شهدت حديقة بيوراك فى مالجا الإسبانية حدثا تاريخيا بولادة غوريلا السهول الغربية، وهى مصنفة فى خطر انقراض شديد أمام الزوار الذين أبدوا دهشتهم، ويعد هذا الحدث مهما للبرامج الأوروبية لحماية الأنواع المهددة ، وهى الولادة الثانية لأوروبا هذا العام والأولى فى إسبانيا.
ولادة طبيعية ومذهلة فى الهواء الطلق
وأشارت الصحيفة إلى أن الولادة جرت فى المنطقة الخارجية للحديقة وسط الزوار ، وعلى الرغم من تجهيز المنطقة الداخلية بالكامل للولادة ، وصرح خيسوس ريكويرو ، المدير الفنى والبيطرى فى بيوراك أن الأنثى ، ويفا ، فضلت إتمام الولادة فى الخارج تحت الشمس فى مشهد طبيعى يشبه موطنها الأصلي في أفريقيا، ما أضفى على الحدث طابعًا فريدًا وملهمًا للزوار.
إشارات مسبقة وسرعة الولادة
منذ يوم الجمعة، لاحظ الفريق الطبي سلوكيات تغيرت على ويفا مثل البحث عن أماكن جديدة للنوم والشعور بعدم الراحة، ما دل على قرب الولادة، وظهرت أولى التقلصات بوضوح، ومع خروجها إلى الخارج للروتين اليومي، تم الولادة بسرعة طبيعية، وسط دهشة الزوار.
رعاية الأم وسلوك المجموعة
شهدت اللحظات الأولى بعد الولادة لحظات مؤثرة، حيث قامت الأم بتنظيف الصغير، واحتضانه، وشمه، بينما اقترب باقي الغوريلا بحذر للتعرف على العضو الجديد مع الحفاظ على مسافة احترام.
كما قامت الأم بكسر وتناول جزء من المشيمة، وهو سلوك طبيعي يوفر البروتين والطاقة اللازمة في الأيام الأولى بعد الولادة، خلال الأيام المقبلة، ستبدأ الغوريلا الصغيرة فى التمسك أكثر بفرو الأم ومرافقتها في تنقلاتها بأمان.
وسيواصل الفريق مراقبة الصغير لضمان نمو صحي، مع عدم التدخل إلا عند الضرورة، سيركز الفريق على التأكد من رضاعة الصغير بشكل صحيح، وقدرته على التمسك بالفرو، وسلوكه الطبيعي داخل المجموعة، بهدف الحفاظ على ديناميكية الحياة الطبيعية للغوريلا.
إنجاز مهم للحفاظ على الأنواع
حتى الآن في 2025، وُلد غوريلا واحد فقط في أوروبا، لذا تُعد هذه الغوريلا في Bioparc Fuengirola ثاني ولادة أوروبية لهذا العام والأولى في إسبانيا، وهو إنجاز استثنائي ضمن برامج الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض.
وأكد المركز أن هذا اليوم كان مميزًا للزوار والفريق الفني ولجهود الحفاظ على الحياة البرية، حيث يمثل ولادة كل غوريلا خطوة مهمة نحو حماية هذه الفصيلة الأفريقية الشهيرة.
حالة غوريلا السهول الغربية
تصنف غوريلا السهول الغربية من قبل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) ضمن فئة خطر انقراض شديد، أي الفئة التي تسبق الانقراض في البرية.
تراجعت أعدادها بشكل كبير بسبب الصيد الجائر وفقدان المواطن الطبيعية، مما يجعل كل ولادة ضمن البرامج الأوروبية خطوة أساسية لضمان بقاء هذا النوع، الذي يُعتبر أحد أيقونات التنوع البيولوجي الأفريقي.