بعد حصولها على جائزة نوبل للاستدامة.. ياسمين فؤاد تهدى الميدالية لمصر والنساء اللاتي يبنين مجتمعاتهن.. خبرة 26 عاما فى تشكيل السياسات البيئية والدبلوماسية المناخية.. دورها كأم شكل رؤيتها للعدالة والتنمية

الأربعاء، 10 ديسمبر 2025 06:04 م
بعد حصولها على جائزة نوبل للاستدامة.. ياسمين فؤاد تهدى الميدالية لمصر والنساء اللاتي يبنين مجتمعاتهن.. خبرة 26 عاما فى تشكيل السياسات البيئية والدبلوماسية المناخية.. دورها كأم شكل رؤيتها للعدالة والتنمية الدكتورة ياسمين فؤاد

كتبت منال العيسوى

لم يكن إعلان صندوق نوبل للاستدامة فوز الدكتورة ياسمين فؤاد المديرة التنفيذية لاتفاقية الامم المتحدة للتصح، بميدالية نوبل للاستدامة العام 2025،  مجرد تكريم المسيرتها المهنية، بل كان اعترافا بنمط قيادة يضع الإنسان في قلب العمل البيئي.

 

ياسمين فؤاد.. خبرة 26 عاما

على مدى أكثر من 26 عاما، لعبت الدكتورة فؤاد دورا محورنا في تشكيل السياسات البيئية، والدبلوماسية المناخية، والتنمية المستدامة من منظور نادر يجمع بين العلم والإنسانية،  فمن أبحاثها الأولى حول النظم البيئية،  إلى دورها كوزيرة للبيئة في مصر، وصولا إلى منصبها الحالي كوكيلة للسكرتير العام وأمينة تنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD)، حرصت دائما على أن يلتقى العلم مع احتياجات الناس، وأن تكون السياسات مبنية على قصص وتجارب حقيقية.

 

الجانب الانسانى لياسمين فؤاد

ورغم ما حققته من إنجازات دولية، يبقى الجانب الإنساني الأكثر حضورا في رحلتها.. فكثيرا ما تتحدث الدكتورة ياسمين عن دور الأمومة في تشكيل رؤيتها. وتروى لحظة مؤثرة في مؤتمر التنوع البيولوجي عام 2018، حين دخل أحد الاطفال بالقاعة ووضع يده على المطرقة وسط تصفيق الحاضرين، تقول: "في تلك اللحظة أدركت أننا نتفاوض من أجل الاتفاقيات، لكن أطفالنا يتفاوضون من أجل مستقبلهم".

هذا الفهم العميق لقيمة الإنسان هو ما يقودها في تعاملها مع المجتمعات الأكثر تأثرا بالتغير المناخي، من النساء اللواتي يعدن بناء حياتهن بعد الكوارت إلى الشباب الذين يطالبون بالعدالة المناخية، إلى الرعاة والمزارعين الذين يواجهون تحديات يومية مرتبطة بالمياه والأراضي.

 

دمج أبعاد الاستدامة بالخطط الوطنية

وفي مصر ساهمت قيادتها في إطلاق منظومة حديثة لإدارة المخلفات دمج ابعاد الاستدامة بالخطط الوطنية، وتنمية المحميات الطبيعية، وخلق آلاف الوظائف الخضراء، كما كان لها دور رئيسي في تعزيز دور كافة فئات المجتمع وعلى راسهم المرأة والسباب بالعمل البيئي.

ميدالية نوبل للاستدامة ليست مجرد تقدير المسيرة مهنية، بل هي احتفاء بقيم الصمود والعمل المشترك، والإيمان بقدرة الناس على تغيير واقعهم. كما تمثل لحظة فخر للعالم العربي وأفريقيا، حيث تشكل الدكتورة ياسمين نموذجا بارزا القيادة نسائية عربية ذات تأثير عالمي.

 

حق كل طفل في مستقبل مستقر وآمن

وفي وقت يواجه فيه العالم تحديات متسارعة من ندرة المياه إلى تدهور الأراضي إلى موجات الجفاف تحمل رسالة الدكتورة فؤاد قدرا كبيرا من التفاؤل المسؤول فهي تؤكد دائما أن الاستدامة ليست ملفا تقنيا فحسب، بل قضية إنسانية تتعلق بالكرامة، وسبل العيش، وحق كل طفل في مستقبل مستقر وامن.

 

إهداء الميدالية لمصر والنساء

وقد أهدت الدكتورة فؤاد الميدالية الى جمهورية مصر العربية والنساء اللواتي يبنين مجتمعاتهن من جديد، والشباب الذين يرفضون اليأس، وللعاملين الذين يحولون الندرة إلى إبداع، وللأسر التي تختار الأمل كل يوم." إن قصة الدكتورة ياسمين فؤاد تذكرنا بأن القيادة ليست مجرد سياسات تكتب أو اتفاقات توقع بل هي قدرة على الإصغاء، وعلى من الجسور، وعلى وضع الإنسان في قلب كل قرار.

ومع اقتراب العالم من محطات حاسمة - بما فيها قمة الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في منغوليا ياتي هذا التكريم ليؤكد أن مستقبل الاستدامة بحاجة إلى قادة يمتلكون القوة، والرحمة (COP17) والإيمان بالقدرة البشر على صناعة التغيير.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة