يرفض الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مغادرة البلاد رغم أنه أمام خيارين فقطـ، إما الهروب فورًا، أو جر بلاده إلى حرب أحادية مع الولايات المتحدة. وقدم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لمادورو فرصة أخيرة لمغادرة البلاد، وإلا ستسعى واشنطن لفرض تغيير في النظام بالقوة.
بدأت الأمور بفرض المقاطعة ثم الحظر الثاني، الذي يتضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات أي دولة تشتري الغاز الفنزويلي. كما رصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 50 دولارًا فقط لرأس مادورو، لكن المبلغ لم يكن كافيًا لزعزعة دائرته المقربة، كذلك تم ترحيل آلاف المهاجرين الفنزويليين غير الشرعيين إلى بلادهم خلال العام الماضي، ويعتبر البنتاجون تهريب المخدرات من فنزويلا أزمة أمن قومي، ما يمنحه الحق في تدمير أي سفن فنزويلية يُشتبه في حملها للمخدرات.
فنزويلا تستدعى 4.5 مليون جندى
أعلنت فنزويلا الحرب على الولايات المتحدة واستدعت 4.5 ملايين جندي للدفاع عن البلاد، بينما رأى ترامب أنه ليست هناك حاجة لإعلان الحرب رسميًا أو طلب موافقة الكونجرس.
تحذير جديد من إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية للخطوط الجوية فوق فنزويلا وبورتوريكو، حاليًا، توجد منطقة حظر طيران فوق فنزويلا مع بداية تراجع التوتر، وقد عرضت واشنطن الحماية على مادورو إذا قرر الهروب فورًا مع زوجته وابنه، لكن تقريرًا يؤكد أنه لم يُبدِ أي تجاوب. وفي غضون ساعات، صعّدت واشنطن موقفها.
مادورو يطالب بعفو شامل عن جميع الجرائم
طلب مادورو ، عفوًا شاملا عن جميع الجرائم التي ارتكبها هو ومجموعته، لكن الطلب رُفض. فـ لن يسمح أحد للعدو بالفرار ثم إعادة تجميع نفسه واكتساب القوة من جديد، يمكن لمادورو مغادرة البلاد، لكن سيكون عليه قضاء بقية حياته في السجن، ويبدو أنه اختار إطلاق النار بدلًا من قبول القيود، وتقول مصادر إعلامية إن مادورو يريد السيطرة على الجيش مقابل إجراء انتخابات حرة. حاول مادورو التواصل مع واشنطن بعد رفضه الهروب، لكن المسؤولين الأمريكيين تجاهلوا اتصالاته.
تستعد الولايات المتحدة الآن لفرض تغيير النظام بالقوة، تقول فانيسا نيومان، الدبلوماسية الفنزويلية السابقة: الأهداف محددة بدقة منذ سنوات عبر عمليات سرية نفذها أشخاص على الأرض. لذلك، الخريطة واضحة للغاية، إنها عملية القبض أو القتل، ويمكن تنفيذها بسرعة عبر تقليل عدد الأشخاص المعنيين.
الصين وروسيا آخر أوراق مادورو
انتقد كل من شي جين بينج وفلاديمير بوتين تحركات ترامب في المنطقة، معتبرين أنها دليل على أن الولايات المتحدة قوة استعمارية جديدة لا يمكن الوثوق بها، ومع ذلك، لم تتخذ الصين خطوات سريعة، بينما يواصل بوتين مسارات التفاوض. وعلى الأرجح، فإن مادورو سيرحل.
يتوافق كل هذا مع نماذج التوقعات الاقتصادية التي تشير إلى أن الفترة بين 2024.35 و2026.05 ستشهد ارتفاعًا في الاضطرابات، والانقسام السياسي، وتراجع الثقة في الحكومات. كما أن مطلع عام 2026 يمثل بداية انتقال نحو حرب دولية. وتشير المخاوف الأساسية إلى أوروبا (الناتو مقابل روسيا)، والشرق الأوسط، وآسيا، أما تغيير النظام الوشيك في فنزويلا، فرغم أنه ليس مهمًا بشكل جوهري للولايات المتحدة، فإنه يُعد بداية لموجة من الصراع العالمي المتوقع أن يشهده العالم خلال هذه المرحلة العنيفة.