل أمريكا، بل عبر مؤسسات وجمعيات تحمل أسماء مختلفة، ما يجعل تطبيق القرار – إن صدر – مسألة معقدة.
خارجيًا، قد ينعكس التصنيف المحتمل على علاقات واشنطن مع دول في الشرق الأوسط، لا سيما تلك التي تخوض مواجهات مفتوحة مع الجماعة، ويرى مراقبون أن القرار، إن اتُخذ، قد يُقرأ باعتباره انحيازًا أمريكيًا لرؤية بعض الحلفاء الإقليميين في ملف مكافحة التطرف.
انقسام داخل واشنطن حول تصنيف الإخوان بالجماعة الإرهابية
في المقابل، لا يزال هناك تيار داخل الولايات المتحدة يحذر من تداعيات الخطوة، معتبرًا أن تصنيف الإخوان قد:
يعقّد التعاون مع أطراف سياسية في بعض الدول
يُستخدم في الدعاية المتطرفة ضد واشنطن
يفتح الباب لطعون قانونية داخل المحاكم الأمريكية
هذا الانقسام يفسر سبب تأجيل الحسم لسنوات، رغم تكرار المحاولات.
ما الذي يعنيه إعلان روبيو المرتقب حول جماعة الإخوان ؟
تصريحات روبيو وزير الخارجية الأمريكي عن إعلان هام الأسبوع المقبل رفعت منسوب الترقب، وسط تساؤلات حول ما إذا كان القرار سيشمل:
تصنيفًا كاملًا للجماعة أم إدراج أجنحة أو كيانات محددة أو فرض قيود مالية وأمنية دون تصنيف رسمي شامل
ليبقى السؤال «هل تُصنَّف الإخوان جماعة إرهابية في الولايات المتحدة؟» مفتوحًا حتى صدور الإعلان المرتقب، ولكن المؤكد أن أمريكا والإخوان باتا على مفترق طرق سياسي وقانوني، وأن أي قرار قادم سيترك أثرًا عميقًا على السياسات الأمريكية داخليًا وخارجيًا، وعلى خريطة التعامل الدولي مع الجماعة خلال المرحلة المقبلة.
