نجح فريق عمل مشروع "الزراعة الصحراوية المبتكرة من أجل سبل عيش قادرة على الصمود" فى تنفيذ نموذج عملي وفعّال لتغذية الحيوانات المزرعية باستخدام أعلاف غير تقليدية منخفضة التكاليف وعالية الجودة، وذلك بمدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، حيث يعتمد النموذج على خلط نبات الأزولا، المعروف بقيمته الغذائية العالية وسرعة نموه، مع المكمورات العلفية المصنعة من مخلفات التصنيع الزراعى، مما أدى إلى إنتاج خليط علفى متوازن يدعم صحة الحيوانات ويقلل من تكاليف التربية والإنتاج، وهو بمثابة خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة فى النظم الزراعية الصحراوية، من خلال تعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة محليًا، وتقليل الفاقد، وتحويل المخلفات إلى قيمة مضافة تخدم الاقتصاد الريفى.
حلول زراعية مستدامة
وجرى تصميم هذا النموذج وتنفيذه بإشراف مباشر من فريق المشروع، فى إطار التزامه بتقديم حلول مبتكرة ومستدامة لتحسين سبل العيش فى البيئات الهشة، مع التركيز على دعم المجتمعات الزراعية المحلية وتعزيز قدرتها على الصمود فى مواجهة التغيرات المناخية والاقتصادية، وذلك فى إطار جهود مركز بحوث الصحراء برئاسة الدكنور حسام أحمد شوقى، للتخفيف من آثار التغيرات المناخية وتعزيز الإنتاجية الزراعية فى الوادى الجديد من خلال حلول بيئية مستدامة، وذلك فى إطار تحقيق أهداف مشروع الزراعة الصحراوية المبتكرة من أجل سبل عيش قادرة على الصمود.
كما جرى تنفيذ تطبيقًا عمليًا متكاملًا حول أهمية إعادة تدوير المخلفات الزراعية باعتبارها ثروة غير مستغلة، حيث تم توضيح الخطوات العملية لتحويلها إلى كمبوست عالى الجودة، مما يسهم فى تحسين خصوبة التربة وزيادة الإنتاجية الزراعية وتعزيز الاستدامة البيئية من خلال الحد من التلوث و توفير بديل نظيف وآمن للعناصر الغذائية الكبرى والصغرى وتصنيع 25 مترا مكعبا من الكمبوست عالى الجودة باستخدام مخلفات نباتية وحيوانية والاتفاق مع المزارعين على تنفيذ 10 مواقع جديدة لتكرار التجربة والاستفادة منها، وأعرب المزارعون المشاركون عن إعجابهم الكبير بالتجربة، وأكدوا حرصهم على تبنى هذه التقنية المبتكرة لما تحققه من فوائد اقتصادية وبيئية ملموسة، كما أبدوا رغبتهم فى تكرار تنفيذ الأيام الحقلية لتعزيز وعى المزارعين بأهمية الاستفادة من المخلفات الزراعية، وذلك فى إطار حرص مركز بحوث الصحراء على دعم المزارعين ومربى الماشية وتعزيز مفهوم الاستفادة المثلى من الموارد الزراعية المتاحة.
وكانت مديرية الزراعة بالوادى الجديد نجحت بالتعاون مع المحطة الإقليمية للبحوث الزراعية بالمحافظة فى تنفيذ تجربة زراعة طحالب الأزولا كنبات سرخسى يعيش طافيا على سطح الماء ويحتوى على نسبة عالية من البروتين تصل إلى 44% ويستخدم كعلف للدجاج ولتسمين والارانب والماشية والأسماك والأغنام ويستبدل ب 50% من العلف المركز كما انه يعمل على زيادة إنتاج الالبان بنسبة 20% وينتج المتر المربع المزروع بالأزولا يوميا 250 جرام من العلف ولا يحتاج اى تكاليف سوى تجهيز المزرعة بأقل التكاليف وذلك تحت إشراف الدكتور مجد المرسى وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة والدكتور صلاح جميل مدير محطة البحوث الزراعية بالمحافظة وبمشاركة الدكتور رضامحمد الشحات استاذ الميكروبيولوجيا الزراعية معهد بحوث الأراضى والمياه والبيئة وفريق متخصص من معهد بحوث الأراضى والمياه والبيئة.
الأزولا علف مستدام
وشملت جهود المديرية ومحطة البحوث عقد سلسلة من الدورات التدريبية عن كيفية زراعة الأزولا وقيمتها الاقتصادية وطرق زراعتها فى المنازل وعلى الأسطح وخطوات عمل علف من الأزولا فى تغذية المواشى والأغنام والطيور والأسماك، وخاصة انه نبات غير مكلف فى زراعته ويدعم توفير العلف الغنى بالقيمة الغذائية العالية كمصدر للبروتين وبتكلفة لا تتجاوز بضع آلاف جنيه حيث يرتبط الأزولا بنوع من الطحالب الخضراء الداكنة فى معيشة تكافلية، وهو (طحلب الانيبيانا)، والذى يعيش فى تجاويف بداخل أوراق الأزولا، ويعمل الطحلب على تثبيت الأزوت الجوى من خلال امتصاص أكاسيد النيتروجين من الهواء الجوى، ويحولها إلى نيتروجين، ويمد به الأزولا التى تستخدمه فى بناء خلاياها، ونموها، وفى المقابل تقوم الأزولا بمد الطحلب بالمواد الغذائية الأخرى التى تكونها نتيجة عملية التمثيل الضوئى، لذلك يقوم مزارعى الأرز فى دول جنوب شرق آسيا باستزراع الأزولا فى حقول الأرز لتوفير جزء من عنصر النيتروجين اللازم لزراعة الأرز بشكل طبيعى عضوى.
ويزرع الأزولا مرة واحدة، ويعطى إنتاج مستمر فيمكن الحصول على إنتاج يومى من الأزولا تعتمد كميتة على برامج الرعاية والتغذية المتبعة مع الأزولا، وذلك نوع الأزولا المنزرعة، وتصل إنتاجية الفدان الواحد إلى 30 طنا شهريا من الأزولا، وينتج الفدان من طن إلى طن ونصف يوميا، وفى بعض الحالات وصلت إنتاجية الفدان إلى 2 طن عن طريق برامج رعاية خاصة، و يمكن استخدام الأزولا كعلف الطيور المائية سواء كانت خضراء أو بعد تجفيفها بمعزل عن اشعة الشمس وفى مكان جيد التهوية والدواجن والأسماك والأرانب والأغنام والماشية حيث تعمل على زيادة إنتاج اللبن بالماشية الحلابة بنسبة 25%، وزيادة إنتاج البيض بالدواجن بنسبة 20%، كذلك فأن التغذية على الأزولا تحسن من الخواص الفيزيائية للبيض مثل: الوزن ولون الصفار وسمك القشرة، كما تدخل أيضا فى تغذية الأسماك خاصة الأسماك التى تمثل الإعشاب نسبة كبيرة من غذائها مثل البلطى والمبروك بأنواعه.
وتمتاز طحالب الأزولا بالقدرة على النمو السريع، حيث أنها تتضاعف كل 3 إلى 5 أيام، و متوفرة طوال العام، وينتج الفدان الواحد 1 طن أزولا يوميا، وغير مستهلكة للماء، و تحتاج تغيير للماء بالأحواض من 6-8 أشهر، لا تحتاج لإجراء عمليات التصنيع معقدة، مثل الطحن أو الفرم أو أى عمليات أخرى قبل التغذية عليها، لأنها هشة كما أنها تحتوى على محفزات النمو، فيتامينات، مضادات أكسدة، مضادات سموم، كما أنها تعمل على زيادة نسبة إنتاج اللين بنسبة 25% عند الأبقار الحلوب، و20% زيادة فى إنتاج البيض عند الدواجن البياضة، بجانب تحسين مواصفات البيض الناتج، وتقليل نسبة النافق فى البط حتى عمر أسبوع، وتقديم ماء الشرب للحيوانات والطيور من ماء أحواض الأزولا يرفع المناعة، ويحسن الصحة العامة للحيوانات ومحسن للهضم.



