دراسة للمرصد المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية تظهر الجهود المصرية بقطاع النقل الأخضر.. تؤكد: هناك التزام واضح نحو تطوير بنية تحتية مستدامة لخفض البصمة الكربونية.. والدولة تشجع الاستثمار بالتكنولوجيا النظيفة

الأربعاء، 17 ديسمبر 2025 09:00 ص
دراسة للمرصد المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية تظهر الجهود المصرية بقطاع النقل الأخضر.. تؤكد: هناك التزام واضح نحو تطوير بنية تحتية مستدامة لخفض البصمة الكربونية.. والدولة تشجع الاستثمار بالتكنولوجيا النظيفة اجتماع مجلس الوزراء - صورة أرشيفية

كتب محمد عبد الرازق

رصدت دراسة للمرصد المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية للدكتور احمد سلطان جهود وأهداف الحكومة المصرية لتطوير النقل الأخضر، وذلك فى ظل التحديات البيئية المتزايدة والآثار السلبية الناجمة عن وسائل النقل التقليدية التى تعتمد على الوقود الأحفورى، مثل انبعاثات الغازات الدفيئة والتلوث الهوائى،


وأكدت الدراسة، أنه أصبح من الضرورى البحث عن بدائل مستدامة لتلبية احتياجات التنقل بشكل أكثر توافقًا مع البيئة. وظهر فى هذا السياق ما يُسمى بالنقل الأخضر، وهو مفهوم يشمل استخدام وسائل النقل التى لا تضر بالبيئة، وتهدف إلى تقليل التأثيرات السلبية على المناخ والموارد الطبيعية.

 

ويعتمد النقل الأخضر على تقنيات مبتكرة وصديقة للبيئة، مثل السيارات الكهربائية، ووسائل النقل العام التى تعمل بالوقود المتجدد أو الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى تعزيز استخدام وسائل النقل غير الآلية. من أهم أهداف النقل الأخضر تقليل انبعاثات ثانى أكسيد الكربون والملوثات الأخرى التى تنتج عن احتراق الوقود الأحفورى، وهو ما يساهم فى تحسين نوعية الهواء ومكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.

 

علاوة على ذلك، يُسهم النقل الأخضر فى تعزيز كفاءة الطاقة، حيث تعتمد العديد من هذه الوسائل على تقنيات أكثر تطورًا توفر استهلاك الطاقة مقارنة بالوسائل التقليدية. كما يسهم فى تقليل البصمة البيئية بشكل عام، سواء فيما يتعلق بتقليص المسافات الطويلة التى تُقطع باستخدام وسائل النقل التقليدية، أو فى خفض تلوث الأراضى والمياه الناتج عن حوادث النقل أو تلوث الوقود.

 

جهود وأهداف الحكومة المصرية لتطوير النقل الأخضر:
تعمل مصر على تحقيق أهداف طموحة فى تطوير صناعة النقل بما يتماشى مع التحول إلى النقل الأخضر، الذى يمثل جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها لتحقيق الاستدامة البيئية وتقليل البصمة الكربونية.

 

استثمارات فى النقل الأخضر: تضع الحكومة المصرية خطة استثمارية طموحة تركز على تحقيق التحول إلى النقل الأخضر، حيث تشكل مشروعات النقل الأخضر حوالى 50% من الاستثمارات العامة الخضراء فى الخطة الاستثمارية للعام المالى 2025/2024. حيث يُعد مؤشرًا قويًا على التزام الحكومة المصرية بتطوير القطاع البيئى فى مجال النقل.

 

توسيع شبكة مترو الأنفاق: يعد توسيع شبكة مترو الأنفاق من أبرز المشاريع فى إطار التحول إلى النقل الأخضر. فمترو الأنفاق يعد وسيلة نقل كهربائية صديقة للبيئة وتساهم فى تقليل الازدحام المرورى والتلوث الهوائى فى المدن الكبرى مثل القاهرة. توسيع شبكة المترو سيعمل على تحسين الوصول إلى وسائل النقل العامة ويدعم تقليل الاعتماد على وسائل النقل التقليدية التى تعمل بالوقود الأحفوري.

