خيّم الحزن على الأوساط الفنية بعد الإعلان عن رحيل المخرج الأمريكي الشهير روب راينر وزوجته ميشيل، حيث أكد متحدث باسم العائلة، في ساعة متأخرة من مساء الأحد، وفاة راينر عن عمر ناهز 78 عاما، وزوجته البالغة 67 عاماً.
وأوضح المتحدث، في بيان مقتضب، أن العائلة تعيش صدمة كبيرة جراء هذا الفقد المفاجئ، قائلاً: "بقلوب يعتصرها الأسى، نعلن الوفاة المأساوية لميشيل وروب راينر، ونلتمس احترام الخصوصية فى هذا الظرف الإنسانى القاسى".
تحقيقات أمنية في واقعة قتل
وشهدت الساعات القليلة الماضية، اعلان شرطة لوس أنجلوس فتح تحقيق موسع فى واقعة وصفتها بأنها "جريمة قتل واضحة"، وذلك عقب العثور على جثتين داخل منزل المخرج الهوليوودي روبرت راينر، وكشف مصدر أمني مطّلع أن أحد أفراد العائلة توجه إلى المنزل ليعثر على الجثتين ويبلغ السلطات على الفور.
وعلى صعيد ردود الفعل الرسمية، عبر حاكم ولاية كاليفورنيا، غافن نيوسوم، وزوجته جينيفر سيبل نيوسوم، عن بالغ حزنهما بعد سماع الخبر، مؤكدين في بيان أن راينر كان رمزا للإبداع الإنسانى قبل أن يكون صانع أفلام، وقال نيوسوم إن الراحل قدم أعمالًا خالدة بفضل إنسانيته وتعاطفه، وأسهم في تشكيل وعي أجيال كاملة بقيم الخير والأمل.

المخرج روب راينر وزوجته ميشيل
وأضاف حاكم كاليفورنيا أن تأثير روب راينر تجاوز حدود الشاشة، إذ عرف بدفاعه المستمر عن حقوق الأطفال، ونضاله من أجل الحقوق المدنية، ومواقفه الصارمة في مواجهة شركات التبغ الكبرى، إلى جانب دعمه للمساواة فى الزواج والتعليم المبكر، مشدداً على أن جهوده جعلت الولاية مكانا أفضل، واختتم بيانه بالتأكيد على أن اسم راينر سيظل حاضرا من خلال إرثه السينمائي والإنساني.
حزن سياسي وفني واسع
كما سادت حالة من الحزن في الأوساط السياسية، حيث أعرب الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عن أسفه العميق لرحيل روب وميشيل راينر، فيما نعت نائب الرئيس السابقة كامالا هاريس، ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسى، الراحلين بكلمات مؤثرة.
وُلد روب راينر عام 1947 في حي برونكس بمدينة نيويورك، ونشأ في عائلة فنية؛ فوالده هو كارل راينر، أحد أبرز الأسماء في عالم الكتابة والتمثيل والإخراج والإنتاج، والذي امتدت مسيرته لعقود طويلة.
وشق راينر طريقه بثبات في عالم الفن، جامعًا بين التمثيل والإخراج، ونجح فى تقديم أعمال تنوعت بين الكوميديا والدراما، من أبرزها الفيلم الكلاسيكي الكوميدي "The Princess Bride"، والدراما القانونية "A Few Good Men" التي حصدت ترشيحات لجوائز الأوسكار.
نجاحات تليفزيونية وجوائز مرموقة
وعلى شاشة التليفزيون، لمع اسمه في سبعينيات القرن الماضي من خلال شخصية "مايك ستيفيك" في مسلسل "All in the Family"، وهو الدور الذي نال عنه جائزتى إيمى، واستمر حضوره الفني حتى سنواته الأخيرة، إذ شارك في الموسم الرابع من مسلسل "The Bear" الذى عرض هذا العام على قناة FX.
أما خلف الكاميرا، فقد بدأ رحلته الإخراجية فى ثمانينيات القرن الماضى بفيلم "This Is Spinal Tap"، الذى عد علامة فارقة فى نوع الكوميديا الوثائقية الساخرة، قبل أن يعود لتقديم جزء ثانٍ من العمل في سبتمبر الماضي، مؤكدا استمراره فى العطاء حتى اللحظات الأخيرة من حياته.