مع حلول فصل الشتاء، تتصدر أسوان المشهد السياحى فى مصر، مستعيدة لقبها الأشهر "عروس الشتاء"، حيث تمتزج الطبيعة الخلابة بالمناخ المعتدل، ويصبح الجنوب وجهة مفضلة لعشاق الدفء والثقافة والتاريخ، وهنا، لا تقتصر الزيارة على مشاهدة الآثار فقط، لكن تتحول إلى رحلة متكاملة بين النيل والمعابد والقرى النوبية، فى تجربة تمنح الزائر إحساسًا خاصًا بالسكينة والانبهار.
وتتمتع أسوان بمناخ شتوى فريد، جعلها مقصدًا رئيسيًا للسائحين الأجانب والمصريين، خاصة فى ظل انخفاض درجات الحرارة فى محافظات أخرى. هذا الاعتدال المناخى يفتح الباب أمام أنماط سياحية متعددة، فى مقدمتها السياحة الثقافية والسياحة النيلية، التى باتت أحد أعمدة الموسم الشتوى بالمحافظة.
السياحة النيلية.. شريان الحياة والجذب
وتُعد السياحة النيلية واحدة من أبرز العلامات المميزة لأسوان، حيث تنتشر البواخر السياحية على طول المجرى الملاحى للنيل، قادمة من الأقصر ومتجهة جنوبًا، حاملة آلاف السائحين يوميًا وتمثل هذه الرحلات النيلية تجربة فريدة، تجمع بين الإقامة الفندقية العائمة، ومشاهدة المعابد الأثرية على ضفاف النهر، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية التى لا تتكرر.
كما تشهد المراسى النيلية بأسوان حركة نشطة للمراكب الشراعية الفلوكات، التى تتيح للزوار جولات هادئة بين الجزر النيلية، فى مشهد يعكس بساطة الحياة وعمق الارتباط بين الإنسان والنهر ويحرص السائحون على توثيق لحظات الغروب أثناء هذه الرحلات، حيث تتحول السماء إلى لوحة فنية مفتوحة.
معابد تحكى فصول الحضارة
وتزخر أسوان بعدد كبير من المعابد والمواقع الأثرية، التى تمثل محطات رئيسية فى برامج الرحلات السياحية ويأتى معبد فيلة فى مقدمة هذه المعالم، بما يحمله من رمزية دينية وجمال معمارى، فضلًا عن موقعه الفريد وسط مياه النيل، كما تظل معابد أبوسمبل أيقونة السياحة العالمية، خاصة مع ظاهرة تعامد الشمس، التى تعكس عبقرية المصرى القديم.
وتكمل المسلة الناقصة المشهد الأثرى، حيث تمنح الزائر فرصة للتعرف على تقنيات البناء والنحت فى مصر القديمة، وتؤكد مكانة أسوان كمتحف مفتوح للتاريخ.
القرى النوبية.. هوية الجنوب
القرى النوبية تمثل روح أسوان الحقيقية، حيث العادات الأصيلة والألوان الزاهية والضيافة الدافئة وتُعد قرية غرب سهيل نموذجًا حيًا لهذا التراث، إذ يقصدها السائحون للتعرف على الثقافة النوبية، وشراء الحرف اليدوية، والاستماع إلى الحكايات الشعبية التى توارثها الأهالى عبر الأجيال.
موسم شتوى يدعم الاقتصاد
ويسهم موسم السياحة الشتوية فى تنشيط الحركة الاقتصادية بأسوان، من خلال توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأبناء المحافظة، ودعم قطاعات الفنادق، والبواخر السياحية، والبازارات، والنقل النهرى، كما تعزز الفعاليات السياحية والثقافية من مكانة أسوان كوجهة عالمية للسياحة المستدامة.
أسوان قادرة على استقبال الوفود الدولية
ومن جانبه، أكد اللواء إسماعيل كمال، محافظ أسوان، أن أسوان التى أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسى عاصمة للشباب والاقتصاد والثقافة الأفريقية، أصبحت قادرة على استقبال المزيد من السياح والوفود الأجنبية الدولية، بما تمتلكه من منتج سياحى وثقافى وتراثى وتنوع فى الصناعات البيئية واليدوية.
يُشار إلى أن أسوان، بما تمتلكه من مقومات طبيعية وتاريخية وسياحية، تواصل ترسيخ مكانتها كعروس للشتاء المصرى، وواجهة حضارية تجمع بين دفء الشمس وسحر النيل وعبق التاريخ.

معالم أسوان

مراكب شراعية

النوبة

المراكب والبواخر على كورنيش النيل

الكورنيش

القرى النوبية

السياحة النيلية فى الشتاء

أسوان