 

تطوير وسائل النقل الكهربائي: تشمل الخطط الحكومية المصرية أيضًا تطوير وسائل النقل الكهربائى الأخرى مثل الترام الكهربائى والحافلات الكهربائية. يهدف هذا إلى تحسين كفاءة استخدام الطاقة فى قطاع النقل وتقديم بدائل خضراء للمواطنين بدلًا من السيارات التقليدية الملوثة للبيئة.

 

دعم البنية التحتية للنقل الكهربائي: عملت الحكومة على تحسين البنية التحتية اللازمة لدعم وسائل النقل الكهربائى، بما فى ذلك إنشاء محطات شحن للسيارات الكهربائية وتوسيع شبكات النقل الكهربائى فى المدن الكبرى.

 

تشجيع استخدام وسائل النقل العامة: فى إطار تشجيع التحول إلى النقل الأخضر، تسعى الحكومة المصرية إلى تحسين وتطوير وسائل النقل العامة (كالقطارات، والمترو، والحافلات الكهربائية) لتوفير خيارات نقل مستدامة للمواطنين، ما يسهم فى تقليل الزحام على الطرق وتقليل التلوث.

 

تشجيع الاستثمار فى التكنولوجيا النظيفة: تدعم الحكومة الشركات والمستثمرين الذين يعملون فى تطوير تقنيات النقل الخضراء من خلال الحوافز والتمويلات الموجهة للاستثمارات فى البنية التحتية النظيفة.

 

تنظيم النقل عبر التقنيات الحديثة: تقوم الحكومة المصرية بإدخال تقنيات ذكية فى إدارة وتنظيم قطاع النقل مثل نظم النقل الذكى لتسهيل حركة المرور وتقليل الوقود المستخدم.

 

وفى إطار جهود مصر للتحول إلى النقل الأخضر وتحقيق الاستدامة البيئية، تم وضع الأساس لعدد من مشروعات النقل الخضراء الحديثة التى تهدف إلى تحسين حركة السكان، وتقليل الانبعاثات الضارة، وتخفيف الازدحام المرورى فى المدن الكبرى مثل القاهرة. من بين هذه المشروعات البارزة مشروع المونوريل، بالإضافة إلى القطار الكهربائى الخفيف (LRT) وغيرها من الحلول المستدامة.


ويُعد النقل الأخضر خطوة أساسية نحو الحد من التأثيرات البيئية السلبية لقطاع النقل، الذى يعد من أكبر المصادر لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. من خلال تقليل الانبعاثات الضارة وتحسين كفاءة الطاقة، بالإضافة إلى تعزيز استخدام التكنولوجيا النظيفة؛ يمكن تحقيق توازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة؛ إذ يسهم النقل الأخضر بشكل كبير فى تقليل البصمة الكربونية لقطاع النقل، مما يساعد فى مواجهة التحديات البيئية العالمية مثل التغير المناخي. ويعد التحول إلى وسائل نقل صديقة للبيئة عاملًا محوريًا فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة على الصعيدين المحلى والعالمى، وذلك عبر توفير حلول نقل تحترم البيئة وتحقق رفاهية المجتمعات.

 

وأشارت الدراسة، إلى أن تجربة مصر فى مجال النقل الأخضر تعكس التزامًا واضحًا نحو تطوير بنية تحتية مستدامة تدعم هذا التحول البيئى، من خلال مشروعات مثل المونوريل والقطار الكهربائى الخفيف، تسعى مصر إلى تعزيز استخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة، مما يسهم فى مكافحة التغير المناخى وتحقيق مستقبل مستدام. هذه الجهود تسهم فى تحسين نوعية الحياة فى المدن المصرية، وتقليل الازدحام والملوثات، مما يسهم فى تحقيق توازن بين النمو الاقتصادى والحفاظ على البيئة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة