مرشح حزب الجبهة الوطنية على القائمة: اركز على ملفات التعليم والصحة وتمكين الشباب وتوسيع قاعدة الحماية الاجتماعية.. وأقترح إنشاء مجالس استشارية للجاليات المصرية بالخارج.. ولابد من إنشاء قاعدة بيانات موحدة للمصريين بالخارج.. المغتربون اليوم يشعرون بفخر كبير كونهم ينتمون لدولة يُحسب لها حساب
ويؤكد : الدبلوماسية المصرية في عهد السيسي استعادت مكانتها التاريخية.. وتحركات الرئيس مبنية على رؤية استراتيجية واضحة لتحقيق توازن بين المصالح الوطنية والعلاقات الدولية.. والرئيس حافظ الحفاظ على استقلال القرار المصري خلال الحرب الإسرائيلية على غزة برفض مخطط التهجير.. السياسات الرئاسية الخارجية خلقت مناخا إيجابيا بين المصريين بالخارج
في ظل أجواء الاستعدادات المكثفة لانتخابات مجلس النواب 2025، أجرينا هذا الحوار مع المهندس ياسر الحفناوي، القيادي بحزب الجبهة الوطنية، ورئيس الجالية المصرية بجدة، والمرشح على القائمة الوطنية من أجل مصر.
«الحفناوي» تحدث بصراحة وعمق عن أهمية هذه الانتخابات في استكمال مسيرة بناء الدولة، ودور المصريين بالخارج في دعم الوطن، وتقييمه لجهود القيادة السياسية في تعزيز مكانة مصر على الساحة الدولية، إلى جانب رؤيته للمرحلة المقبلة داخل البرلمان، وموقفه من قضايا الشباب والمرأة والمغتربين.
وإلى نص الحوار:
كيف ترى انتخابات مجلس النواب 2025 في هذه المرحلة من عمر الدولة المصرية؟
»الانتخابات الحالية تأتي في مرحلة دقيقة من تاريخ الدولة المصرية، حيث نجحت مصر خلال السنوات الماضية في تجاوز أزمات وتحديات كانت كفيلة بأن تُربك دولا عديدة، بفضل وعي القيادة السياسية وصلابة مؤسسات الدولة.. نحن الآن أمام مرحلة جديدة عنوانها "ترسيخ الدولة الحديثة" ، وتعميق مفاهيم المشاركة والمساءلة.. لذلك فوجود مجلس نواب قوي هو الضمانة لاستمرار مسيرة التنمية التي بدأها الرئيس عبد الفتاح السيسي.. البرلمان القادم سيكون له دور محوري في متابعة تنفيذ رؤية مصر 2030 وإقرار التشريعات الداعمة للإصلاح الإداري والاقتصادي، ومراقبة الأداء الحكومي بشفافية.
ما الرسالة التي توجهها للمواطنين للمشاركة في التصويت؟
»أقول لكل مصري: صوتك هو سلاحك في الدفاع عن وطنك.. المشاركة في الانتخابات ليست رفاهية لكنها واجب وطني ورسالة دعم للدولة المصرية في مواجهة كل محاولات التشكيك أو الإحباط.. نحن في معركة وعي، والمواطن الواعي هو الذي يدرك أن صوته يصنع فارقا حقيقيا في رسم مستقبل الوطن.. لذلك المشاركة الواسعة هي أفضل رد عملي على من يحاولون بث السلبية أو التقليل من إنجازات الدولة.
كيف يستعد حزب الجبهة الوطنية لخوض الانتخابات ضمن القائمة الوطنية؟
» نحن داخل حزب الجبهة نخوض الانتخابات تحت راية وطنية خالصة بعيدا عن المصالح الحزبية الضيقة.. حزب الجبهة الوطنية يشارك ضمن القائمة الوطنية من أجل مصر إيمانا منا بأن المرحلة تتطلب توحيد الجهود لا التنافس.. لدينا خطة ميدانية منظمة تعتمد على التواصل المباشر مع المواطنين وتوضيح أهداف القائمة وبرامجها، ونركز على تقديم وجوه قادرة على تمثيل الناس بصدق وكفاءة داخل البرلمان، بعيدا عن الشعارات الانتخابية.
ما أبرز القضايا التي يضعها الحزب على جدول أولوياته داخل البرلمان؟
»نركز على ملفات التعليم والصحة وتمكين الشباب وتوسيع قاعدة الحماية الاجتماعية، بالإضافة إلى دعم برامج الدولة في مكافحة الفقر وتنمية الريف المصري عبر المبادرات الرئاسية مثل "حياة كريمة".. أيضا نرى أن ملف الأمن القومي يجب أن يظل على رأس أولويات البرلمان بما يتضمنه من تشريعات تحافظ على استقرار البلاد وتحمي مؤسساتها من أي محاولات اختراق أو فوضى.
ما الذي يميز هذه الانتخابات عن الاستحقاقات السابقة؟
»الوعي الشعبي أصبح أكبر بكثير، وهناك ثقة متزايدة في مؤسسات الدولة وقدرتها على إدارة المشهد الداخلى والخارجي بكفاءة كبيرة ومن ثم عبور التحديات والأزمات وهذا ما لمسناه على مدار السنوات الماضية ، وهو ما انعكس على وعي المواطن الذي أصبح مدركا لأبعاد ما يُبث إليه من رسائل تستهدف التشكيك في الدولة ومؤسساتها، ومن بينها مجلس النواب والمحاولات المستمرة للتشكيك في نزاهة العملية الانتخابية رغم الأداء التنظيمي فوق الممتاز للهيئة الوطنية للانتخابات .. فالعملية الانتخابية تدار بشفافية عالية واستعدادات لوجستية تتم بشكل احترافي وهو ما يطمئن المواطن بأن صوته مؤثر فعلا.

ياسر الحفناوي
بصفتك رئيس الجالية المصرية بجدة، كيف جرى تنظيم مشاركة المصريين بالخارج خلال التصويت؟
»منذ إعلان الجدول الزمني للانتخابات، بدأنا التواصل مع أبناء الجالية في جميع المناطق بالمملكة. قمنا بتنسيق مستمر مع القنصلية المصرية في جدة لتسهيل عملية التصويت، وشرح الخطوات عبر لقاءات وندوات مباشرة، إلى جانب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي بأهمية المشاركة.. كان هدفنا الرئيسي ألا يشعر أي مصري في الخارج أنه بعيد عن وطنه في الحدث الوطني الكبير، وبالفعل لمسنا تجاوبا كبيرا وفخرا بالمشاركة.. وقد تابعنا جميعا اقبال أبناء الجاليات على مقار السفارات والقنصليات المصرية بالخارج، خاصة في المملكة العربية السعودية التي تحتضن أكبر عدد من المصريين بالخارج.
ما حجم الإقبال من أبناء الجالية؟
» حتي الآن لا نمتلك أرقاما دقيقة لكن الإقبال كان لافتا ومبشرا المصريون في الخارج لديهم وعي سياسي متقدم وشعور قوي بالانتماء.. المشهد أمام القنصلية كان يعبر عن وحدة وطنية صادقة.. رجال وسيدات وشباب وأطفال يرتدون علم مصر الكل جاء من مناطق بعيدة للمشاركة.. المشاركة في الخارج دائما ما تكون مقياسا لمدى الثقة في الدولة.. وأنا فخور جدا بما قدمه أبناء الجالية المصرية في جدة بشكل خاص من نموذج وطني مشرف.. وبالتأكيد البيانات الرسمية الصادرة عن الهيئة الوطنية للانتخابات بعد انتهاء أيام التصويت ستثبت ذلك.
ما أبرز التحديات التي واجهتكم؟
»التحديات المعتادة تتعلق بطول المسافات أو تعارض مواعيد العمل مع أيام التصويت، لكننا تغلبنا عليها بالتنسيق المسبق والمرونة.. كما واجهنا محاولات من البعض لبث شائعات سلبية على مواقع التواصل لكننا تعاملنا معها بالوعي والرد المنطقي لأن الجالية المصرية في السعودية ناضجة سياسيا وتدرك أهمية الصورة الإيجابية لوطنها.. لكن شخصيا أتمني خلال الاستحقاقات القادمة تفعيل مسألة التصويت الالكتروني للتسهيل على المواطنين الراغبين في المشاركة لكن بسبب ظروف العمل والانتقالات قد لا يتمكنون من المشاركة ، فأتمني وجود حلول واستفادة من الثروة التكنولوجية الحالية في تعزيز مشاركة المصريين بالخارج.
كيف يمكن تعزيز التواصل بين الدولة والجاليات المصرية مستقبلًا؟
»أقترح إنشاء مجالس استشارية للجاليات المصرية في كل دولة تضم ممثلين منتخبين يتواصلون مباشرة مع الجهات الحكومية في الداخل. كذلك، يجب توسيع برامج "مصر تستطيع" و"ابدع وابتكر" لتشمل أبناء الجاليات، فهم ثروة بشرية هائلة تمتلك خبرات يمكن توظيفها في التنمية.. وأن يكون هناك مكتب اتصال سياسي تابع لمجلس النواب في السفارات والقنصليات المصرية بالخارجية ليكون حلقة وصل بين الجاليات والبرلمان المصري.
ما أبرز مطالب المصريين بالخارج التي ستنقلها للبرلمان؟
»المطالب كتير في الحقيقة لكن أبرزها تسهيل الإجراءات القنصلية ووضع آلية للاستثمار الآمن للمغتربين، وإقرار تسهيلات جمركية وعقارية تشجعهم على العودة والاستثمار في وطنهم.. كذلك نحتاج إلى رعاية أكبر لأبناء الجيل الثاني والثالث وربطهم بالثقافة المصرية من خلال المناهج والأنشطة الثقافية في السفارات.
كيف تقيم الجهود الدبلوماسية التي يقودها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي؟
»الدبلوماسية المصرية في عهد السيد الرئيس السيسي استعادت مكانتها التاريخية، بل تجاوزت حدود الدور الإقليمي إلى التأثير الدولي المباشر.. وقد أثبتت الأحداث المتعاقبة أن تحركات الرئيس مبنية على رؤية استراتيجية واضحة تستهدف تحقيق توازن بين المصالح الوطنية والعلاقات الدولية.. ومع ذلك نجح الرئيس السيسي بفضل حكمته في إعادة مصر لمكانتها د كدولة محورية في الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم العربي.. لقد رأينا كيف نجحت مصر في إدارة ملفات معقدة مثل القضية الفلسطينية، والسودان، وسد النهضة، بخطاب عقلاني ومسؤول يعكس قوة الدولة المصرية وثبات مواقفها.
ما أبرز المكاسب التي حققتها مصر من هذا الانفتاح الدبلوماسي؟
» بالتأكيد هناك تأثير مباشر على الجانب الاقتصادي مثلا.. فنجحت مصر في استعادة الثقة الدولية في الاقتصاد المصري وجذب استثمارات أجنبية غير مسبوقة.. أيضا عودة الدور المصري الريادي في القارة الأفريقية والشرق الأوسط خاصة في ملفات الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب.. ولا نغفل تنامي العلاقات مع أوروبا وبناء علاقات متوازنة مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي ، ومع كل هذا الانفتاح حافظ الرئيس على استقلال القرار المصري وهذا ما لمسناه جميعا خلال الحرب الاسرائيلية الغاشمة والظالمة على قطاع غزة وكيف تصدت مصر بقوة لمخططات التهجير القسري للفلسطينيين، واجهات كافة المخططات التي تبناها نتنياهو ومن خلف ترامب.
كيف تنعكس هذه التحركات على المصريين بالخارج؟
»المغتربون اليوم يشعرون بفخر كبير كونهم ينتمون لدولة أصبح يُحسب لها حساب في كل محفل دولي.. السياسات الرئاسية الخارجية خلقت مناخا إيجابيا في الدول التي يعيش فيها المصريون، فانعكس ذلك على نظرة المجتمعات لهم واحترامهم.. كل خطوة ناجحة للدولة في الخارج ترفع من شأن المواطن المصري في المهجر بكل تأكيد.
ما الدور المنتظر من البرلمان لدعم السياسة الخارجية؟
»البرلمان القادم يجب أن يكون شريكا فاعلا في دعم التحركات الدبلوماسية من خلال لجانه المختصة ولجنة العلاقات الخارجية تحديدا.. تعزيز التواصل بين البرلمان المصري وباقي برلمانات العالم لتعزيز الرؤية المصرية في مختلف القضايا الإقليمية والدولية بالخارج، لكي يعلم العالم أن ما يتبناه الرئيس والدبلوماسية المصرية هو موقف مختلف مؤسسات الدولة التي تقف على قلب رجل واحد
ما أبرز ملامح برنامجك الانتخابي داخل البرلمان؟
»برنامجي يركز على الإنسان المصري في المقام الأول.. في رأيي التنمية لا تكتمل إلا بتوفير حياة كريمة لكل مواطن، ولذلك أضع ملفات التعليم، والرعاية الصحية، وتحسين مستوى الدخل ضمن أولوياتي.. كما أسعى لتمكين الشباب من المشاركة الفعلية في الحياة السياسية والاقتصادية.. ودعم المرأة المصرية في مواقع اتخاذ القرار.. جانب آخر مهم في برنامجي هو تعزيز التواصل بين المصريين بالخارج والدولة عبر سياسات دائمة، وليس موسمية، لأن المصري بالخارج هو سفير لوطنه في كل لحظة.. ويجب أن يشعر انه جزء من الوطن وأن جزء من خطط الدولة يستهدف المصري بالخارج وهو ما يعزز الانتماء للوطن خاصة أن المصريين بالخارج هو واحد من أهم روافد النقد الأجنبي التي تعتمد عليها الدولة ويجب أن يأخد نصيبه العادل من التنمية.
ما القضايا التي ستركز عليها لتمثيل المصريين بالخارج؟
» سأطالب بإنشاء قاعدة بيانات موحدة للمصريين بالخارج لتسهيل تقديم الخدمات لهم.. وسأعمل على على إصدار تشريعات تدعم التحويلات المالية والاستثمارات الصغيرة للمغتربين داخل مصر.. سأقترح أيضا تشريعات لتطوير التعليم الدولي لأبناء الجاليات وربطهم بالمناهج المصرية، حفاظا على الهوية والانتماء.
كيف ترى دور مجلس النواب في دعم خطط التنمية؟
»البرلمان المصري شريكا فاعلا للحكومة في صياغة السياسات العامة، لا مجرد مراقب.. ويجب أيضا أن يتحول من "برلمان رد فعل" إلى "برلمان مبادرة واقتراح".. المجلس المقبل أمامه مسؤولية كبرى في متابعة تنفيذ مشروعات البنية التحتية، والطاقة، والتحول الرقمي، وضمان وصول عائدات التنمية إلى المواطن العادي.. لذلك أرى أن البرلمان القادم عليه عبء ثقيل لكني على ثقة أن الانتخابات ستفرز كفاءات وخبرات في مختلف المجالات قادرة على القيام بهذا الدور.
كيف تنظر إلى مفهوم المشاركة الوطنية؟
»المشاركة الوطنية للأسف البعض يتعامل معاها كشعار في المناسبات، لكن في جوهرها هي سلوك يومي نمارسه في العمل والإنتاج والإخلاص.. أن تكون وطنيا يعني أن تقدم لوطنك من موقعك أيا كان هذا الموقع.. كل مصري له دور سواء في الداخل أو الخارج في الدفاع عن بلده وتقديم صورة إيجابية عنه.
ما تقييمك لوعي المواطن المصري اليوم؟
» لا أبالغ عندما تقول أن الوعي المصري مر بمرحلة نضج حقيقية وأصبح المواطن قادرا على التمييز بين المعلومة والشائعة وأيضا على فهم وقراءة الأحداث بذكاء خاصة في ظل الحملات الممنهجة ضد الدولة، لكن المواطن دائما يختار الوطن أولا، وهو مرحلة ما كانت لتتحقق لولا اهتمام الدولة وتوجيهات الرئيس المستمرة للاهتمام بالوعي وبناء الإنسان المصري على مختلف المستويات.
كيف يمكن ترسيخ ثقافة الاصطفاف الوطني؟
» بالتأكيد من خلال تعزيز الخطاب الإيجابي في الإعلام وترسيخ مفهوم الحوار لا الصراع، وتوحيد الصف خلف القيادة السياسية في مواجهة التحديات.. الاصطفاف الوطني لا يعني غياب الرأي الآخر، بل يعني أن يكون الخلاف في إطار المصلحة العامة وليس على حساب الدولة.
ما الذي يدفعك نحو معترك العمل العام؟
»العمل العام بالنسبة لي رسالة.. أشعر أن الله منحني فرصة لخدمة الناس وأحاول أن أؤديها بإخلاص.. كل مرة أرى فيها ابتسامة رضا على وجه مواطن شعر أن صوته مسموع.. أعتبرها مكافأة حقيقية .. لذلك ادعو كل مواطن أيا كان موقعه قادرا على دخول العمل العام أن يبدأ سواء من خلال حزب أو جمعية.. من المهم جدا أن نشجع ثقافة العمل العام والتي سيكون نتيجتها إفراز المئات من الكوادر.
ما رسالتك الختامية للمصريين في الداخل والخارج؟
»رسالتي أن نبقى صفا واحدا خلف قيادتنا، وأن نؤمن أن مستقبل مصر يُكتب بتكاتف الجميع. مصر تستحق أن نبذل من أجلها كل جهد، فهي الوطن الذي لا يعوض.. وأقول للمصريين بالخارج: أنتم سفراء مصر وصورتها أمام العالم وكونوا دائما على قدر هذا الشرف والمسؤولية.