الدكتورة ماريان جرجس تكتب: 31 يونيو وشجرة بيت لحم

الإثنين، 15 ديسمبر 2025 03:40 م
الدكتورة ماريان جرجس تكتب: 31 يونيو وشجرة بيت لحم الدكتورة ماريان جرجس

" كانت رايتهم السوداء أكثر سوادًا من ظلمة الفجر، سيارات تجوب الشوارع بمكبرات صوت واستعراضات عسكرية حمقاء، شوارع تغيرت عليها الأسماء؛ ممر الأنصار، طريق التوبة، بوابة الولاية ! إمارة الصحراء الشرقية ! أغلقت المدارس وأعلنت المحاكمات الميدانية والإعدامات العلنية، تحولت الجبال إلى مخازن والوديان إلى خطوط إمداد، أهالى سيناء لا يستطيعون النطق ببنت شفه، يسمعون أسماء تُنادى من قائمه ومن يخرج لا يعود، الكنائس دمرت والمساجد لم تعد هى ذاتها، تفككت القبائل والدموع سجينة فى عيون الأطفال السيناوية ولا أمل فى مساعدة لقطاع غزة المكلوم لأن الفصائل المسلحة مزقت الطرق والمعابر تماما ".


عفوًا عزيزى القارئ، لا بد أن سطورى السابقة جعلت مقلتيك تدمعان، وقلبك يخفق دقة غير منتظمة، ومستوى الأدرنالين ارتفع فى دمك، ولكن اهدأ هذا اليوم لم يأت ولن يأت فى التاريخ، لأن فى كتاب التاريخ جاء 30 يونيو حتى لا يسيطر الدواعش على سيناء ولا تقع فى يدهم ولا يتغير مصير أمة وإقليم بأسره، ربما تذكرت كلام أحدهم الذى قال :- " سيأتى مقاتلون من سوريا والشيشان وأفغانستان لقتال الجيش المصرى "، ولكنه لم يحدث، عُد إلى سكينتك واطمئن، فمصر لم تسمح بذلك واستطاعت حماية سيناء بكل ما هو غالى ونفيس وحمت الأرض والعرض، وأمنت الحدود وحولت من سيناء مقبرة لكل هؤلاء الغزاة والإرهابيين ودفنت بؤر الإرهاب فى وديان ورمال سيناء وأصبحت سيناء مليئة بالمشروعات وأهلها مطمئنين وقبائلها فى غاية الراحة والأمن والتناغم مع الدولة، ولكن ما لا يعلمه الجميع أنه بإنقاذ سيناء والشيخ زويد ورفح المصرية، كانت الدولة المصرية تنقذ أيضًا غزة وتخلق لها فناءًا خلفيًا يسندها ويكون مركزًا للمؤن الغذائية والمستلزمات الطبية والعلاج، فيأتوا إلى العريش الآمنة لتركيب الأطراف الصناعية وتلقى العلاج بل تصبح العريش مركزًا لتنسيق المساعدات ويأتى قادة العالم ليزورا الفلسطنين الذين احتموا فى العريش .


إن مصر حمت الإقليم بأسره، حمته من التغيّر الجيوسياسى الذى كاد يغير ملامحه تمامًا، فوجود الفصائل المسلحة على الحدود المصرية الشرقية كان سيكون ذريعة للتدخل الخارجى، كان سيحدث تمزق عربى، داخل الوطن العربى، حتى طريق الحرير"مشروع الصين الأكبر" ! لم يكن ليمر بالعالم العربى على الإطلاق، وكان ذلك سيهدد الملاحة فى البحر الأحمر وكانت قناة السويس لم تستطع الاستمرار فى عملها كحلقة هامة فى التجارة العالمية.


فلولا مصر، لما أضيئت شجرة الميلاد فى بيت لحم هذا العام خاصة بعد اتفاقية السلام فى شرم الشيخ، فتلك الشجرة فى ساحة المهد هى رمز هام لمسيحيو فلسطين الذين يعلقون الآمال عليها اليوم بعد انطفائها لسنوات، تضئ فى عام 2026، ونحن نعلق عليها – مسيحيون ومسلمين – أيضًا كل الأحلام ورسائل السلام، فمصر ستظل هى سفيرة السلام فى العالم .




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة